مع سقوط الأمطار.. كيف واجه المواطنون الصعق الكهربائي؟

كتب: رحاب عبدالراضي

مع سقوط الأمطار.. كيف واجه المواطنون الصعق الكهربائي؟

مع سقوط الأمطار.. كيف واجه المواطنون الصعق الكهربائي؟

تزامنا مع سقوط الأمطار بكثافة، وامتلاء الشوارع بالمياه جراء موجة الطقس السيء  التي تتعرض لها مصر في الوقت الجاري، لقي العديد من الأشخاص حتفهم نتيجة الصعق الكهربائي في مختلف محافظات الجمهورية.

ونتيجة لسماع أخبار الوفيات والأضرار الناجمة عن الأمطار، أصبح صعق عمدان الإنارة العامة هاجسا يؤرق عدد كبير من المواطنين الذين بحثوا عن طرق مختلفة لحماية الأطفال والكبار من تلك المأساة التي حصدت حياة الطفل أحمد رضا إبراهيم في الكردي، محافظة القليوبية، وشاب الإسكندرية، وفتاة العاشر من رمضان، وآخرون في البحيرة.

توالت الأفكار للبحث عن طرق للنجاة وبأقل التكاليف، فابتكر المصريين طرقا لمواجهة الصعق بالكهرباء نتيجة الأمطار وهي كما يلي:

مفك تيست

"مفك تست" كانت أولى الوسائل للكشف عن العمدان المكهربة بالشوارع والإبلاغ عنها وبدأها شباب في مركز ميت غمر، التابع لمحافظة الدقهلية تأثرا بموجة الأمطار الأخيرة.

وقال عماد الغلبان، أحد أهالي ميت غمر، في تصريحات لـ"الوطن"، إنه بمفك تست والمرور على أعمدة القرية، وبمجرد عمل اختبار هل العمود به كهرباء أم لا اكتشف عمود في شارع العوايضة عند مكتب البريد، والثاني في بداية  المصرف والذي تسبب في نفوق معزة، وأبلغ شركة الكهرباء عنهما لإصلاح العطل الموجود بهما حماية لأرواح وممتلكات المواطنين.

بكرة بلاستيك

كما قرر محمد سالم، أحد شباب قرية السلام مركز دكرنس بالقليوبية، شراء بكرة بلاستيك من الذي يستخدم في المنازل،  لعزل العمدان والواحدة "سعرها 45 جنيه تكفي 3 أعمدة، أي أن العمود الواحد يتكلف 15 جنيه، وبدأت في تغليف أعمدة المنطقة بالكامل".

وأضاف سالم لـ"الوطن": "أتمنى أن نعزل جميع الأعمدة في قريتنا بحيث يتضامن أهالي كل شارع أو منطقة في عزل الأعمدة المجاورة لها، والفكرة عندما رأيتها في مواقع التواصل الاجتماعي نزلت من بيتي مباشرة وبدأت في تنفيذها".

ماسورة من البلاستيك

واتخذ أحمد عبدالعليم، ابن قرية طلحة، بمركز بنها، قرارا قبل عام، أنه بقدوم شتاء 2019 سيعزل أكبر قدر ممكن من أعمدة الإنارة، حيث تأثر بوفاة شاب بمحافظة الإسكندرية.

الأمطار فاجأته هذا العام بسقوطها في هذا الوقت المبكر قبل قدوم الشتاء، ورأى أنه الوقت المناسب للتنفيذ، فبدأ بقياس قطر وطول الأعمدة أمام منزله، وتسجيل الأبعاد، استعدادا لشراء مواد العزل وتركيبها.

واستخدم أحمد ماسورة من خامة البلاستيك التي تستخدم في الصرف الصحي، وبمساعدة أحد أبنائه الثلاثة، بدأ بقطع الماسورة طوليا، بحيث يمكن أن تغطي العامود، الذي يصل طوله إلى عدة أمتار، بشكل كامل، ثم صنع بعض الثقوب بها، لتمكنه من تثبيت الماسورة في العمود، باستخدام حبال بلاستيكية، ثم قام بتركيبها.

تنفيذ العزل لم يكلف أحمد أكثر من 150 جنيها للعمود الواحد، ولكنه ضَمِن من خلالها، حماية أبنائه وأبناء جيرانه، "وكسب الثواب"، على حد قوله، حيث يشعر بأن ما قام به "واجب وطني" يحمي به المحيطين به.


مواضيع متعلقة