مصر تجتاز الممر الأصعب

كتب: الوطن

مصر تجتاز الممر الأصعب

مصر تجتاز الممر الأصعب

كانت مصر على الحافة، بعد أن استنزفها المتآمرون وأصحاب المصالح فى الداخل والخارج، من عملاء ونشطاء، إلى سياسيين ومؤدلجين، مروراً بدول وتحالفات خارجية متربصة وطامعة، وصولاً إلى متأسلمين سعوا إلى الفتنة والاحتراب الداخلى على جثة الوطن وصورة الدين.. كل هذا انعكس على الدولة، وبلغ ذروته فى عام 2014، لتصبح من الناحية الاقتصادية على وشك الإفلاس، بعد انخفاض احتياطى النقد الأجنبى إلى أدنى مستوياته، مقابل ديون خارجية مهولة، وانعكس على أمنها فكانت على أبواب حرب أهلية، يخرج نفيرها من بؤرتى «رابعة العدوية والنهضة» متوعداً المصريين بالقنابل والمفخخات، وانعكس على الخدمات فكانت مرافق الدولة خارج الخدمة، ومصالح الناس مرهونة بأولويات «الأهل والعشيرة».

كانت مصر فى الداخل شبه دولة، يرى تنظيم الإخوان ورئيسه الراحل أن سبب انهيار الخدمات فيها «الواد عاشور» الذى يفصل سكينة الكهرباء عن مصر، مقابل 20 جنيهاً، فيغرقها فى الظلام، بينما «فودة بتاع المنصورة» -الذى خرج الآلاف لتشييعه عندما مات- هو سبب البلطجة وغياب الأمن.

الدولة تستعيد عافيتها لمواجهة الإرهاب والجريمة وفرض الأمن

وكما تحولت أقدم دولة فى التاريخ إلى شبه دولة، على المستوى الداخلى، فإنها خارجياً أصبحت مجرد حلقة فى مشروع تنظيم إرهابى لـ«أستاذية العالم»، يضع فى أدبياته تعريف الأوطان بأنها «حفنة من تراب عفن»، لذلك لم يكن غريباً عليه أن يُدخل البلاد فى محور إقليمى داعم لتيار الإسلام السياسى عبر التحالف مع تركيا وقطر وإدارة الرئيس الأمريكى آنذاك باراك أوباما، وهو المحور الإقليمى نفسه الذى تآمر على الدولة بعد أن أطاح الشعب بحكمهم فى ثورة 30 يونيو.

زمن الفساد الإدارى يذهب بلا عودة

«عاش وطننا فترة عصيبة، استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية، وسوء استغلال للدين للتستر خلفه، يضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية، ديون داخلية وخارجية متراكمة، عجز ضخم فى موازنة الدولة، وبطالة متفشية بين أوساط الشباب، سياحة متوقفة ونقص حاد فى موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف فى الاحتياط النقدى، ونقص حاد فى موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومى يطال مورداً أساسياً من موارد وجود الأمة المصرية، وواقع اجتماعى لا يقل كارثية عن نظيريه السياسى والاقتصادى»، هكذا صارح الرئيس عبدالفتاح السيسى الشعب بحقيقة الأوضاع، خلال خطاب تنصيبه رئيساً لمصر فى 8 يونيو 2014، ليبدأ بعدها على الفور عملية إنقاذ الوطن، والخروج به من النفق المظلم والمصير المجهول ثم العبور به من «شبه الدولة» إلى الدولة، اقتصادياً وأمنياً وخدمياً ودبلوماسياً.

5 سنوات من خندق الحرب الأهلية والإفلاس والتبعية إلى بر الاستقرار والتنمية واستقلال القرار

5 سنوات من البناء والتعمير وتطوير السياسات النقدية والخطط الاقتصادية، لتسجل مصر فى 2019، بعد عجز مالى وسنوات عجاف، أكبر احتياطى من النقد الأجنبى فى تاريخها، وأول فائض أولى بالموازنة. 5 سنوات من مكافحة التطرف والإرهاب والجريمة وتقديم شهداء الجيش والشرطة دماءهم إكسيراً لأمن وسلامة مصر وشعبها، ما خفض معدل العمليات الإرهابية 27 مرة مقارنة بفترة الإخوان.

"100 مليون صحة" تقهر "فيروس سى"

5 سنوات من بسط مظلة الحماية الصحية على الجميع، ومواجهة الظواهر المرضية بمبادرات رئاسية حاسمة، وتعديل منظومة الدعم ليصل إلى مستحقيه نقداً، ومن جهد دؤوب لمد شرايين المرافق والطرق إلى كل مصر؛ تضخ الزاد والماء والكهرباء والغاز فى أطرافها التى تيبست.

تعاون تجارى بين مصر والتجمعات الاقتصادية الكبرى فى العالم

5 سنوات من تصحيح مسار الدولة الخارجى، استعادت فيها مصر ريادتها، وتحولت من «العزلة» إلى رئاسة اتحاد أفريقيا، وصناعة السلام إقليمياً ودولياً فى منطقة محفوفة بالصراعات والحروب والنزاعات، وأصبحت خلالها صوتاً مسموعاً فى المحافل الدولية، يعلى فى خريطة تحالفاتها الدولية الجديدة استقلالية القرار والمصلحة الوطنية.. «الوطن» ترصد فى الملف التالى كيف عبرت مصر الممر الأخطر فى تاريخها المعاصر إلى بر الأمان.


مواضيع متعلقة