مدبولي: لولا شجاعة القيادة السياسية لتعرضت مصر لانهيار اقتصادي

01:53 م | الجمعة 18 أكتوبر 2019

استضاف معهد الشرق الأوسط، أحد أهم مراكز الفكر في واشنطن، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، في جلسة نقاشية، بحضور سفير مصر في واشنطن، وعدد من أبرز أعضاء المعهد من الكتاب والباحثين وأعضاء الكونجرس السابقين.

واستهل الدكتور مصطفى مدبولي الجلسة بتقديم عرض وافٍ حول تطورات الأوضاع في مصر، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية.

مدبولي: لولا شجاعة القيادة السياسية وقرارتها الجرئية.. لتعرضت مصر لانهيار اقتصادي محتوم

وقال مدبولي، إن "الرئيس تسلم الحكم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة كانت تنذر بانهيار اقتصادي محتوم، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة لإنقاذ الاقتصاد، وبالفعل وبفضل شجاعة القيادة السياسية، جرى تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي وطني يتضمن أهداف محددة، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي،" مشيرا إلى أن "مصر تمكنت من تحقيق الالتزام الصارم بتلك الأهداف، لتشهد مصر تنفيذ أفضل برنامج إصلاح اقتصادي في تاريخها".

لولا برامج الحماية الاجتماعية التي تبنتها الحكومة.. لارتفع معدل الفقر إلى مستويات قياسية

وقارن رئيس الوزراء أرقام المؤشرات الاقتصادية في الفترة الصعبة لبدايات تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، بما تحقق بعدها، وهي الأرقام التي تظهر تحولاً جذرياً، حيث انخفضت معدلات التضخم والبطالة، وارتفع الاحتياطي النقدي، وجرى التعامل مع قضايا تاريخية معقدة تتعلق بترشيد الدعم، واتخذت الحكومة ضوابط مالية صارمة لتخفيض عجز الموازنة.

واستعرض رئيس الوزراء برامج الحماية الاجتماعية المتنوعة التي تبنتها الحكومة، والتي لولاها لارتفع معدل الفقر فى البلاد إلى مستويات قياسية.

وتطرق مدبولي إلى جوانب الإصلاح الهيكلي التب تتبناها الحكومة، من أجل الحفاظ على استدامة النجاح الذي تحقق في المجالين المالي والنقدي، مشيراً إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي لا يستهدف الانتقال المكاني فقط للوزارات وأجهزة الدولة، وإنما تحقيق نقلة شاملة في آليات العمل.

عقب ذلك استعرض مدبولي القضايا الإقليمية ذات الأولوية على الساحة، مشيراً إلى خطورة العدوان التركي على الأراضي السورية، ومطالبة مصر بوقف هذا العدوان والانسحاب الفورى للقوات التركية خارج حدود سوريا.

مصر لن تقبل بالمساس بحقوقها في مياه النيل

ثم استعرض ثوابت الموقف المصري من ملف سد النهضة، مؤكداً أن مصر لم ولن تقف ضد جهود التنمية في حوض النيل، مشيرا إلى أن مصر سبق وأسهمت في مساعدة تلك الدول على بناء سدود، لكنها في الوقت ذاته لن تقبل مطلقاً أن يتم المساس بحقوق مصر في مياه النيل.

عقب ذلك، جرى فتح باب النقاش، حيث استفسر أحد الحاضرين عن مبادرة غاز شرق المتوسط، فقدم وزير البترول شرحاً حول المبادرة وأهميتها التي تنعكس على زيادة عدد الدول التى أعربت عن رغبتها في الانضمام إليها.

ورداً على استفسار حول جهود الحكومة لتعزيز دور القطاع الخاص، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تقدر أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه هذا القطاع في التنمية، ومن ثم كان حرص الحكومة على تهيئة البيئة المناسبة للقطاع الخاص ليعمل في يسر، من خلال حزمة القوانين والتشريعات والحوافز التي تم تبنيها.

في السياق ذاته، استعرضت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الجهود التي بذلتها الحكومة من أجل تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الأنشطة الاقتصادية، مؤكدة أن تلك الإجراءات سوف تسهم في زيادة انخراط القطاع الخاص في الاقتصاد، وأداء الدور المنوط به في التنمية.

ورداً على استفسار "إيد رويس" رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق في مجلس النواب، حول ملف سد النهضة، عرض رئيس الوزراء بشكل مفصل جوانب هذا الملف، وثوابت الموقف المصري، مستعرضاً المشاورات التي أجراها حول سد النهضة مع مسؤولي الإدارة والكونجرس خلال الزيارة.

كما تضمنت أسئلة الحضور استفسارات عن ملفات التحول الرقمي وميكنة الخدمات الحكومية، حيث تولى وزيرا المالية والاتصالات شرح جوانب هذه الموضوعات بشكل مفصل، وهو ما لاقى ترحيباً من الحضور بالتقدم الذي تحققه مصر في هذا الملف.