اللبنانيون يتحدون المطر في سابع يوم تظاهر.. و"الجوكر" في الميدان

كتب: حسن رمضان

اللبنانيون يتحدون المطر في سابع يوم تظاهر.. و"الجوكر" في الميدان

اللبنانيون يتحدون المطر في سابع يوم تظاهر.. و"الجوكر" في الميدان

استمر المتظاهرون في لبنان بالاحتجاج ضد الحكومة اللبنانية، وذلك لليوم السابع على التوالي ولم يمنعهم هطول الأمطار من التظاهر، وقال بعض المتظاهرين في "غزير" إن التظاهرة سلمية ولن يخرجوا من الشارع بالرغم من هطول الأمطار، ولن يردعهم أي شيء للاستمرار في المظاهرة، كما نظم الطاقم الطبي في مستشفى القديس جاورجيوس في الأشرفية "الروم"، في العاصمة اللبنانية "بيروت"، تجمعا عند مدخل المستشفى حاملين الأعلام اللبنانية هاتفين "ثورة".

 

وأصرّ المتظاهرون الناقمون على أداء الطبقة السياسية في لبنان والمطالبين برحيلها، على شلّ البلد ومرافقه لمضاعفة الضغط على السلطات، في خطوات تصدى لها الجيش اللبناني في بعض المناطق بالقوة لأول مرة منذ انطلاق الحراك، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، أن وحدات الجيش اللبناني، عملت  ظهر اليوم، على فتح الطرق الدولية بالقوة في مناطق عدة، ما تسبّب بحالات تدافع وهرج ومرج مع رفض المتظاهرين ترك الطرق.

من جانبها، أشارت قناة "إل بي سي" اللبنانية، إلى تعرض متظاهرين للاعتداء بالعصي، كما تم منع الصحفيين من التصوير في خلال اعتصام في النبطية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني الذي كان على مقربة في المكان لم يتدخل لفض الإشكال، إلا أنه تواصل مع كل الفرقاء في محاولة لفض الإشكالات.

 

وكان المتظاهرون بدأوا في وقت مبكر اليوم، عملية قطع الطرق الرئيسية وحتى الداخلية في محاولة لمنع السكان من الالتحاق بمراكز عملهم، إلا أن وحدات الجيش التي نفذت انتشاراً غير مسبوق منذ بدء الحراك عملت على فتح الطرق تدريجياً.

من جانبها، وجّهت مواطنة لبنانية كفيفة رسالة مؤلمة وقاسية خلال الاحتجاجات في منطقة غزير الواقعة في قضاء كسروان أحد أقضية محافظة جبل لبنان، مؤكدة أن طموحها متابعة دراستها في وطنها الّذي لا يحقق مطالب المكفوفين وحقوقهم.

وطلبت المواطنة اللبنانية، من السلطة العمل على تحقيق إصلاحات مفيدة أو الاستقالة، فلبنان هو بلد النّواب والوزراء أيضاً وعليهم المحافظة عليه، حسبما ذكرت قناة "إل بي سي" اللبنانية.

ولم تحرك الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري التي أقرّت حزمة إصلاحات "جذرية" في محاولة لاحتواء الغضب، ساكناً، وقالت وسائل إعلام لبنانية، عن نقاش رسمي في الكواليس حول إمكانية إجراء تعديل وزاري يرضي الشارع، ويضمن عدم استقالة الحكومة في ظل ظرف مالي واقتصادي وسياسي دقيق للغاية.

وكان الحريري، أكد في وقت سابق، أن الإجراءات المنتظرة في الموازنة ومن خارجها سارت ومن أهمها أن تكون الموازنة بعجز 0.6% ومن دون أي ضرائب، لافتا إلى أن مصرف لبنان "البنك المركزي"، والمصارف تساهم بخفض العجز،  بينما رفض المتظاهرون الإجراءات وهتفوا، عند ذكر كل بند خلال  كلمة الحريري، أمس الأول الاثنين: "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام".

وشارك الطلاب اللبنانيون في المظاهرات ضد الحكومة اللبنانية، ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، صورا، أظهرت أحد هؤلاء الطلاب أثناء حمله لافتة مكتوب عليها "لقد سرقت حلمي"، كما أظهرت الصور قيام أحد المتظاهرين بحمل لافتة تحمل صورة للنجمة جينفر لورنس بطلة فيلم مباريات الجوع "The Hunger Games" وبها عبارة "تذكر من هو العدو الحقيقي".

 

وفيلم "مباريات الجوع"، من نوعية الخيال العلمي من إنتاج عام 2012 وإخراج جاري روس، يستند إلى الرواية الأولى من سلسلة مباريات الجوع للكاتبة سوزان كولنز، والفيلم من إنتاج نينا جاكوبسون، وبطولة، جينفر لورنس ، جوش هوتشرسن، ليام هيمسورث، وودي هارلسون، إليزابيث بانكس، ليني كرافيتز، ستانلي توكسي ودونالد سثرلاند.

ولم تخلُ مظاهرات لبنان من أفلام هوليوود، حيث أظهرت صورا نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، إحدى المتظاهرات اللبنانيات بوجه مطلي بشخصية فيلم "الجوكر" للممثل العالمي "خواكين فينيكس".

 

ويشهد لبنان منذ الخميس الماضي، مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في تاريخ البلاد على خلفية قضايا معيشية ومطلبية، شارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف الأعمار من شمال البلاد حتى جنوبها مروراً ببيروت.

"فوريس بوليسي": مظاهرات لبنان والعراق كشفت فشل طهران في ممارسة نفوذها في المنطقة

من جانبها، ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه في أقل من شهر، اندلعت مظاهرات ضد الفساد وانعدام الإصلاح الاقتصادي في كل من العراق ولبنان، وفي كل من البلدين، كشفت الاحتجاجات غير المسبوقة، التي هزت البلدات والمدن الشيعية، أن ممارسة النظام الإيراني لنفوذه في المنطقة قد فشل.

وكانت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية، ذكرت في وقت سابق، أن المخاطر كبيرة بالنسبة للبنان، موضحة: انتهت الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت 15 عامًا في عام 1990، لكنها لا تزال تطارد بلدًا أصبح فيه زعماء الحرب حكامًا وبقوا في السلطة منذ ذلك الحين.

وأشارت "بلومبرج"، إلى أن هذه هي الطبقة التي قال المحتجون إنها نهبت الدولة، مضيفة أنها غير قادرة على توفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء، وقرب الإفلاس.

وكان العراق شهد مطلع أكتوبر الجاري، احتجاجات دامية أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، و6000 جريح، وعلى إثرها تعهد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي و رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي البرلمان ورئيس الجمهورية برهم صالح بإجراء إصلاحات، ومحاسبة الذين اعتدوا على المتظاهرين، فضلاً عن اتخاذ خطوات عملية بغية تحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة البطالة، ووقف الفساد والمحاصصة، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية.

وكانت لجنة التحقيق بشأن المظاهرات في العراق، أعلنت أمس الثلاثاء، أن الاستخدام المفرط للقوة كان سببا في سقوط ضحايا من المتظاهرين، مشيرة إلى أن حصيلة قتلى أسبوع من الاحتجاجات بلغت 157 قتيلا.

ونقل التليفزيون الرسمي عن تقرير اللجنة قوله إنه تم التحقق من مقتل 149 مدنيا وثمانية من قوات الأمن، مؤكدا أن اللجنة وجدت أدلة على أن قناصة استهدفوا محتجين من فوق مبنى بوسط بغداد، وقال التقرير إن 70% من الإصابات كانت في الصدر والرأس، ما يؤكد نية الاستهداف المباشر للمتظاهرين خلال أسبوع من الاحتجاجات المطلبية شهدها العراق قبل نحو أسبوعين، وفقا لما ذكرته قناة "الحررة" الإخبارية الأمريكية.

وأوضح التقرير، أن ما يقارب 70 % من القتلى قضوا بالرصاص الحي "في الرأس والصدر"، أوصت بإعفاء قادة عسكريين وأمنيين من مختلف أجهزة القوات العراقية في سبع من أصل 18 محافظة.


مواضيع متعلقة