الحقد يدخل الجحور: انخفاض معدل العمليات الإرهابية "27 مرة" في "عهد السيسي"

كتب: محمد مجدى

الحقد يدخل الجحور: انخفاض معدل العمليات الإرهابية "27 مرة" في "عهد السيسي"

الحقد يدخل الجحور: انخفاض معدل العمليات الإرهابية "27 مرة" في "عهد السيسي"

تجمع لسيارات دفع رباعى مزودة بأسلحة حديثة -وصلت إلى صواريخ مُضادة للدبابات- تتحرّك فى شمال سيناء، لتستهدف كميناً، يوقع الكثير من الشهداء والمصابين. أحداث تكررت على مدار سنوات عقب حالة الترهّل التى وصلت إليها الدولة المصرية خلال حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ودخول الكثير من العناصر الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء، إلا أن «التفويض» الذى حصل عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من الشعب المصرى عقب ثورة الثلاثين من يونيو، غيّر الواقع تماماً، مع انحسار شديد للعمليات الإرهابية، ليعودوا لدخول جحورهم، مما استدعى قواتنا المسلحة لإطلاق العملية الشاملة «حق الشهيد»، لمسح شبه جزيرة سيناء بحثاً عنهم فى جحورهم، ضمن جهودها فى حماية أمن واستقرار الوطن، بالتعاون مع باقى الأجهزة الأمنية، لتقضى على الكثير منهم.

جهود القضاء على العناصر الإرهابية لم تتأتِ من فراغ، لكنها كانت تحركات بخطط شاملة، ضمن استراتيجية قومية لمكافحة الإرهاب، اشتملت على توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية قُبيل شن عمليات تخريبية فى البلاد، والقبض على عناصرها المهمة باعتبارهم «صيداً ثميناً» يكشف عن خيوط ثمينة فى معركة تتبع العناصر الإرهابية، وصولاً إلى تجفيف منابع الإرهاب، ومنع وصول تمويل جديد له، ودعم سواء بالأفراد أو العتاد والسلاح، ومحاولة تجديد الخطاب الدينى، والمواجهة الثقافية له، وعبر التنمية الشاملة، ومواجهة «الفقر المدقع»، والعشوائيات.

كل تلك الجهود أثمرت عن تراجع العمليات الإرهابية «27 مرة»، عما كانت عليه قبل «التفويض»، وذلك حسب تقرير رسمى صادر عن الدولة المصرية مطلع عام 2019، ممثلة فى الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لرئاسة الجمهورية، حيث أكدت فى تقرير صادر عنها، أتاحته على موقعها الإلكترونى على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، أن العمليات الإرهابية انخفضت من قرابة 222 عملية إرهابية خلال عام 2014، لتُسجل 8 عمليات إرهابية فقط خلال عام 2018، وسط نجاح كبير من الدولة المصرية فى الملف الأمنى.

يقول اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن تبنى الدولة المصرية استراتيجية واضحة، ومتكاملة لمواجهة العناصر التكفيرية، التى وصفها بـ«الخربة»، نجحت فى تدمير «الكتلة الصلبة»، والبنية التحتية التى كانت ترتكز عليها تلك العناصر فى شبه جزيرة سيناء.

مستشار "القادة والأركان": الدولة نجحت فى مواجهة المتطرفين لتبنيها استراتيجية تبدأ بـ"العمليات الاستباقية" حتى "التنمية الشاملة"

ويوضح مستشار «القادة والأركان»، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، أن العناصر الإرهابية كانت توجد لديهم أسلحة حديثة، وعبوات متفجرة، وعربات دفع رباعى، وتم قتل قادة هؤلاء العناصر الرئيسيين المدربين على أعلى المستويات، والقبض على الكثير منهم، مما جرد تلك العناصر الإرهابية من قوتها، وأصبحت العمليات الإرهابية التى تجريها حالياً «خايبة مثلهم»، على حد قوله.

ويشير «الشهاوى»، إلى أنه منذ عام 2014 حتى ما قبل عام 2018، تم تنفيذ قرابة ألف و435 عملية إرهابية على أرض مصر تقريباً، إلا أن النجاحات المتتالية التى نفّذتها قواتنا المسلحة، بالتعاون مع الشرطة المدنية وباقى الأجهزة الأمنية، وفى القلب منها المراحل المختلفة لعملية «حق الشهيد»، والعملية الشاملة «سيناء 2018»، نجحت فى أن تصل إلى عدد من العمليات لا يزيد على أصابع اليد الواحدة خلال العام الحالى.

وعن كيفية تحقيق تلك النجاحات، يوضح مستشار «القادة والأركان»، أن ذلك لم يكن ليتأتى سوى بالاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب، والتى تبدأ من العمليات الأمنية والاستباقية، وحتى محاربة الفكر المتطرف، وتجديد الخطاب الدينى، وأعمال التنمية، خصوصاً لـ«أهالى سيناء»، موضحاً أن تلك الاستراتيجية وصلت على أرض الواقع إلى مرحلة متقدّمة للغاية فى شبه جزيرة سيناء، حيث تم تنفيذ قرابة 305 مشروعات فى «شبه الجزيرة»، مما يتكلف نحو 195 مليار جنيه لصالح أهالى سيناء، والتى تؤسس لمجتمعات عمرانية، وحياة على أرضها الغالية، سواء تنفيذ طرق، أو مستشفيات، أو مدارس، أو مصانع، أو مزارع، أو غيرها من المشروعات.

ويلفت «الشهاوى»، إلى أن الدولة المصرية نجحت فى تدمير قرابة 4 آلاف نفق تقريباً على الحدود التى تربط مصر بقطاع غزة، موضحاً أن هذا العدد الضخم كان يوجد فى مساحة لا تزيد على 14 كيلومتراً من «الشريط الحدودى»، كما تم تجفيف منابع تمويل الإرهابيين، وطرق وصول الدعم اللوجيستى لهم، سواء بأسلحة أو ذخائر، وهو الدور الحيوى والمهم الذى تضطلع به عناصر قوات حرس الحدود، وقواتنا البحرية لمنع تسلل العناصر الإرهابية والتكفيرية من وإلى شبه جزيرة سيناء، موضحاً أن ذلك يجرى على مسافة طولها نحو 5 آلاف و699 كيلومتراً.

وأشاد مستشار «القادة والأركان»، بمدى الكفاءة التى تتسم بها العمليات الأمنية، حيث تحرص قواتنا المسلحة على عدم إلحاق الأذى للأبرياء والمدنيين وممتلكاتهم.

حديث «الشهاوى»، توافق مع ما يراه الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى، الذى أكد أن جماعة الإخوان الإرهابية وجدت المناخ سانحاً فى أعقاب «ثورة 2011»، من حيث وجود انفلات أمنى، وتداعى القيم والعادات والتقاليد فى المجتمع المصرى فى ظل حالة الفوضى التى عاشتها البلاد فى هذا الوقت، وهو أمر طبيعى فى أعقاب «الثورات»، على حد قوله، لتعمل على نشر عناصرها وحلفائها من باقى التنظيمات، بالتعاون مع قوى خارجية، لتحقيق أطماعهم، وأهدافهم على حساب الوطن.

أستاذ "اجتماع سياسى": وطنية المصريين واتفاقهم على أن الجيش "خط أحمر" وقفت "حائط صد" أمام مخططات الإخوان وداعميهم

ويشير أستاذ «الاجتماع السياسى»، إلى أن تلك «العناصر الإرهابية»، كثفت نشاطها عقب ثورة 30 يونيو، والتى أنهت حكم «التيار المُتأسلم» للبلاد، لكن وطنية المصريين، واتفاقهم، مهما اختلفت تياراتهم أو اتجاهاتهم على كون «الجيش خط أحمر»، جعل جموع المصريين، عدا «الإرهابيين المنتمين للإخوان وداعميهم»، يقفون خط دفاع داخلياً للدولة المصرية فى حالة فريدة نجحت فى التصدى للمخططات الداخلية والخارجية التى كانت تستهدف الوطن، على نقيض الكثير من دول المنطقة، التى وصلت إلى حالة متردية اليوم نتيجة عدم حدوث ذلك.

ويوضح أن الحالة المجتمعية التى ظهرت على الساحة المصرية حالياً تُدرس؛ فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى عاشها المصريون فى أعقاب «تعويم الجنيه»، إلا أنهم فطنوا للمخططات التى تجرى للمنطقة، فى ظل مخطط الشرق الأوسط الجديد، ليقفوا ككتلة صلبة وحائط صد أمام المؤامرات مع جيشهم والأجهزة الأمنية المختلفة فى البلاد.

عودة الأمن المفقود.. من الفتنة إلى الاستقرار

قادة القوات المسلحة حول "القفزات الهائلة في التدريب والتسليح": "للسلام قوة تحميه"

"الداخلية" تستعيد عافيتها.. والأجهزة الأمنية تطور آلياتها لمواجهة الجريمة

تراجع الإرهاب


مواضيع متعلقة