حلول المواطنين لمنع كوارث الأمطار: تغطية أعمدة الإنارة.. واختراع مجمد

كتب: جهاد مرسي

حلول المواطنين لمنع كوارث الأمطار: تغطية أعمدة الإنارة.. واختراع مجمد

حلول المواطنين لمنع كوارث الأمطار: تغطية أعمدة الإنارة.. واختراع مجمد

"احذروا الاقتراب من أعمدة الإنارة، تجنبا لمخاطر الماس الكهربائي".. تحذير انطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتنبيه المواطنين بالبعد عن أعمدة الإنارة المكشوفة التي تسبب في حصد أرواح البعض ممن تصادف مرورهم إلى جوارها خلال اليومين الماضيين، واللذان سادت فيهما موجة من الطقس السيء.

ولم يكتف المواطنون بالتحذير، أو ينتظروا تحرك المسؤولين، وبادروا بتقديم حلول بسيطة لحل المشكلة، ففي قرية طحلة، التابعة لمدينة بنها، اشترى "أحمد عبد العليم" ماسورة بلاستيكية، قطرها أكبر من عامود الإنارة، وقام بفتحها ليغلف بها العامود، وهو الحل الذي لم يكلفه أكثر من 150 جنيها.

وعزل أهالي منطقة مسجد أبو الحجاج، في قرية شباس الشهداء، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أعمدة الإنارة جيدا، بمادة بلاستيكية، وهو الإجراء الذي أشاد به بعض المسؤولين، لكون البلاستيك مادة عازلة لا تمثل أي خطورة عند ملامسة المواطن لها.

لم تنته أفكار المواطنين عند هذا الحد، فهناك من قام بتغطية الأسلاك المكشوفة بأخشاب وقوالب طوب وحبال وغيرها.

أما المهندس أحمد زيدان، فقدم حلا للمشكلة من الأساس، كما يصف، سجل به براءة اختراع، وتقدم به للمسؤولين دون أن يشهد النور.

وأوضح أن براءة الاختراع، حصل عليها من خلال، مشروع تصريف مياه الأمطار في الشوارع وداخل المدن، بواسطة البلدورات (الأرصفة): "عندنا مشاكل عديدة في البنية التحتية، والبالوعات بعيدة عن بعضها، فضلا عن طبوغرافية الطرق، ما يؤدي في النهاية إلى غرق الشوارع مع هطول الأمطار، ففكرت في عمل بردورة للأرصفة بها عدد من الفتحات البسيطة التي تسمح بتسريب مياه الأمطار دون إنشاء شبكات صرف مياه تحت الأرض والتي قد تكلف الدولة أموالا طائلة".

صمم "زيدان" البردورة بارتفاع 45 سم، بحيث يكون 30 سم منها فوق الأسفلت، والـ 15 سم الباقية تحت الأرض، وعند نزول الأمطار يتم تصريف المياه تلقائيا من الفتحات التي صممها بعرض 2.5 سم، حتى لا تسكنها الحشرات، وبميل معين، لمنع تسلل الأتربة إليها.

وأشار إلى حرصه على تصميم البردورة بمادة ذات مواصفات جيدة لا تتشرب المياه، ووزنها أخف من الموجودة في الشوارع.

"البردورة بها فتحة أفقية يتجمع بها المياه، وبامتداد الشارع نكون صممنا ما يشبه مواسير الصرف الداخلية، دون تحمل نفقات إضافية، وتكون قادرة على صرف متر المياه على سبيل المثال فى أقل من دقيقة"، حسب "زيدان".

ورغم تحمس كثير من الجهات الرسمية والخاصة للمشروع، لكن ظل التمويل عائقا أمامه: "في 2015 اتصل بي مكتب وزير الإسكان، ورحب بالفكرة، وأسست شركة، وحاولت الاقتراض من البنك لتأسيس مصنع، لكن المحاولة باءت بالفشل، ولم تتحمس الجهات الرسمية لتمويل المشروع، ليظل حبيس الأدراج".

أكثر من دولة فاوضت "زيدان" لتنفيذ المشروع، من بينها الجزائر، ويستعد للسفر إليها فى غضون شهر، بعد أن كان يامل أن يستفيد وطنه بمشروعه.


مواضيع متعلقة