في الذكرى الثالثة لكارثة رأس غارب.. بحيرات وسدود لعدم تكرار أزمة السيول

في الذكرى الثالثة لكارثة رأس غارب.. بحيرات وسدود لعدم تكرار أزمة السيول
يوافق، اليوم، الذكرى السنوية الثالثة لكارثة السيول لمدينة رأس غارب شمال محافظة البحر الأحمر، ففي الساعات الأولى من يوم الجمعة الثامن والعشرون من شهر أكتوبر من عام 2016 ، وشهدت المدينة الهادئة فاجعة عندما هاجمت المياه الغزيرة ليلا منازل الأهالي، فأغرقتها وجرفت المياه السيارات وتسببت في انهيار مئات المنازل وعشرات عدد من أسوار المبانى الحكومية، وكانت الحصيلة 13 متوفي وعشرات المصابين و خسائر بالملايين.
وغرقت مدينة البترول الأولى في مصر في مياه السيول وانتاب الهلع أهلها وانطفأت الانوار واندفعت المياه بسرعة عالية 80 كيلوا متر في الساعة تقريبا، وارتفاع يقترب من متران لتشق المنازل وتغمر معظم مباني جنوب المدينة الهادئة، حينها ارتفع منسوب المياه إلى متر ونصف، وأصيب المئات ومات العشرات وشيعت الجثث و أقيمت سرادق العزاء في فاجعة لم تشهدها المدينة منذ سبعون عاما.
جدير بالذكر تقع مدينة رأس غارب شمال محافظة البحر الأحمر ويسكنها أكثر من 70 ألف نسمة، وتنتج بفضل سكانها الذين يعمل اكثر من 70% من سكانها في البترول 67% من إنتاج مصر من البترول.
و بدأت الحياه تدب في المدينة الهادئة في ثلاثينات القرن الماضي عندما اكتشفت شركة «شل» البريطانية أول آبار البترول عام 1932م ، و شيدت الشركة بناء مساكن المهندسين والعمال في المناطق المرتفعة بالمدينة لتجنب مخاطر السيول.
وهي مباني مازالت قائمة حتى اليوم ولم تلحقها أضرار السيول ومازلت هذه المساكن عامرة بالسكان حتى الآن، وذلك بعد ما انتقلت ملكيتها إلى الشركة العامة للبترول، وبالتالي قامت بتمليكها للعاملين.
وكشف أهالي رأس غارب القدامي لـ"الوطن" أن المهندسين الإنجليز عندما شيدوا المدينة اختارو مناطق معينة لبناء المنازل بعيدا عن مجري السيول، وكان لهم نظرة مستقبلية فعندما أصابت سيول عام 2016 المدينة جأء خط سير السيل من خارج المدينة ليمر في الجانب الجنوبي لمساكن الإنجليز، ويمشي بمحازتها ليصب في نهاية المطاف في البحر بعيد عن محيط مساكن الإنجليز.
ويقول سليمان دردير أحد العاملين القدامى في الشركة العامة للبترول أن السيول أصابت المنطقة الجنوبية بالمدينة وهي مباني حديثة العهد، وتحديداً على امتداد كيلو ونصف متر يبدأ من المنطقة الصناعية، ليمر السيل بأحياء سكنية كثيفة السكان، ليأخذ الأخضر واليابس ويترك دمار وهلاك في الممتلكات والأشخاص.
جدير بالذكر أن رأس غارب استعدت لمواجهة موسم السيول الحالي من تجهيز غرفة عمليات لمتابعة الازمات والكوارث مزودة بسجل الأزمات استعدادا لمواجهة موسم أخطار السيول، وذلك بإقامة السدود و حواجز التوجيه والبرابخ وعدد 3 من البحيرات الصناعية.
وأعلنت الإدارة العامة لمياه الجوفية بالبحر الأحمر، عن الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة بأغلب سدود لمواجهة السيول، حيث أنه تم الانتهاء من تنفيذ 3 سدود إعاقة لحماية بعض المناطق من أخطار السيول.
رأفت: 3 بحيرات و3 سدود لحماية المدينة خلال موسم السيول
وقال اللواء إيهاب رأفت، رئيس مدينة رأس غارب، إن مشروعات السيول التي تم إنجازها فى محافظة البحر الأحمر بشتى مدن المحافظة تكلفت ملايين الجنيهات، موضحا أن رأس غارب حصلت على الاهتمام الأكبر من ناحية إنشاء السدود؛ حيث أنَّها من أكثر المدن المعرضه لها، مشيرًا إلى أنَّه تم إنشاء 3 بحيرات و3 سدود بها بمثابة حواجز مانعة لوصول المياه للمدينة تماما، بالإضافة إلى حواجز توجيه وعدد من البرابخ.
وأكد على أنه تم الانتهاء من تجهيز غرفة عمليات لمتابعة الازمات والكوارث، وغرفة عمليات الوحدة المحلية، مزودة بسجل الأزمات توثق به كل المواقف التي تعتبر أزمات أو كوارث والتي من شانها تشكل تهديد للمدينة.
كما تم تجهيز خرائط لمخرات السيول من الزعفرانة حتى جبل الزيت، وأعمال الحماية للمدينة من حواجز التوجيه والبرابخ بطول طريق غارب، الشيخ فضل والبحيرات ( بحيرات وادى حواشية – بحيرة وادى الدرب ) وسجل لجميع تليفونات جهات الاتصال من إدارت خدمية للمدينة وشركات البترول المشاركة في حالة حدوث أي ظرف طارىء.
وكانت أعلنت محافظة البحر الأحمر عن استعدادها لمواجهة السيول والأمطار الغزيرة، خلال موسم الشتاء بإنشاء وتجهيز 16 سد حماية، و12 بحيرة صناعية، و11 حاجز ترابي وقناة صناعية، وحاجز توجيه، بتكلفة إجمالية بلغت 572 مليون جنيه.