"السينما المستقلة".. الوجه الحقيقي لـ"مصر المبدعة"

"السينما المستقلة".. الوجه الحقيقي لـ"مصر المبدعة"
من «كان» إلى «فينيسيا» ثم «برلين» فجوائز الأوسكار، كانت السينما المصرية المستقلة حاضرة فى كل التظاهرات السينمائية الكبرى. مهرجانات عدة خاض من خلالها شباب السينمائيين أصحاب هذا التيار منافسات حامية مع أفلام أخرى تنتمى إلى المشهد نفسه لكن صناعها لديهم دعم هائل من جهات تؤمن بأهمية السينما المستقلة كاتجاه جديد يسعى للسيطرة على الفن السابع وتهميش الاستديوهات الكبرى التى تحتكر الصناعة.
وفى وقت سيطرت فيه السينما التجارية على المشهد، تفتح «الوطن» ملف «السينما المستقلة» وتعرض وجهات نظر روادها من الشباب، ومشكلاتهم التى تعوق قدرتهم على صنع أفلام تنافس فى مهرجانات عالمية، فى وقت كفت مؤسسات صناعة السينما يدها عن تقديم الدعم الكافى لهؤلاء، ما دفع بعضهم لإيجاد ضالته فى بعض المؤسسات العالمية التى وضعتهم على الطريق الصحيح، إلا أن البعض الآخر لا يزال يعانى من معوقات عديدة جعلت العشرات منهم يتساقطون فى منتصف الطريق، أو يبحثون عن بدائل مضمونة فى سينما تجارية لا تسمن ولا تغنى من جوع بعدما وجدوا أن لا كرامة لفيلم مستقل فى وطنه.
شباب السينمائيين: أفلامنا تمثل مصر فى الخارج.. وننتظر دعم الدولة
أكد عدد من شباب السينما المستقلة أن صناعة هذا النوع من السينما تحتاج لدعم من الجهات العاملة فى الصناعة وفى مقدمتها وزارة الثقافة، فالمشكلات كثيرة تبدأ بصعوبة إيجاد التمويل والدعم اللازم لإنتاج أفلامهم وارتفاع أسعار المعدات بالرغم من أن أفلامهم يطلق عليها الأفلام منخفضة التكلفة وطالبوا بمنصات لعرض أفلامهم سواء التسجيلية أو الوثائقية أو الروائية.
فى البداية ردت المخرجة آيتن أمين على من يقولون إن السينما المصرية تجارية بحتة ولا توجد بها سينما مستقلة، وقالت: «بالطبع لدينا سينما مستقلة أو بمعنى أصح سينما فنية غير تجارية قد تكون هى الأكبر فى الوطن العربى فبالرغم من أن السينما المصرية يسيطر عليها نوع من الأفلام يمكننا إطلاق السينما التجارية عليها، إلا أن هناك محاولات كثيرة للهروب من سيطرة شركات الإنتاج الكبرى بدأت تلك المحاولات منذ عشر سنوات تقريباً بعمل أفلام منخفضة التكلفة، فإذا وضعنا تلك التجارب بجوار تلك التى أنتجت فى ثمانينات القرن الماضى لخيرى بشارة ومحمد خان وغيرهما الذين تصدوا لإنتاج أفلام فنية إلى جانب الأفلام التجارية فتسوق كل منهما الأخرى».
وتابعت: لدينا العديد من المواهب الشابة الواعدة لديهم الأفكار المميزة ولكن تنقصهم الخبرة والصنعة، والدراسة، وأكدت أن أزمة السينما المستقلة فى مصر هى نقص الأفكار ومن يترجمون تلك الأفكار على الورق، كما أن الأزمة الحقيقية هى أزمة إنتاج فى المقام الأول، وهو ما كان سبباً فى إجهاض العشرات من الأفكار قبل مولدها وهو ما نعمل عليه بالشراكة مع المؤسسات العالمية العاملة فى هذا المجال ومنها مؤسسة السينما المستقلة وتم ترجمته فى العديد من الأعمال ومنها العمل الذى نعمل عليه الآن ويحمل اسم «سعاد».
وقالت منة الديابى، مخرجة شابة، إن الأفلام الفنية هى من تحمل اسم مصر فى المهرجانات العالمية، والمتتبع للمشهد يرى أننا وصلنا لـ«كان» و«الأوسكار» بأفلام فنية مستقلة وبالرغم من ذلك فإن تلك النوعية فى ذيل الاهتمام ولا كرامة لها فى وطنها، وأغلب ما يتم تقديمه لدارسى المعاهد الفنية هو الأساسيات ولا يتاح لهم تطوير مهاراتهم بورش عمل متقدمة بالاستعانة بصناع الأفلام الممارسين فى الكتابة والمونتاج والتصوير. وأضافت: «هدفنا صنع أفلام يراها الجميع تكسر الصورة النمطية عن أن الأفلام الفنية هى أفلام مهرجانات غير قابلة للمشاهدة».
وقالت آلاء محمد بالرغم من أن تلك الأفلام تحمل اسم أفلام منخفضة التكلفة فإن الأمر بعيد كل البعد عن تلك الصورة المعروفة، فبالرغم من أن أعمالنا فى الأغلب فى إطار دراستنا الأكاديمية فإن تكلفة إنتاجها مرتفعة للغاية فتكلفة الإضاءة فقط قد تتخطى الـ20 ألف جنيه بخلاف مشكلات استصدار تصاريح التصوير فى المناطق الأثرية والتراثية واستغلال البعض لحاجتنا للتصوير فى مواقع بعينها فيرفع كلفة إيجار اليوم الواحد، كل ذلك يمثل عبئاً على صناع الأفلام الشباب ويجعل العشرات من الموهوبين يتساقطون فى الطريق لذا فنحن فى حاجة لدعم وزارة الثقافة التى ينتمى العديد منا إليها بحكم دراستنا بأكاديمية الفنون وتوفير الدعم اللوجيستى فى مراحل الإنتاج وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الوزارات الأخرى للسماح لنا بالتصوير فى المواقع السياحية والأثرية، وأخيراً فتح أبواب السينمات والمهرجانات المختلفة حتى يرى الجمهور سينما الشباب.
وقال رامى منصور إن معظم الشباب يرى أن إنتاج الفيلم يبدأ عند إيجاد التمويل وهى نظرة قاصرة، فسبب فشل الأفلام ليس التمويل ولكن فى قصور الفكرة وكتابة السيناريو والأمر لا يحتاج لتمويل ضخم، خاصة أن الموضوع أصبح أكثر سهولة بتحمس العديد من المنتجين لصنع أفلام قصيرة مستقلة بل ومع التطور التكنولوجى وتطور الهواتف الذكية أصبحت صناعة الأفلام فى متناول الجميع.
"الشناوى": لا بد من إطلاق قناة متخصصة للأفلام الوثائقية والتسجيلية
وقال المنتج أمير الشناوى: اخترت أن تكون أفلامى تسجيلية وللأسف فإن هذا اللون من الأفلام لا يجد منصة تحمل رسالته للجمهور وآمل أن يلتفت القائمون على صناعة السينما لأهمية وجود قناة مصرية متخصصة للأفلام الوثائقية والتسجيلية، خاصة أن الأفكار فى مصر كثيرة ومتعددة والمحتوى متنوع ونحتاج لمثل تلك القناة.
أقرا إيضا
صناع السينما العالمية: صعوبات "المستقلة" أكبر من "التجارية".. والشباب يحتاج إلى مساعدة
رئيس "فيلم إندبندنت": صناعة "السينما المستقلة" تشهد تحولات جذرية.. ونسعى لكسر احتكار الكبار