مع بدء العد العكسي.. الطريق نحو البيت الأبيض يمر بنظام انتخابي معقد

12:28 ص | الاثنين 04 نوفمبر 2019

24 ساعة فقط مرت من العد العكسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تجري في 3 نوفمبر عام 2020، وهي الانتخابات التي تمر بالعديد من المراحل في نظام انتخابي يعد فريدا من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية في العالم رغم سهولته الظاهرية.

الناخب الأمريكي لا ينتخب رئيسه مباشرة، بل تحسم الانتخابات عن طريق الهيئات الانتخابية أو المجمع الانتخابي، التي تتكون من 538 مندوبا، ما يوازي عدد أعضاء الكونجرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي يوجد بها العاصمة واشنطن.

المجمع الانتخابي طريق الأمريكيين لاختيار رئيسهم

والمجمع الانتخابي تقليد دستوري أمريكي يعود للقرن الثامن عشر، وهي مجموعة المواطنين الذين تعينهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائبه نيابة عن جميع المواطنين في الولاية، حيث تمثل نموذجا لإجراء انتخابات غير مباشرة، خلافا للانتخابات المباشرة التي تتم من قبل مواطني الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار أعضاء مجلس النواب.

ويتم تعيين المجمع الانتخابي من قبل كل ولاية استنادا إلى الدستور الأمريكي والمجلس التشريعي لكل ولاية على حدة، حيث يقوم الناخبون في كل ولاية باختيار أعضاء الهيئة الانتخابية في يوم إجراء الانتخابات العامة.

يتم انتخاب الرئيس عبر عدة مراحل تبدأ بانتخابات التصفيات داخل الأحزاب السياسية، حيث يشكل الراغبون في الترشح، خلال المرحلة الأولى، لجنة استطلاع لحشد التأييد لأنفسهم بين أنصارهم في الحزب، ويحصلون على ضمانات من المانحين بتقديم إسهامات مالية لحملاتهم الانتخابية.

وفي المرحلة الثانية يتم اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية أمام مرشحي الأحزاب المنافسة، حيث يتعين على الناخبين المؤيدين لأحد الأحزاب السياسية أن يختاروا مرشح الحزب من بين عدد من المرشحين.

الانتخابات التمهيدية داخل الأحزاب تحدد مرشحي الرئاسة

وتبدأ الانتخابات التمهيدية، في شهر يناير من عام الانتخابات، حيث يخوض المرشحون منافسة ضد زملائهم من أعضاء نفس الحزب للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.

ويقوم أعضاء الحزب المشاركين في المؤتمر الوطني الذي يعقد عادة في الصيف باختيار المرشح النهائي للانتخابات، ويحتاج المتنافسون على ترشيح الحزب إلى أغلبية من هؤلاء الأعضاء في مؤتمر الحزب للفوز بالترشيح.

وتشهد المرحلة الثالثة تنظيم مؤتمرات الأحزاب، حيث يصل وفد كل ولاية إلى القاعة التي يعقد فيها المؤتمر الوطني للحزب يحمل لافتة عليها اسم مرشح الحزب الذي يتمتع بتأييده، وعادة يكون الحزب كون فكرة عن مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية بحلول هذه المرحلة، ويقوم وفد كل ولاية باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسميا.

ويفوز بترشيح الحزب المرشح الذي يختاره أكبر عدد من الوفود، كما يحصل على دعم منافسيه داخل الحزب أيضا، ثم يقوم المرشح الفائز باختيار نائبا له يخوض معه حملته الانتخابية.

المرحلة الرابعة يكثف فيها المرشحون المتنافسون من الأحزاب السياسية الأمريكية المختلفة تركيزهم على الحملة الانتخابية، وتعاد صياغة سياسات كل مرشح لتأخذ في الاعتبار مطالب أنصار منافسيه السابقين داخل حزبه، وهذه المرحلة من سباق الانتخابات تستغرق وقتا أقصر مما تستغرقه انتخابات التصفيات داخل الأحزاب، وفي الأسابيع الأخيرة يركز المرشحون على ب"الولايات الغامضة"، التي لم يتضح بعد موقفها من تأييد أي مرشح.

الكونجرس ومجلس الشيوخ يختاران الرئيس والنائب حال عدم وجود أغلبية

المرحلة الخامسة يطلق عليها "الانتخابات العامة"، وتجرى هذه المرحلة دائما في أول يوم ثلاثاء يأتي بعد الإثنين الأول من شهر نوفمبر، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لرئاسة البلاد، ثم تفرز الأصوات وتعلن النتائج الأولية للانتخابات خلال 12 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

وبعد فرز الأصوات تنتقل العملية الانتخابية إلى المجمع الانتخابي، حيث يجتمع أعضاؤه للتصويت على اختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين بعد ثاني أربعاء من شهر ديسمبر فى سنة الانتخاب، ولا يوجد ما يلزم أعضاء المجمع باختيار المرشح الفائز أو الاختيار وفقا لميولهم السياسية، وفقًا لحكم صادر عن محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية عام 2016.

في حالة عدم حصول أي من المرشحين للرئاسة على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي "270 صوت"، يقرر مجلس النواب المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس النواب بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد، وفي حالة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، يقرر مجلس الشيوخ المرشح الفائز.

بالنسبة للانتخابات المنتظرة، يعقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في الفترة من 13 إلى 16 يوليو 2020 ولم تحدد المدينة أو الولاية التي ستستضيف المؤتمر حتى الآن، بينما يعقد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة تشارلوت بولاية "نورث كارولينا" الأمريكية في الفترة من 24 إلى 27 أغسطس.