في ذكرى بدء التحقيق.. قصة اتهام طه حسين بالإساءة للإسلام

في ذكرى بدء التحقيق.. قصة اتهام طه حسين بالإساءة للإسلام
"الإساءة إلى الدين الإسلامي" تهمة وجهت إلى عميد الأدب العربي طه حسين، في 19 أكتوبر 1927، وبدأ محمد نور بك رئيس نيابة مصر، آنذاك، التحقيق معه في الواقعة.
رئيس النيابة بدأ التحقيقات بعد بلاغ أزهري قدم يوم 30 مايو 1926، يتهم فيه الدكتور طه حسين بأنه ألف كتاب تحت مسمي «فى الشعر الجاهلى»، وأن هذا الكتاب طعن صريح فى القرآن الكريم ويتضمن خرافات وكذب للكتب السماوية.
6 أشهر تحقيقات قضاها عميد الأدب العرب في التحقيق حتى صدر قرار بحفظ التحقيقات، وقال رئيس النيابة في عريضة الحيثيات، إن "مؤلف الكتاب لم يكن غرضه الطعن والتعدى على الدين، بل إن العبارات الماسة بالدين التى أوردها فى بعض المواضع من كتابه، إنما قد أوردها فى سبيل البحث العلمى مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها".
عميد آداب بني سويف: كان رأس الحربة في المواجهة الفكرية.. وفجر ثورة ثقافية وتنويرية
وقال الدكتور جودة مبروك، عميد كلية الآداب بجامعة بني سويف، إن أزمة الدكتور طه حسين ليس أزمة شخصية في هذا الوقت، لكنها كانت أزمة عقلية تثقيفية في هذا العصر، فالدكتور طه حسين كان رأس الحربة في محاربة ومواجهة فكرية.
وأضاف مبروك لـ"الوطن": "لم يكن شخص عاديا كما يتصور بعض الناس فكان مفجر ثورة ثقافية وتنويرية وبفضله استطاعت الأمة المصرية أن تنهض نهوضا بالغا في ملف التعليم والثقافة، ما زلنا نجني ثماره حتي يوميا هذا، ولولا طه حسين ما أصبح العلم كالماء والهواء لكل مصري، ناهيك عما قدمه للمكتبة العربية والأدب العربي".
وتابع: "طه حسين لم يسئ للإسلام ولا لأي دين آخر، فالاساءة لشخص طه حسين أمر مرفوض بل طه حسين محباً للأديان، وتلك القضية علمية بحته، تتناول الشعر الجاهلي ومدي مصداقية هذا الشعر من الناحية التاريخية، وتاعتقد الآخرون أن الكتاب إنكار للقرآن ولغة القرآن وهذا ليس صحيح".
وأردف: "حديثه عن قصة سيدنا إبراهيم فلم يقترب من قصىة سيدنا إبراهيم القرآنية لكن فيما تحدث عما تم حكايته، ولا مانع من أن يخطئ العالم، فهو عبر برأيه لكنه واجهه هجمة شرسة بعيدة عن النقد والتحليل بل يتجه للتجريح في شخص طه حسين وفكره الخاص، وبعد مرور كل تلك السنوات كل تلك الأفكار ذبلت وجفت وبقي قلم طه حسين لأنه صاحب الفكر الحقيقي".