"رفيق المسن".. رعاية وسند في خريف العمر

"رفيق المسن".. رعاية وسند في خريف العمر
- رفيق المسن
- التضامن
- دور الرعاية
- دور المسنين
- كبار السن
- الجمعيات الأهلية
- رفيق المسن
- التضامن
- دور الرعاية
- دور المسنين
- كبار السن
- الجمعيات الأهلية
طول السنوات الماضية، انفرط عقد الأسرة، حبة تلو الأخرى، وتخلى أبناء كثر عن آبائهم المسنين، تحت ضغط الحياة الصعبة وظروف العمل القاسية، ما لم نكن نتخيل أن يحدث يوماً، صار أمراً واقعاً، وأصبحت معاناة العجائز تتمدد على سطح المجتمع كما تمددت التجاعيد على وجوههم، فلا دور الرعاية تكفى، ولا الأبناء يستطيعون ترك أعمالهم للبقاء معهم لرعايتهم، فلجأت وزارة التضامن الاجتماعى إلى مشروع يوفر الرعاية لكبار السن فى المنزل، ويحفظ الترابط الأسرى، فلا يضطر الأبناء لإيداع كبارهم فى دور المسنين، ولا إلى التخلى عنهم وتركهم فريسة للمرض والوحدة حتى يفاجئهم الموت.
وزارة التضامن طرحت المبادرة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لخدمة الشباب والعجائز
المشروع يستهدف تدريب الشباب على العمل بوظيفة «رفيق المسن»، يجالس كبار السن فى المنزل، مقابل أجر شهرى، ويقدم له الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، فلا يشعر المسن بأنه ترك وحيداً بعد أن أنفق عمره على تربية أبنائه.
ويعمل المشروع فى 4 محافظات أولية، هى محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية، بعد تخرج الدفعة الأولى من المتقدمين للبرنامج الذى تتعاون فيه الوزارة مع عدد من الجمعيات الأهلية، وهو ما ترصده «الوطن»، بالحديث مع خريجى البرنامج التدريبى، ممن بدأوا العمل، ورئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، بوزارة التضامن، المشرفة على المشروع.
خريجو المشروع يروون تجاربهم لـ"الوطن": نعوِّض ما فاتنا مع أهلنا
انتهت وزارة التضامن الاجتماعى من تدريب الدفعة الأولى من الملتحقين بمشروع «رفيق المسن»، لبدء العمل فى الخدمة، التى أعلنت عنها الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بالوزارة، قبل شهور، لرعاية كبار السن فى منازلهم، بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، براتب شهرى قدره 4 آلاف جنيه، وسارع فى التقدم إليها آلاف الباحثين عن فرصة عمل، تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، طبقاً لشروط المشروع.
«الوطن» تحدثت مع بعض خريجى دورة «رفيق المسن»، التى نظمتها الوزارة، وقال على عبدالمنعم حلمى، أحد الخريجين، إنه تقدم للحصول على الدورة التدريبية لأن مميزاتها كثيرة، خاصة أن الجمعيات المعنية بالدورة تلتزم باستحداث كود تأمينى جديد باسم «رفيق المسن»، وذلك يتطلب شهادة معتمدة من الوزارة، للحصول على الوظيفة، التى تتلخص فى رعاية مسن واحد فى منزله، من الثامنة صباحاً ولمدة 8 ساعات، والاهتمام بشئون حياته وصحته النفسية والجسمانية، وتوفير حالة من «الونس والمشاركة له».
"عبدالمنعم": المشروع وفر لى فرصة عمل.. ونحتاج توعية الناس بأن "الرفيق مش خدام"
وأضاف أنه حصل على بكالوريوس حاسب آلى، ويبلغ من العمر 39 عاماً، لكنه يعمل فى «صيانة الهواتف المحمولة» منذ 20 عاماً، ولما علم بأمر الدورة من خلال «فيس بوك»، تقدم إليها، موضحاً: «فكرت انضم للمجال ده بشكل تطوعى بعد وفاة أمى علشان لما كانت تعبانة ماكانش عندى الوقت الكافى اللى يخلينى أقعد معاها وأرعاها، وموتها عملى صدمة».
وأكد أن التدريب الذى حصل عليه، فى وزارة التضامن، وفر له فرصة عمل، بعد انتهاء الدورة مباشرة، وهو الآن رفيق لـ«الحاج محمد»، الذى يعانى من مرض «الزهايمر»، مضيفاً: «فيه أهداف شغال عليها مع الحالة وهوصل لها بمساعدة الدكاترة والخبرة اللى اكتسبتها فى هذا المجال من خلال الدورة التدريبية اللى حصلت عليها».
وقال: «محتاجين نوعّى الناس يعنى إيه رفيق مسن، علشان فيه ناس كتير فاهمة الوظيفة دى غلط وبيتعاملوا مع صاحبها على إنه جاى من مكتب تخديم، وده غلط وغير صحيح، لأن مجال عملنا رعاية المسن نفسياً وصحياً واجتماعياً».
"محروس": عملى مع مسن عوضنى عن حرمانى من أبى وأمى
رامى محروس محمد، 32 عاماً، أحد خريجى الدورة، أكد أنه علم بالتدريب من خلال إعلان نشرته صفحة وزارة التضامن على «فيس بوك»، فقرر التقدم إليه، موضحاً أنه خريج معهد فنى تجارى، وكان يعمل فى شركة «فلاتر»، وترك العمل بها من أجل هذه الوظيفة، التى يراها خدمة إنسانية لكبار السن.
وقال إنه تقدم للحصول على هذه الدورة واجتاز جميع المقابلات والاختبارات، التى أقرتها الوزارة بنجاح، لافتاً إلى أنه تدرب لمدة شهرين على وظيفة «رفيق مسن»، منهما شهر دراسة نظرية على أيدى أساتذة متخصصين، فى علم النفس والصحة الغذائية والتنمية البشرية، والشهر الثانى دراسة عملية فى إحدى دور رعاية المسنين.
وأضاف «رامى» أن والديه توفيا وهو فى سن صغيرة، ولم يكن وقتها يقدر على رعايتهما، لذلك أراد أن يعوض الحرمان الذى تعرض له فى خدمة كبار السن ورعايتهم، قائلاً: «أى حد من كبار السن بشوف فيه أمى وأبويا علشان كده فرحت جداً لما لقيت وزارة التضامن بتوفر حاجة زى خدمة رفيق مسن وقررت أتطوع».
وقالت سالى محمد ضياء إنها اجتازت المقابلة الشخصية وتلقت محاضرات يومية مكثفة لمدة شهر ونصف الشهر، بين الدراسة النظرية والتطبيق، ثم حصلت على شهادة معتمدة كـ«رفيق مسن»، مضيفة أنها بمجرد أن قرأت الخبر عن المشروع تقدمت للتدريب: «العمل مع المسنين يحتاج شخصيات ذات طبيعة خاصة، وعرفت بعد ما اتقبلت إن كان فيه حد متخصص فى لجنة الاختبار يحلل ردود أفعالنا، وحد تانى يقَيم إجابتنا على مواقف افتراضية».
"سالى": "مفروض اللى درسناه فى التدريب يتعمم على كل الناس ويبقى مقرر فى المدارس"
وأكدت أن دراستها بكلية الخدمة الاجتماعية ساعدتها أكثر وأكثر على العمل كرفيق مسن بحكم اقتراب مجال دراستها من هذا المجال، حيث إنها لم تبحث عن أى عمل بعد تخرجها، وجاءت فكرة الالتحاق بهذا المشروع لما قد يوفره من مهارة جديدة لدخول سوق عمل كبيرة وبمرتبات مجزية، ليشكل ذلك فرصة أفضل، فرعاية المسن هى خدمة إنسانية، قبل أن تصبح عملاً: «اتعلمت إزاى أتعامل مع مشاعره وأراعيها، ونقدم خدمات تمريضية، زى تركيب القسطرة، والحقن، والكانيولا، وعلاج طبيعى، والتغيير على الحروق والجروح علشان نقلل قرحة الفراش».
جهاد محمد، إحدى الخريجات، عبرت عن تقديرها للمادة النظرية والعملية التى تلقتها خلال البرنامج بقولها: «اللى درسناه فى التدريب المفروض يتعمم لكل الناس، ويبقى مقرر دراسى للطلبة.. المفروض تبقى ثقافة مجتمع مش مجرد تدريب والسلام».
وأكدت أن التعامل مع كبار السن بشكل عام فى الحياة يحتاج إلى خبرة وتعلم، نادمة على عدم الالتحاق ببرنامج مثيل من قبل: «عرفت إنى كنت بتكلم غلط مع أى حد كبير، زى والدى مثلاً، لما المُسن يكون مش سامعك مثلاً يبقى فيه مشكلة عندك، إنك لازم تتكلم بالراحة، وتوجه الكلام ليه، وصوتك يكون بطبقة معينة».
وترى «جهاد» أن المجال، كغيره من المجالات الجديدة، قد يخاف البعض من استضافة رفيق فى المنزل، لكنه حل أفضل من دور الرعاية ودور المسنين، للحفاظ على نفسية المسن بين أهله.
خدمات التضامن لكبار السن
الدعم النقدى
الاهتمام بمد مظلة الحماية لكبار السن من خلال برنامج «كرامة».
44 ألفاً و376 مسناً.. عدد المستفيدين من الدعم النقدى.
مليون و120 ألف جنيه لتطوير 10 دور مسنين فى 7 محافظات.
الضمان الاجتماعى
200 ألف مسن عدد المستفيدين فى 2017/2018.
852 مليوناً و381 ألف جنيه إجمالى الدعم المقدم.
دور الرعاية
149 دار رعاية تابعة للوزارة فى 22 محافظة.
2715 إجمالى عدد المستفيدين من دور «التضامن».
نوادى المسنين
191 نادياً تتبع الوزارة.
41.035 مسناً إجمالى عدد المستفيدين من النوادى.
18 وحدة علاج طبيعى للمسنين بالمجان.
مشروع رفيق المسن
تدريب وتوظيف 150 رفيقاً.
منهج تدريبى منظم وشامل ومعتمد لإعادة تأهيل الجليس.
إعداد قاعدة بيانات متكاملة لتوفير الخدمة بالمحافظات.
أقرا إيضا
رئيس "الرعاية الاجتماعية": نهدف للحفاظ على الترابط الأسري رغم غياب الأبناء
متعافيات يدعمن محاربات السرطان عبر "فيس بوك": "إحنا عيلة واحدة"