أصحاب الورش الجديدة: المدينة تنقذنا من جشع التجار.. يشترون الأثاث بـ"ملاليم" ويبيعون بـ"الآلاف"

كتب: سهاد الخضرى

أصحاب الورش الجديدة: المدينة تنقذنا من جشع التجار.. يشترون الأثاث بـ"ملاليم" ويبيعون بـ"الآلاف"

أصحاب الورش الجديدة: المدينة تنقذنا من جشع التجار.. يشترون الأثاث بـ"ملاليم" ويبيعون بـ"الآلاف"

أمام ورشته الجديدة فى مدينة الأثاث، وقف الشاب محمد السلكاوى يناقش مع العمال حجم ما أنجزوه من موبيليا، قبل تسليمها للوحدات السكنية الجديدة فى عمارات «بشائر الخير» بالإسكندرية، حيث أسندت لورشته مهمة المشاركة فى صناعة الأثاث الجديد المقرر أن يتسلمه سكان مشروع تطوير المناطق العشوائية ذات الخطورة الداهمة.

أصحاب الورش: منتجاتنا تفرش الوحدات السكنية لـ"بشائر الخير"

منذ 18 سنة بالضبط، بدأ «السلكاوى» العمل فى صناعة الأثاث بإحدى ورش النجارة فى دمياط، وقتها لم يكن عمره يتجاوز 12 سنة، لكنه أصبح مالكاً لواحدة من ورش مدينة الأثاث الجديدة حالياً، يقول: «فور الإعلان عن طرح المرحلة الأولى من ورش المدينة، أسرعت بالتقديم فيها، على أمل الخروج من الأزمات المتتالية، التى واجهتنى فى الصناعة منذ سنوات».

"السلكاوى": الدولة تساعدنا بإسناد مفروشات مشروعاتها لـ"ورش المدينة"

وفور الموافقة على طلبه، أغلق الشاب ورشته القديمة فى مدينة دمياط، مقرراً الانتقال سريعاً إلى مدينة الأثاث الجديدة، على أمل أن تكون «بشرة خير» بالنسبة له، يقول: «بالفعل وجدتها فرصة جديدة فى التشغيل والتسويق، خاصة أن المدينة تتمتع بموقع متميز، مما يضيف لى ولجميع العاملين فى صناعة الأثاث».

قبل انتقال «السلكاوى» إلى المدينة الجديدة، كانت «الأحوال» قد ضاقت به فى المدينة القديمة، لهذا لم يُضيِع الفرصة، حسبما يقول، فأسرع بنقل ورشته مثلما فعل عدد آخر من أصدقائه: «فى الماضى كنا نصنع ونجهز ونشطب الأثاث، بدءاً من تسلمه كقطعة خشبية حتى تحويله إلى أطقم موبيليا تُبهر العيون، لكننا كنا نخضع لابتزاز التجار الوسطاء، الذين كانوا يشترون منا بملاليم، ليبيعوا المنتجات بأسعار فلكية».

التجار يتعمّدون التشويه لمصلحتهم

يرى الشاب أن انتقاله إلى مدينة الأثاث الجديدة منذ 4 أشهر تقريباً، كان فرصة بالنسبة له ليبدأ حياة جديدة، بعيداً عن احتكار وسيطرة وأطماع التجار وأصحاب المعارض، يقول: «بدأنا التصنيع بمساعدة القائمين على المدينة، الذين قدّموا لنا كل أوجه المساعدة، فالدولة تسند إلى ورش المدينة كل ما تحتاج إليه من مفروشات لمشروعاتها، بالإضافة إلى الكثير من الزبائن، الذين يأتون لنا بحثاً عن منتجات عالية الجودة، ورخيصة السعر، مقارنة بالموجودة فى المعارض».

وعن اعتراض عدد من أصحاب الورش فى دمياط على الانتقال إلى المدينة الجديدة، قال «السلكاوى»: «للأسف لم يستوعب البعض أهمية المدينة العملاقة حتى الآن، فهى ستنقل صناعة الأثاث خطوات غير مسبوقة إلى الأمام، كما تلاقى المدينة هجوماً من التجار، الذين يتعمّدون انتقادها، لأنها تتسبب فى خسائر كبيرة لهم، لأنهم لن يستطيعوا الاستمرار فى استغلال الصناع، لهذا يحاولون التشكيك فى هذا المشروع الضخم».

عداد الكهرباء التجارى داخل المدينة بـ2700 جنيه وخارجها بـ80 ألفاً

وتسبّب جشع التجار فى إغلاق عدد كبير من الورش أبوابها، حسبما يقول «السلكاوى»، ولجأ كثير من الصنايعية المهرة إلى العمل فى مجالات أخرى، فيما وجّه رسالة إلى المشككين فى المدينة: «هذا مشروع متكامل سيقود الصناعة للأمام، ولن يجعلنا لعبة فى يد الحيتان، كما أن إدارة المدينة تقدم لنا جميع التسهيلات اللازمة، سواء فى استخراج التراخيص أو السجل التجارى أو تركيب العدادات، فنحن حصلنا على عداد كهرباء تجارى بسعر 2700 جنيه، بينما كنا نحصل عليه فى الخارج بـ80 ألف جنيه».

أسعار المنتجات أقل 50%

وعن مشاركته فى فرش الوحدات السكنية لمشروع «بشائر الخير»، يقول إن السبب هو انخفاض أسعار منتجات مدينة الأثاث بنسبة 50%، مقارنة بالأسعار فى أى مكان آخر، لأن التجار خارج المدينة يشترون المنتجات بأسعار زهيدة من الصناع، ثم يحصّلون فارق الأسعار لأنفسهم، بعد بيعها بأسعار ضخمة.

وعلى بُعد أمتار قليلة من ورشة «السلكاوى»، وقف محمد العوادلى، نجار، 29 سنة، ممسكاً قطعة خشبية فى يده، استعداداً لتحويلها إلى «قطعة فنية»، حسبما يقول: «حرصت على العمل هنا، نظراً لما وجدته من تقدير واحترام لمجهودى، وهو أمر لم يعد موجوداً فى الخارج، فهنا أتراضى وأعود إلى منزلى مبسوط».

وقبل أن يُكمل «العوادلى» حديثه، قاطعه إسلام نجاح، قائلاً إنه جاء من القاهرة إلى المدينة ليختار أثاثاً جديداً لشقته، موضحاً «سمعت خيراً عن مدينة الأثاث الجديدة، فقرّرت أن آتى لها لأشترى الموبيليا منها، وفوجئت بأن الأسعار مناسبة جداً، والخامات عالية الجودة، لهذا أنصح جميع الراغبين فى تأثيث شققهم بالحضور إلى المدينة، لأنهم سيكونون المستفيدين».

"الصياد": أغلقت ورشتى منذ سنتين نظراً لتدهور أحوال الصناعة فى دمياط القديمة.. وجئت هنا بعدما فتحت أبوابها لصغار الصناع

أما سيد الصياد، 55 سنة، أستورجى، فيقول إنه بدأ العمل فى المدينة الجديدة منذ شهر تقريباً، موضحاً «كنت أمتلك ورشة فى دمياط القديمة، لكننى اضطررت لإغلاقها منذ سنتين، نظراً لتدهور الصناعة هناك، وقررت القدوم إلى مدينة الأثاث بعدما فتحت أبوابها لصغار الصناع قبل التجار، ووفّرت لنا المزيد من فرص العمل».

وأمام ورشته فى مدينة الأثاث، قال رضا السيد، 52 سنة: «المدينة كانت حلماً بالنسبة لنا، طالبنا كثيراً بتنفيذها لإنقاذ صناعة الموبيليا فى دمياط، لهذا كنت من أوائل المتقدّمين للحصول على ورشة عند طرح المرحلة الأولى من المدينة، وقلت وقتها إنه لو بقى لى كرسى فى مدينة الأثاث فإنه سيكون خاصاً بمستقبل أولادى، ولن أتخلى عنه».

وعن معاناة الصناع فى المدينة القديمة بعد ثورة 25 يناير، يقول «السيد»: «كنا نعتمد على تصدير منتجاتنا للعديد من دول العالم قبل 2011، خاصة العراق وسوريا وليبيا، وما زاد الطين بلة بعد أحداث الربيع العربى، عودة العمالة المصرية من هذه الدول إلى مصر، بالإضافة إلى مزاحمة العمالة السورية لنا فى سوق الموبيليا، مما دفع الكثير من الصناع لإغلاق ورشهم، والآن جاء تدخل الرئيس ليعيد إلى دمياط مكانتها الاقتصادية القديمة فى صناعة وتصدير الأثاث».

يوضح «السيد»: «لولا المدينة الجديدة لما وقفنا على قدمنا من جديد، فنحن نعمل حالياً على قدم وساق لإعادة دمياط لمكانتها كقلعة صناعية، ونحتاج إلى المزيد من العمالة، نظراً لزيادة معدلات التشغيل، خاصة مع إسناد أعمال فرش وحدات مشروع (بشائر الخير) البالغ عددها 9 آلاف وحدة، للورش العاملة فى المدينة، كما وجّه الرئيس تعليمات للوزارات المختلفة بأن تستعين بمنتجات المدينة فى تأثيث مشروعاتها، فمدينة الأثاث ستكون مدينة عالمية ووجهة مشرفة لمصر».

يقول محمد فايق، نجار، 35 سنة: «حرصت على العمل فى المدينة الجديدة بعدما ضاق بنا الحال فى ورش دمياط، التى أغلق كثير منها أبوابه خلال السنوات القليلة الماضية، نظراً لعدم قدرتها على تسويق منتجاتها خارج المدينة، أما هنا فالوضع يختلف بالكامل عنه هناك، حيث توجد فرص عمل أفضل، علاوة على تقدير أفضل للعمالة».

ولا تقتصر فوائد المدينة الجديدة على أصحاب حرف النجارة وحدهم، فأعمال البناء المتواصلة فيها جذبت آلاف الحرفيين فى مجالات مختلفة للعمل فيها، بينهم جمال عادل، 42 سنة، الذى ترك محل إقامته فى مدينة المنيا، ليعمل كهربائياً فى المدينة الجديدة، يقول: «كنا فين وأصبحنا فين، الحمد لله حالنا الآن أفضل كثيراً، مع إطلاق الرئيس للكثير من المشروعات التنموية فى المحافظات المختلفة، وبينها مدينة الأثاث الجديدة فى دمياط، التى وجدت فيها فرصة عمل جيدة مثل كثيرين غيرى من أبناء الصعيد».


مواضيع متعلقة