"أبيدوس".. "قبلة الحج" للمصريين القدماء تكشف أسرارها الكاملة

"أبيدوس".. "قبلة الحج" للمصريين القدماء تكشف أسرارها الكاملة
- آثار سوهاج المدفونة
- آثار سوهاج
- كنوز أثرية
- سوهاج
- الآثار
- أبيدوس
- آثار سوهاج المدفونة
- آثار سوهاج
- كنوز أثرية
- سوهاج
- الآثار
- أبيدوس
تبدأ زيارة السائحين الأجانب لمحافظة سوهاج من منطقة «أبيدوس»، الواقعة فى الجهة الغربية لمدينة البلينا جنوب المحافظة، التى تُعد من أهم المناطق السياحية، نظراً لما تمثله من أهمية كبرى لدى القدماء المصريين، بالإضافة إلى ما تتميز به من قداسة وتاريخ حافل على مر العصور، حيث كانت «قبلة» الحجاج المصريين، كما كانت الطقوس الجنائزية للملوك تجرى فى معبد «سيتى»، وتوجد بها آثار من عصور ما قبل الأسرات.. وفى مدينة «أبيدوس» تم بناء أول مقبرة ملكية فى التاريخ الفرعونى القديم، وكانت عاصمة لأول دولة مصرية موحدة، كما أنها أول منطقة شهدت بناء مراكب الشمس.
وتواجه المسئولين عن قطاع الآثار فى المنطقة تحديات كبيرة، نظراً لوجود منطقة أثرية كبيرة ما زالت مدفونة أسفل منازل الأهالى، وتلك المنطقة توجد بها اكتشافات هامة، من بينها مقصورات ملكية، وتماثيل، ومعابد فرعونية، على مسافة قريبة من سطح الأرض، وقد وضعت الدولة خططاً لنقل الأهالى من منازلهم، وبناء منازل جديدة لهم، ولكن كل هذه الخطط كانت على الورق فقط، حتى الآن، ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع.
مقصورات ملكية ومعابد أسفل 120 منزلاً من الشمال
ورغم أنه تم الإعلان عن تلك الخطط فى الرابع من مايو 2017، عندما تفقد وفد حكومى، منطقة «أبيدوس» الأثرية بمركز البلينا، والتقوا عدداً من الأهالى الذين كان من المقرر نقل منازلهم، كما قاموا بمعاينة قطعة أرض من أملاك الدولة بقرية «أبيدوس»، لبحث نقل الأهالى إليها، ويبلغ عدد المنازل التى سيتم نقلها من منطقة «معبد أبيدوس»، 120 منزلاً، كما أكد أن عمليات بناء المساكن البديلة ستتم بشكل فورى، وإلى الآن لم يتم تنفيذ أى من تلك الوعود، حيث لم يتم بناء مساكن بديلة للمواطنين، ولم يتم استكمال أعمال الاكتشافات الأثرية، رغم أن وزير الآثار الحالى والوزراء السابقين، زاروا المنطقة أكثر من مرة، وشاهدوا بأنفسهم الاكتشافات الأثرية أسفل المنازل.
«عبداللطيف الريس»، وكيل متحف آثار سوهاج القومى، يؤكد لـ«الوطن» أن مدينة «أبيدوس» شهدت بناء أول مقبرة ملكية من الطوب اللبن، وتم كتابة أول طقوس دينية، وكتابة لوحات جنائزية داخل تلك المقبرة، كما كانت أول عاصمة لدولة موحدة، تضم أول جيش نظامى، حيث كان القطر المصرى يضم 42 إقليماً، كما أن أول رحلة سياحية سجلها التاريخ، قامت بها «إيزيس»، زوجة «الإله أوزوريس»، تم تسجيلها على جدران المعبد، وأضاف أن أول مراكب للشمس تم بناؤها كانت أيضاً فى منطقة «أبيدوس»، مشيراً إلى أنه تم العثور على 32 مركباً فى المنطقة، على يد إحدى البعثات الأثرية، وشدد على قوله إن «المنطقة الواقعة أسفل منازل الأهالى، غنية بالكنوز، وتوجد بها اكتشافات هامة، لو تم اكتشافها سيكون أمامنا تاريخ وافٍ، ليس عن منطقة أبيدوس فقط، وإنما عن حقبة مهمة من تاريخ مصر».
خطة نقل الأهالى فى "طى النسيان"
مصدر مسئول فى منطقة آثار البلينا، يوضح أن «أبيدوس» هو الاسم اليونانى للمدينة المصرية القديمة «إيبدو»، واشتهرت باحتفاظها برفات الملوك والأمراء منذ عصر الأسرة الأولى، وتأسست أول دور للعبادة فى المنطقة عام 3200 قبل الميلاد، وتنافس الملوك من أبناء تلك الفترة على إقامة الكثير من الأبنية الدينية، وعرف الشعب كله مدينة «أبيدوس» بأنها تضم قبر «الإله أوزوريس»، الذى احتلت قصته وعبادته مركز الصدارة بين المعبودات الفرعونية، كما تضم المنطقة معبد «سيتى الأول»، ومعبد«الأوزريون»، ومقبرة «سنوسرت الثالث»، إضافة إلى بعض الآثار الأخرى، مثل «كوم السلطان»، و«أم الجعاب».
ويشير المصدر إلى أن معبد «الأوزريون» تم اكتشافه عام 1903، ويعتقد الخبراء أن المعبد تم بناؤه قبل معبد «سيتى الأول»، الذى يقع فى الجهة الشرقية من المعبد، بمنطقة «العرابة»، المدفونة غرب مدينة البلينا، وخصص المعبد لعبادة «الإله أوزوريس»، إله العالم الآخر، وما زال المعبد غامضاً، لأنه لم يتم تكملة الاكتشافات بالمنطقة، معتبراً أن «نقل الأهالى من منازلهم أصبح ضرورة ملحة»، لأن هناك اكتشافات هامة أسفل تلك المنازل، ستوضح تاريخ المنطقة بشكل كبير، ولفت المصدر إلى أنه بالحفر فى عدة نقاط بالشوارع التى تقع حولها المنازل، تم اكتشاف آثار معابد ومقصورات فرعونية وتماثيل هامة، ولكن تم ردم الحفائر مرة أخرى، لأنه لو تم استكمالها، فسيحدث ضرر بتلك المنازل.
ويقول إن معبد «سيتى الأول» مشيد على مساحة 10 أفدنة تقريباً، ويُعد المعبد الوحيد الذى يحتفظ بسقفه حتى الآن، ويستند على 36 عموداً من الجرانيت، ويحوى قائمة الملوك الشهيرة، التى تضم أسماء حكام مصر، بداية من الأسرة الأولى وحتى الأسرة الـ19.