نجيب سرور.. سيرة الحلم والصدمة

نجيب سرور.. سيرة الحلم والصدمة
صاحب «فارس آخر زمن، والتراجيديا الإنسانية، وقولوا لعين الشمس»، وغيرها من المسرحيات والدواوين الشعرية، فصحى وعامية، فضلاً عن الرؤى النقدية التى اتسعت من أبى العلاء المعرى، فى الزمن العربى الأول، وحتى نجيب محفوظ، سيد زمن الرواية العربية، هو الشاعر والممثل والمخرج المسرحى نجيب سرور، الذى اتهم حال حياته بالجنون، فأنصفه التاريخ، الذى يعرف الزبد الذى يذهب جفاءً، كما يعرف ما ينفع فى الناس، فيستحق أن يبقى ويمكث فى الأرض.
الذكرى الـ41 لرحيل شاعر "منين أجيب ناس"
لُقب بـ«شاعر العقل»، فهو المبدع متعدد المواهب، وهو أيضاً الصعلوك الوسيم الأنيق والعشوائى، الذى مات منذ 41 عاماً، لكنه لا يكف عن المراوغة رغم موته، إذ نراه حاضراً بقسوة فى وجدان الشباب، مسيحاً مستعاداً فى الأحداث والخطوب والثورات والسجون والمحاكم، ومثل كل الشعراء أصحاب النهايات الصعبة الحالمين، لا يمر اسمه على الناس دون أن يترك أثراً، ذلك الأثر الذى أطلق عليه أهل قريته «لوثة نجيب»، فهم يتحدثون عنه كبطل خارج من سيرة شعبية، يروون حكاياته للأجيال التى لم تعاصره، ويرددون أشعاره فى المناسبات، فى قصر الثقافة الذى يحمل اسمه، أو يستشهدون بقصائده فى الأحاديث المتبادلة بين بعضهم البعض، وينسبون أنفسهم إليه بفخر: «عمنا نجيب».
قال عن بلده: «إخطاب، قريتى الجميلة»، وهى القرية التى استقبلته أرضها، يوم مجيئه إلى الدنيا «كما يجىء الأنبياء»، «دون أن ينتحل النبوة»، بل كان واحداً من هذه البلاد، التى يبدو فيها الناس «من هول الحياة، موتى على قيد الحياة». ولا عجب، فهو حالة خاصة، لم يكتب الأعمال بقدر ما عايشها، يفسر ذلك فى قصائده: «لست أُعدُّ من الشعراءْ.. أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه، أنا لا أنظم إلا حين أكاد أُشل»، يسخّر كل كلمة وحرف وفعل من أجل أبناء البلد، يعبر عن آلامهم وآمالهم، طموحاتهم وانتصاراتهم، هزائمهم وانكساراتهم، منذ تفتح وعيه وكتب أولى قصائده فى سن الرابعة عشرة، يرصد عبر عمر قصير، بحساب السنوات والأيام، العديد من التحولات الاجتماعية التى مرت عليه وعلى بلدته الجميلة، وعلى مصر والبلاد العربية، حتى جاد بأنفاسه الأخيرة فى 24 أكتوبر 1978.
أعماله المسرحية (تأليفاً)
1958
«شجرة الزيتون» أخرجها بنفسه.
1965
«ياسين وبهية» من إخراج كرم مطاوع.
1967
«يا بهية وخبرينى» إخراج كرم مطاوع.
1968
«آلو يا مصر» مسرحية نثرية.
1968
«ميرامار» مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ من إخراجه.
1969
المسرحية النثرية «الكلمات المتقاطعة» من تأليفه وإخراجه.
1969
قدم مسرحيتين نثريتين «الحكم قبل المداولة»، و«البيرق الأبيض».
1970
«ملك الشحاتين» وأخرجها للمسرح جلال الشرقاوى.
1971
«الذباب الأزرق» تأليف وإخراج.
1973
«قولوا لعين الشمس».
1974
«منين أجيب ناس»، أعقبها «النجمة أم ديل».
أشعاره
الحق أقول لكم:
لا حق لحى إن ضاعت
فى الأرض حقوق الأموات
لا حق لميت إن يهتك
عرض الكلمات
وإذا كان عذاب الموتى أصبح سلعة
أو أحجبة أو أيقونة أو إعلاناً أو نيشاناً
فعلى العصر اللعنة،
والطوفان قريب
أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه
أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل
ما لم أوجز نفسى فى الكلمات
هيا نوجز هذا البحر
- كيف.. أفى بيت من شعر؟
- بل فى قبلة!!
يا ليت الحب يظل العالم كله
يا ليت حديث الناس يكون القبـلة
بعد التحية يا شهدى والذى منه..
هوصيك وصية تصونها زى نن العين..
يابنى أنا جعت واتعريت وشوفت الويل وشربت أيامى.. كاس ورا كاس طرشت المر
يابنى بحق التراب.. وبحق النيل لو جعت زيى.. ولو شنقوك ما تلعن مصر!اكره واكره واكره بس حب النيل..
وحب مصر اللى فيها مبدأ الدنيا
البحر بيضحك ليه..
وأنا نازلة أتدلع أملا القلل
بينى وبينك سور ورا سور..
وأنا لا مارد ولا عصفور!!
فى إيدى ناى والناى مكسور..
وصبحت أنا فى العشق مثل!
والبحر بيضحك ليه..
وأنا نازلة أتدلع أملا القلل
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء!
لا.. لست أنتحل النبوَّة، غير أنى مثلهم،
فى مذود يوماً ولدت!
فى قريتى «إخطاب»..
حيث الناس من هول الحياة
موتى على قيد الحياة!
لا الأرض غنت لى، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد
ولا الملائك باركوا مهدى..
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة!
قالوا: غراب ظل ينعق يومها
فوق النخيل..
حتى الفجر!
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا..
ولا مر القمر..
بدروبها من ألف جيل
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود..
ولا دمعت لإنسان يموت..
فالناس من هول الحياة..
موتى على قيد الحياة!
أبويا مات مصرى
بس عاش فيّا..
أبويا تاره لسه مماتش..
أبويا كافح وكان عنده الكفاح غية
واللى أبوه زى أبويا يبقى متيتمش!
أنا أبويا جدع.. قصدى أبويا كان
وعاش غريب فى الوطن يا قسوة الغربة
وترابنا من عهد خوفو بيحضن الجدعان
مبروك عليك التراب يا نازل التربة!
أعماله المسرحية (إخراجاً)
1958
«صلاح الدين الأيوبى».
1958
«حب الأم».
1964
«بستان الكرز» أخرجها لمسرح الجيب موسم 1964/1965.
1965
«وابور الطحين» أخرجها لمسرح الحكيم موسم 1965/1966.
1975
«المصيدة»، وقدمها فى أتيليه القاهرة.
نجيب ممثلاً
1958
دور «صلاح الدين الأيوبى» ضمن برنامج «المسرح الشعبى».
1966
دور «أجاممنون» فى مسرحية على مسرح الجيب.
1969
لعب دور «ابن العمدة» فى فيلم «الحلوة عزيزة» للمخرج حسين الإمام.
1972
لعب دور جندى «فلاح» فى مسرحية «الجيل الطالع» على مسرح الطليعة.
1977
لعب دوراً فى مسرحية (أوكازيون).