بريد الوطن.. أنا سلوى (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. أنا سلوى (قصة قصيرة)
صوت صاخب أحدثه شباك النافذة الخشبى، إثر اصطدامه بالحائط لحظة أن دفعته سلوى بيدها البضة، وهو يرتشف شاى الصباح بشرفته، ليتطلع إلى أعلى ببصره مستطلعاً الأمر، تتلاقى العين تنسحب سلوى إلى الوراء فيبتسم، جارته المجنونة كما يسميها، تتشاجر مع أولادها دائماً فى كل الأوقات، فالزوج مسافر والأولاد يكبرون بسرعة يا أستاذ، يا بختك لا عيل ولا تيل، مش بتتجوز ليه عشان نشوف فيك يوم، بنت خالتى دكتورة وزى العسل أكلمها لك ويا رب توافق عليك، خد بالك انت كبرت، الحق لك يوم عسل واللى بعده انت ونصيبك، هكذا فى كل مرة عندما تلتقيه بمدخل العمارة، يستمع ويضحك مردداً كلمات الشكر، لم يتزوج مع أن لا شىء يمنع والعمر يمضى بسرعة، خمسة وثلاثون عاماً منها النصف وحيداً بعد رحيل الأم، لا يبوح لأحد فلن يسلم من الألسنة، دارت الدنيا، هبط السقف، أشكال عبثية تتطاير وهو محدق لا يرى، عرق غزير، تهاوى على الدرج، محموم يا عينى، ربنا بعتك نجدة، ابن حلال البواب لحقه قبل ما يقع ع البسطة كان انكسر، ويفتح عينيه بصعوبة بعد غياب، فراشه وكتبه المتناثرة وقد اصطفت بنظام، لا أكواب فارغة أو بقايا طعام، سلوى وفتاة تكسر بمشرط طبى عنق أنبول الحقنة الزجاجى، وجه مشرق مريح، وأستاذ ادينى دراعك الدكتورة نورا اتأخرت، هه، شايفنى، أنا سلوى!
محمد فوزى طه
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com