تظاهرات وإضراب وقطع طرق.. سيناريوهات لبنان بين الفوضى والعنف والحرب الأهلية

تظاهرات وإضراب وقطع طرق.. سيناريوهات لبنان بين الفوضى والعنف والحرب الأهلية
- لبنان
- ثورة لبنان
- لبنان تنتفض
- تظاهرات لبنان
- احتجاجات لبنان
- سعد الحريري
- حكومة لبنان
- لبنان
- ثورة لبنان
- لبنان تنتفض
- تظاهرات لبنان
- احتجاجات لبنان
- سعد الحريري
- حكومة لبنان
6 أيام مرت على على استقالة سعد الحريري من منصب رئاسة وزراء لبنان، على إثر الاحتجاجات والتظاهرات التي اندلعت 17 أكتوبر الماضي في العاصمة بيروت وعدد من المدن اللبنانية، إلا أن المظاهرات لم تهدأ، وتطور الأمر إلى قطع الطرقات والدعوة لإضراب عام في البلاد.
وواصل المتظاهرون في لبنان احتجاجاتهم واحتشادهم بالشوارع، وأمهلوا السلطات حتى مساء الثلاثاء لتسمية رئيس الوزراء الجديد الذي سيخلف الحريري، بالإضافة للددعوة إلى الإضراب العام اليوم الاثنين، وتعطيل الحركة في المرافق العامة والخاصة، وقطع الطرقات الرئيسية والحيوية في عدد من المدن مثل بيروت والبقاع وصيدا، وهي الأمور التي يراها محللون وخبراء ربما تؤدي لنتائج سيكون أحلاها مر.
الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، يرى أن الأحداث في لبنان مرتبطة بطبيعة تكوين للمجتمع والمؤثرات الداخلية والإقليمية والدولية التي يخضع لها، وهي العوامل التي تتسبب في استمرار التظاهرات لليوم التاسع عشر على التوالي، على الرغم من استقالة رئيس الوزراء.
وأضاف "بدر الدين" في تصريحات لـ"الوطن" أن المجتمع اللبناني يتمتع بتركيبة طائفية، بمعنى وجود انتماءات للأشخاص أضيق وأقوى من الانتماء للدولة، وهي التي تدفع أفراد المجتمع لتنحية مصلحة الدولة جانبًا لحساب مصلحة الطائفة، خاصةً أن بعض هذه اللطوائف تمتلك القوة والسلاح والدعم الخارجي والتأثير في صنع القرار مثل حزب الله.
المؤثرات الداخلية على الوضع في لبنان تتمثل في رفع سقف المطالب المستمر وعدم وجود حدود لها، وفق أستاذ العلوم السياسية، مشيرًا إلى أن الأمر بدأ بالمطالبة ببعض الإصلاحات وامتد لإقالة الحكومة ومنها لحل مجلس النواب والمحاكمات واسترداد الأموال من رجال حكومة الحريري وغيرها من المطالبات.
وتابع أن الوضع الإقليمي والدولي يتسبب كذلك في استمرار التظاهرات، حيث توجد دول تؤثر عن طريق وكلائها أو قوتها في الوضع اللبناني مثل إيران وتركيا وإسرائيل، بالإضافة كذلك إلى تغير خريطة المنطقة وانشغال سوريا بأمرها الداخلي وعدم تدخلها لإنقاذ الموقف.
استمرار التظاهرات وقطع الطرق والإضرابات في لبنان سيقود حتمًا إلى عدة نتائج كارثية، وفق رؤية أستاذ العلوم السياسية، موضحًا أن المشكلة الأكبر حاليًا هي الفراغ السياسي وعدم القدرة على تشكيل حكومة في ظل حركة الشارع التي لا تهدأ وعدم رضاه عن أي اختيار ممكن.
وواصل أن النتيجة المتوقعة للفراغ السياسي واستمرار تعطيل المصالح وقطع الطرقات والإضرابات ستكون إسقاط الدولة نفسها، وليس مجرد إسقاط نظام أو إقالة حكومة، وهي النتيجة التي تؤدي للاحتمال المرعب المتمثل في الفوضى، التي لن تكون نتيجتها إلا عودة الحرب الأهلية، خاصةً مع وجود بيئة خصبة لها وتجربتين سابقتين معها، ذا لابد من الوصول لصيغة سياسية يتوافق عليها جميع الأطراف في أسرع وقت لتفادي السيناريو الأسوأ.
من جانبه يرى الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للدراسات، أن الأحداث لم تهدأ وتتطور بوتيرة متسارعة بسبب انعدام الثقة بين الشارع والمواطنين من جهة والنظام السياسي والكتل السياسية من جهة أخرى، وهو ما يجعل المتظاهرين مصممين ألا يتركوا الشارع قبل تحقيق جميع مطالبهم.
وأضاف "سليمان" لـ"الوطن" أن عدم وجود كتلة أو حزب أو حركة سياسية معينة تقود الحراك، سبب آخر لعدم هدوء الوضع وتسارع الأحداث وتطورها، فلا توجد قيادة توجه المتظاهرين ويثقون فيها او تمثلهم خلال الحديث مع السلطات، بل هو حراك شعبي بلا قيادة.
عامل آخر يرى مدير المركز العربي أنه مؤثر على الوضع في لبنان، يتمثل في وجود حزب الله ودعمه المباشر من إيران وتحكمهما في جزء كبير من المشهد اللبناني، وتلويح حسن نصرالله، الأمين العام للحزب باستخدام العنف والقوة عن طريق عناصر حزبه، وهو ما يساهم في تأزم الوضع وعدم الوصول لصيغة ترضي المتظاهرين.
وأردف أن المسارفي لبنان يسير في إتجاه التصعيد المستمر، الذي ربما يؤدي إلى الوصول لمرحلة من العنف عن طريق عناصر حزب الله، إلا انه لن ترتقي لمرحلة الحرب الأهلية، من وجهة نظره، بسبب غياب العنصر الطائفي بين المتظاهرين أنفسهم، كما أن العنف الذي يلجأ له حزب الله يرتكز على أساس المصلحة أكثر منه عنف طائفي.