"أسواق للمعلومات": البورصة والدولار وراء تراجع أسعار الحديد

كتب: محمود الجمل

"أسواق للمعلومات": البورصة والدولار وراء تراجع أسعار الحديد

"أسواق للمعلومات": البورصة والدولار وراء تراجع أسعار الحديد

كشف تقرير حديث لشركة "أسواق للمعلومات المالية والسلعية" المتخصصة في رصد أسعار البورصات السلعية، عن عدة متغيرات في أسعار حديد التسليح خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، وسط تذبذبات سعرية حادة للحديد ومدخلات إنتاجه على المستويين المحلى والعالمي، حيث بلغ متوسط سعر طن حديد التسليح في السوق المحلية خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي نحو 11,400 جنيه للطن، لكنه تراجع بنحو واضح خلال شهر أكتوبر الحالي، فاقدا نحو 1200 جنيه، بما نسبته 11% ليصل إلى نحو 10,200 جنيه للطن.

وأشار تقرير أسواق التراجعات العالمية خلال نفس الفترة، حيث بلغ متوسط سعر الطن حوالي 468.75 دولار، منخفضا إلى 404 دولارات للطن في أكتوبر بفارق نحو 64.75 دولار للطن وبنسبة تراجع بلغت 14%.

وأرجع تقرير "أسواق" تلك التراجعات إلى التغيرات فى أسعار الخام خلال التسعة أشهر الأولى حوالي 96.55 دولار ليتراجع إلى 90.53 دولار للطن بفارق 6 دولارات للطن تقريباً، وبنسبة تراجع بلغت 6%، عقب عودة تشغيل المناجم في كل من أستراليا والبرازيل باعتبارهما أكبر دولتين لإنتاج خام الحديد في العالم، حيث شهدت بداية العام انهيار سد بمنجم "Vale’s Córrego" في البرازيل، ما أودى بحياة 248 شخصا كما قامت الحكومة البرازيلية بإغلاق منجم آخر "Brucutu" بداعي الحيطه وهو ما أدى إلى التراجع الحاد في الإنتاج، بالإضافة إلى تعطل الإمدادات من أستراليا بسبب المشكلات المتعلقة بالطقس، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في السبعة أشهر الأولى من العام، ويبلغ الإنتاج العالمي من خام الحديد حوالي 2.45 مليار طن سنوياً.

وأضاف التقرير أن أسعار الصلب الخام شهدت تذبذبا حادا في الأسعار، حيث بلغ متوسط سعر طن الصلب الخام خلال التسعة أشهر الأولى حوالي 544.45 دولار للطن ليتراجع بنحو 48.45 دولار للطن بشهر أكتوبر الحالي ليصل متوسط سعر الطن حوالي 496 دولارا، أي بنسبة تراجع بلغت 9%، وذلك نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين باعتبار أن الصين أكبر منتج للصلب الخام في العالم وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر مستوردي الصلب، مؤكدا أن التوترات التجارية فرضت ضغوطاً على أسواق الصلب في جميع أنحاء العالم، خاصة أن الاستهلاك العالمي من خردة الصلب تصل إلى حوالي 600 مليون طن سنوياً وهو ما يدخل في إعادة تصنيع الصلب من جديد كما يبلغ الإنتاج العالمي من الصلب الخام حوالي 1.81 مليار طن سنوياً.

ولفت تقرير "أسواق" إلى تأثر خام البيليت بكل من خامي الحديد والصلب، وهو ما ظهر جليا فى متوسط سعر الطن خلال التسعة أشهر الأولى حوالي 423 دولارا ليتراجع إلى 367 دولارا للطن في أكتوبر، أي بفارق نحو 56 دولارا للطن بنسبة تراجع بلغت 13%.

وأشار التقرير إلى أنه من بين أسباب تراجع الحديد بالسوق المحلية، حالة الركود التي شهدها السوق خلال الأربع أشهر الماضية والتراجع الكبير في الطلب، حيث تراوحت الطاقة الإنتاجية لبعض المصانع من 20% إلى 30% من الطاقة الإجمالية للمصنع حفاظاً على عدم انهيار سعر طن الحديد، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة المتوفرة بالسوق من مادة البليت المستورد وبتكلفة أقل من المنتج محلياً وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ بعض القرارات لحماية الصناعة المحلية ومنها فرض رسوم مؤقتة على واردات الحديد بنسبة 25% والبليت بنسبة 15% وكذلك القرار المتعلق بخفض سعر الغاز الطبيعى لمصانع الحديد ليبلغ سعر المليون وحده حرارية 5.5 دولار بدلاً من 7 دولارات وذلك لخفض تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى تراجع سعر الصرف بنحو 1.59 جنيه مقابل الدولار مقارنة ببداية العام حتى شهر أكتوبر الحالي، وعلى الرغم من التراجع الذي تشهده السوق المحلية في سعر طن الحديد إلا أنه ما زال مرتفعاً بالنسبة للسعر العالمي بما يتجاوز 2500 جنيه زيادة في الطن، وذلك لاحتكار صناعة الحديد في مصر من قبل شركة حديد عز، حيث تعتبر هي المتحكم الرئيسي في سعر الحديد داخل السوق، وهو ما جعل الدولة تعود مرة أخرى لصناعة الحديد من خلال إنشاء خط جديد تحت التجربة في شركة "السويس للصلب" لإنتاج مليون طن، إضافة إلى الإنتاج الفعلي الخاص بالمصنع نفسه، وتأتي مصر بالمركز الخامس والعشرين من حيث إنتاج حديد التسليح بالعالم بإنتاج حوالي 8 ملايين طن سنوياً وتعتبر أكبر البلاد المصدرة للصلب الخام والبيليت إلى مصر كل من تركيا وأوكرانيا، كما يبلغ عدد المصانع العاملة فى مجال إنتاج الحديد فى الوقت الحالى حوالي 27 مصنعا ويتراوح حجم استثمارات تلك المصانع بين 70 إلى 100 مليار جنيه تتيح نحو 150 ألف فرص عمل مباشرة وتقريباً نفس العدد بطريقة غير مباشرة.


مواضيع متعلقة