جوجل تطرح تطبيقات جديدة لدعم الصحة النفسية للمستخدمين

كتب: شريف محمد فريد

جوجل تطرح تطبيقات جديدة لدعم الصحة النفسية للمستخدمين

جوجل تطرح تطبيقات جديدة لدعم الصحة النفسية للمستخدمين

أصبحت التكنولوجيا الحديثة، خاصة الهاتف الذكي، جزءا أساسيا من حياتنا، وزاد اعتماد الناس على الوسائل التكنولوجية، بطريقة أثرت سلبا على الحياة الاجتماعية للناس، بحيث صار كل شيء يتم عبر الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي، ولم يعد هناك وقت للقاء الأهل والأصدقاء وتبني نظام حياة صحي ومتوازن.

لكن هذا قد لا يستمر طويلا، فقد طرحت شركة جوجل مجموعة من التطبيقات، وصفتها الشركة بأنها تجارب لحياة صحية "Wellbeing experiments"، هدفها مساعدة المستخدمين على استعادة التوازن بين التكنولوجيا والحياة الاجتماعية، من خلال تمكين المستخدم من مراقبة طريقة استخدامه للهاتف، وتزويده بشاشات رئيسية جديدة "Home screens"محدودة الإمكانيات، للتقليل من المغريات والتطبيقات المشتتة للانتباه التي يمكن أن تجذب المستخدم بعيدا عن حياته الاجتماعية، وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني "Android Police"، المتخصص في الأخبار والتحقيقات الخاصة بأجهزة وبرامج شركة جوجل.

التطبيق الأول هو عداد فتح الشاشة "Unlock Clock"، وهو قائم على فكرة بسيطة لكنها مفيدة، حيث يساعد المستخدم على التحكم في الفترات الزمنية التي يستخدم فيها هاتفه الذكي، عن طريق إظهار عداد رقمي على الشاشة الرئيسية للهاتف، يعد بشكل تصاعدي عدد المرات التي فتح فيها المستخدم قفل هاتفه. قد تبدو الفكرة شديدة البساطة وغير فعالة، إلا أن جوجل تعتقد أن رؤية عدد المرات التي فتح فيها المستخدم الهاتف مكتوب بأرقام كبيرة، سيعطي للمستخدم مؤشراً تحذيرياً، ينبئه بأنه يعتمد على هاتفه بشكل زائد عن الحد الطبيعي، بخاصة إذا كان الرقم المعبر عن عدد مرات الفتح كبيراً.

يركز التطبيق الثاني المسمى "Post Box"، على فكرة مختلفة، وهي كمية الاشعارات أو التنبيهات "Notifications" التي يتلقاها المستخدم من مختلف البرامج والخدمات، حيث يتيح هذا التطبيق إمكانية تحديد أوقات معينة لاستقبال الإشعارات، بدلا من التعرض لسيل من الإشعارات المتتابعة طوال اليوم. يمكن للمستخدم تحديد من توقيت واحد إلى أربع توقيتات مختلفة ليتلقى فيها الإشعارات، وسيظل للمستخدم القدرة على رؤية الإشعارات في أي وقت يريد، خارج الأوقات التي حددها سابقا، في حالة رغبته في رؤية أشعار هام.

ثالث التطبيقات هو "Morph"، أو "تحول"، وهو مشغل تطبيقات "App launcher"، يحل محل شاشة الهاتف الرئيسية، ويمكن للمستخدم التحكم في عدد ونوعية التطبيقات التي يظهرها هذا المشغل في الشاشة الرئيسية الجديدة، مثل اختيار تطبيقات معينة يتم اظهارها في وقت محدد من اليوم، قبل النوم مثلا، أو أثناء تواجده في مكان معين، مثل العمل أو مقابلة الأهل والأصدقاء.

يتميز التطبيق الرابع "We flip"، وهو اسم يعبر عن فتح أو قاق قابس النور (أو الفيشة)، بأنه يعتمد على العمل الجماعي والتنسيق بين الأصدقاء، حيث يمكن لمجموعة من المستخدمين الاتفاق على وقت محدد للامتناع عن استخدام الهاتف نهائيا، ويتكون البرنامج من زر افتراضي على ظاهر يظهر على الشاشة، يكون مغلقا أو غير مفعل في البداية، وعندما يقوم مجموعة من الأصدقاء بتنزيل وتثبيت التطبيق على هواتفهم، والانضمام لمجموعة واحدة، فإنهم سيمكنهم الاتفاق على وقت معين، يضغطون فيه الزر، ليقوم البرنامج بحساب الوقت الذي مر بدون أن يفتح أي من أعضاء المجموعة هاتفه، وفي حالة قيام واحد منهم بفتح هاتفه، يتوقف البرنامج عن العد، ليطلع جميع المشاركين على المدة التي تمكنوا فيها من الامتناع عن استخدام الهاتف.

يستمر التطبيق الخامس، جزيرة الصحراء "Desert Island"، في تبني نفس فكرة تطبيق "Morph"، ولكن بشكل مختلف، حيث يتيح التطبيق امكانية اختيار تطبيقات معينة، بحد أقصى 7 تطبيقات، لتكون هذه التطبيقات المختارة هي الوحيدة التي يفتحها المستخدم لمدة يوم كامل، وتعتبر هذه الفكرة مفيدة في حالة الأشخاص الذين يعانون من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي تطبيق بشكل عام.

يعتبر التطبيق الأخير، المسمى الهاتف الورقي "paper phone"، هو أكثر التطبيقات غرابة وصعوبة في الاستخدام، وفكرة التطبيق هي أن عناصر نصية معينة (ليس تطبيقات) من داخل تطبيقات الهاتف المختلفة، ليتم ضمها في عدة قوائم داخل البرنامج، ويقوم المستخدم بعدها بطبع هذه القوائم، باستخدام طابعة، ليحصل على العناصر النصية المهمة التي قد يحتاج إليها أثناء اليوم. هذه العناصر قد تكون قائمة بالمهام الواجب انجازها "To-do list"، أو بعض المواعيد المحددة داخل تقويم الهاتف، أو ألعاب بسيطة، مثل الكلمات المتقاطعة والسودوكو، أو نصوص معينة مهمة من داخل بعض رسائل البريد الإلكتروني أو الملفات النصية، والفكرة هنا هي تقليل عدد المرات التي يضطر فيها المستخدم لاستخدام الهاتف الذكي بقدر الإمكان.

أعلنت شركة جوجل أن "واجهة برمجة التطبيقات"، أو "Application Programming Interface"، الخاصة بالتطبيقات متاحة للمطورين، وذلك لحثهم على محاولة تطوير هذه (التجارب الإلكترونية)، والتواصل معها إذا كان لديهم أي أفكار لاختبارات أخرى تساعد على دعم مساعي الشركة لتعزيز الصحة والاستقرار الحياتي لمستخدمي الهواتف الذكية.


مواضيع متعلقة