وكيل "اقتصاد القاهرة": أطالب الدولة باستغلال كل أوراق الضغط لإعادة إثيوبيا إلى المفاوضات

وكيل "اقتصاد القاهرة": أطالب الدولة باستغلال كل أوراق الضغط لإعادة إثيوبيا إلى المفاوضات
شدد الدكتور محمد سالمان طايع، وكيل كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، على ضرورة إنشاء مجلس أمن مائى فى إطار مجلس الأمن القومى، لحل أزمة سد النهضة، واستغلال كل أوراق الضغط على إثيوبيا لكسر تعنتها.
وأكد «طايع»، فى حواره لـ«الوطن»: «هناك دور على الجامعات لعقد الكثير من الندوات التثقيفية لتوعية الشباب بأبعاد الأزمة وكيفية التعامل معها»، مشيداً بتهنئة مصر لرئيس وزراء إثيوبيا عقب فوزه بجائزة نوبل للسلام، مشيراً إلى أن بناء السد سيؤدى إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وتبوير مليون فدان.. وإلى نص الحوار:
"طايع": علينا إنشاء "مجلس أمن مائى" لمجابهة "سد النهضة"
ما آليات التعامل مع أزمة سد النهضة؟
- هناك 4 آليات أساسية للتعامل مع أزمة السد، أولها: أن تبنى مصر تحالفات سياسية عالمية حتى تستطيع أن توازن تحالفاتها فى أفريقيا، وتتحرك بشكل سريع لإنشاء ما يمكن تسميته بمجلس الأمن المائى فى إطار مجلس الأمن القومى، ثانياً: يجب أن يكون هناك علاقات سياسية غير تقليدية، بمعنى أن تكون العلاقات الدبلوماسية الموجودة فى هذا الدرب علاقات سياسية غير رسمية، سواء أمنية أو استخباراتية، ثالثاً: يجب أن تستغل كل أوراق الضغط المتاحة لديها كالصومال وإريتريا، والبحر الأحمر، بحكم أن إثيوبيا دولة حبيسة، رابعاً: ضرورة توظيف الدبلوماسية المائية من خلال تحركات القيادة الشعبية، والأكاديمية، والرياضية، فضلاً عن ضرورة التحرك لبناء مشروعات اقتصادية ضخمة، تربط المصالح المصرية مع نظيرتها الإثيوبية، لتشبيك العلاقات.
بماذا تبرر حالة التكتيم حول المفاوضات بين الطرفين؟
- دائماً ما تحاط غالبية المفاوضات بقدر من السرية، حتى تحقق نوعاً من التقدم يُجمَع عليه، وهناك حالة من الشك المتبادل بين الأطراف المصرية والإثيوبية، لذلك لا بد أن يكون هناك نوع من السرية إلى أن يحدث تقدم للبناء عليه.
وكيف ترى التغطيات الإعلامية تجاه الأزمة؟
- الإعلام المصرى لم يُدر الأزمة بنجاح كبير، ولم يخفق فى نفس الوقت، فهناك قدر من التناول والطرح الجيد فى بعض الأحيان، وفى أحيان أخرى يكون هناك تناول إعلامى يستهدف تصعيد الأزمة، واستدراج الرأى العام نحو الحل العسكرى فقط، ومازال الإعلام المصرى يحتاج إلى قدر من الإلمام بأبعاد الأزمة، أما عن الإعلام الإثيوبى فهو «مسيَّس وموجَّه»، ويسير نحو أن مصر تريد سرقة المياه والتنمية.
وهل هناك دور على الجامعات المصرية؟
- بالطبع، على الجامعات عقد الكثير من الندوات التثقيفية لتوعية الشباب بأبعاد الأزمة، وكيفية التعامل معها، وتنظيم العديد من ورش العمل والدورات النقاشية، وطرح مقرر «المياه فى العلاقات الدولية»، يتناول المياه من المنظور السياسى، ويمنح الطلاب فرصة التفكير فى قضايا المياه بأبعاد سياسية بحتة، وهناك اهتمام كبير بوضع قضية المياه ضمن مقررات القضايا الدولية المعاصرة.
وما تصوركم لموقف السودان؟
- حتى الآن الموقف السودانى مُسيَّس، ونجحت إثيوبيا بعد عام 2011 فى جعل المعادلة «2+1»، بمعنى أن إثيوبيا والسودان ضد مصر، واستقطبت السودان فى غير الصالح المصرى، عكس ما كان قبل ذلك، ونجحت فى الدخول فى مفاصل الدولة السودانية وأمسكت بالعديد من الملفات، فضلاً عن أن النظام السودانى مؤدلج، لذلك لا بد من إظهار نوع من القوة الصلبة لمصر، كالردع، واحتواء السودان وإعادتها للحضن المصرى، والتعاون الشامل وفق عمل مشترك، وتفعيل القوة الناعمة.
كيف ترى تهنئة الرئيس السيسى لرئيس وزراء إثيوبيا بعد فوزه بجائزة نوبل؟
- لا بد من التهنئة، لأن إثيوبيا دولة شقيقة، وهذه هى خصالنا مع الأشقاء، وأتمنى أن يكون آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، على مستوى الفوز بالجائزة.
تأثير بناء السد
بناء السد بمواصفاته الحالية يؤثر على الإيرادات المائية التى تصل إلى مصر، وعلى الإنتاج الزراعى، فنقص 5 مليارات متر مكعب من المياه يقابله تبوير مليون فدان، فضلاً عن تأثيره على الأمن الغذائى المصرى، وينتج عنه ارتفاع فى أسعار كافة المنتجات الغذائية، وتشريد مليون أسرة، إضافة إلى تقليل خصوبة التربة والتأثير بالسلب على الأسماك والسياحة النيلية.