خبراء: مقتل "البغدادي" أول خطوة في القضاء على "داعش"

خبراء: مقتل "البغدادي" أول خطوة في القضاء على "داعش"

خبراء: مقتل "البغدادي" أول خطوة في القضاء على "داعش"

أكد سياسيون وخبراء فى الإسلام السياسى أن مقتل أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى، سيؤدى إلى خلخلة التنظيم واختلاف قادته الكبار حول من يخلف القتيل، وهذه خطوة مهمة على طريق الحد من قدرة التنظيم على العمل والاستمرار، وقد ينتج عنها انشقاقات وصراعات كبيرة.

"طه": انشقاقات وصراعات كبيرة على خلافته

وقال أمجد طه، الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، لـ«الوطن»، إن مقتل البغدادى فرصة كبرى فى طريق القضاء على التنظيم، خاصة لو ضربته الانشقاقات، لكن إذا لم تتم مواجهة هذا الفكر بشكل كامل، سيفرز تنظيمات جديدة متطرفة، مشدداً على ضرورة وقف التدخل الإيرانى فى العراق، والدعم القطرى والتركى للإرهاب فى سوريا.

"على": التنظيم سيتفتَّت

الأمر نفسه أكده طه على، الباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى، موضحاً أن نهاية التنظيم اقتربت بعد موت زعيمه، لأنه سيتفتت بفعل الصراع على خلافة الزعيم المقتول، وقال: «أتوقع أن الصراع على خلافة البغدادى فى قيادة التنظيم سيقرب من نهايته على الأرض».

"جمعة": قتلُه يؤثر فقط حال عدم وجود البديل

فيما أكد الدكتور محمد جمعة، الباحث فى الشأن الإسلامى بمركز الأهرام، أن مقتل الزعيم لا يعنى نهاية التنظيم، لأن القضاء على رأس التنظيم يكون له تأثير إذا كان يتمركز حول شخص معين، وقتل البغدادى يؤثر فقط فى حالة عدم وجود بديل يقود الأمور بعده، لكن العكس مع داعش، الذى لم يتمركز على شخصية البغدادى فقط، وعلى أى حال هى خطوة مهمة للحد من قدرة التنظيم على العمل.

وقال ياسر قورة، الخبير السياسى، القيادى السابق بحزب الوفد، إن تصفية البغدادى ضربة موجعة لكل التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم، وستنعكس على التحركات داخل العراق وسوريا وليبيا، وهى رسالة قوية للدول الراعية والداعمة للإرهاب بأن أنظمتها الراعية للجماعات التكفيرية لن تستمر طويلاً، بعدما أصبح جلياً للعالم كله من هم رعاة الإرهاب على مستوى العالم. وأشار إلى أن تنظيم «داعش» كان قد وصل إلى ذروته بعد السيطرة على مقدرات الدول الاقتصادية، وبوفاة زعيمه لن يكون للتنظيم وجود على أرض الواقع خلال فترة وجيزة.

من جانبه، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، فى تقرير له، إن التنظيم لديه كوادر شبابية تمرسوا فى المعارك ووصلوا إلى مناصب قيادية، لدرجة أنه يتم تصنيفهم كرموز شر وخطر، وفق المؤشرات، التى تضعها الجماعات الإرهابية العالمية، و«داعش» لن يقف مشلولاً بعد مقتل البغدادى، فقد أصبحت منظومة القيادة فيه أعمق وأكثر اتساعاً بشكلٍ لم يسبق له مثيل فى مثل هذا النوع من الجماعات الإرهابية، حيث يرتقب أن يدفع التنظيم الإرهابى بقادة جُدد لمَلء الفراغ، الذى خلَّفه أولئك الذين تم اغتيالهم.

وشدد المرصد فى تقريره على أنه رغم التماسك الهيكلى للتنظيم الداعشى هذا لا يمنع احتمالية أن يؤدى مقتل البغدادى إلى حدوث انشقاقات، واختلاف قادته الكبار حول من يتولى القيادة فى الفترات المقبلة، مما يحتمل معه أن يؤدى إلى تفتيت التنظيم الإرهابى، إلا أن الجماعات التى تخرج من عباءة التنظيمات المتشددة تكون أكثر شراسة من التنظيم الأم، وهو ما يعنى أن المرحلة القادمة يمكن أن تشهد ظهور جماعات متطرفة جديدة فى غاية العنف والتطرف، يتضاءل بجوارها التطرف والتشدد الذى تمارسه التنظيمات الموجودة حالياً على الساحة.


مواضيع متعلقة