"البنتاجون": توغل تركيا العسكري في سوريا ستكون عواقبه وخيمة على أنقرة

كتب: حسن رمضان

"البنتاجون": توغل تركيا العسكري في سوريا ستكون عواقبه وخيمة على أنقرة

"البنتاجون": توغل تركيا العسكري في سوريا ستكون عواقبه وخيمة على أنقرة

طلب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر من تركيا "بقوة" وقف عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في بيان، اليوم، إنه خلال اتصال هاتفي أمس الخميس بين إسبر ونظيره التركي خلوصي أكار، "شجع (الوزير الأمريكي) تركيا بقوة على وقف ما تقوم به في شمال شرق سوريا من عمليات عسكرية"، محذرا من أن "هذا التوغل ستكون له عواقب وخيمة على تركيا"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت في وقت سابق، قبل شن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا إنها لا تدعمه.

ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية، التوغل العسكري التركي في سوريا بـ"التهديد" على التقدم الذي أحرز في قتال تنظيم"داعش" الإرهابي والتهديد المحتمل على القوات الأمريكية هناك، وقال المتحدث باسم "البنتاجون"، جوناثان هوفمان إن إسبر "أوضح" لنظيره التركي خلال المكالمة أن الولايات المتحدة تعارض التوغل، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية.

من جانبها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم، إن الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب تعرض  لضغوط متزايدة، من داخل إدارته وخارجها، لاتخاذ إجراءات استجابة لهجوم تركيا في شمال سوريا، وسط خلافات واضحة في الرأي حول ما ينبغي القيام به، موضحة: قال ترامب أمس الخميس على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "يريد البعض منا أن نرسل عشرات الآلاف من الجنود إلى المنطقة وبدء حرب جديدة من جديد"، بينما قال آخرون: "قفوا ودعوا الأكراد يخوضون معاركهم الخاصة. أقول إن ضرب تركيا بشدة مالياً بالعقوبات إذا لم تلتزم بالقواعد".

من جانبه، ندد مجلس الشعب السوري، اليوم، بأشد العبارات بالعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أنه يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف والاتفاقيات والقانون الدولي وخرقاً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد على احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، مشددا في بيان، على أن العدوان سيبوء بالفشل كما فشلت كل المخططات التركية والأمريكية والصهيونية خلال السنوات الماضية حيث لن تستطيع أي قوة في العالم النيل من سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكداً تصميم السوريين على التصدي له بكل الوسائل وتعرية أهدافه، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وأشار مجلس الشعب السوري، إلى أن العدوان حلقة من حلقات التآمر والتنسيق بين النظام التركي والإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني على سورية الذي بدأ منذ أكثر من ثماني سنوات حيث كانت تركيا ولا تزال ساحة لنسج المخططات الدنيئة ضد وطننا، وتمول وتدرب وتسلح وترسل الإرهابيين إلى سورية لنشر القتل والدمار،  موضحا أن العدوان يؤكد الدعم الدائم وغير المحدود من قبل النظام التركي للتنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة، ودعا المجلس، جميع البرلمانات والمنظمات الدولية والإقليمية إلى إدانة هذا العدوان الغاشم والسافر بكل أشكاله.

وخاضت  قوات "سوريا الديموقراطية"،  المعروفة اختصارا باسم "قسد"، اشتباكات عنيفة ضد القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرق سوريا، في محاولة لصدّ هجوم بدأته أنقرة قبل يومين وأجبر عشرات آلاف المدنيين على النزوح، وقال مصدر في القوات من داخل بلدة رأس العين الحدودية لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": "تحاول القوات التركية الهجوم من محاور عدّة لكسر خطوط دفاعنا لكن قواتنا تتصدى لها".

وأشارت "فرانس برس"، إلى دخول  مجموعات من فصائل سورية موالية لأنقرة  في وقت سابق، اليوم، إلى أطراف رأس العين من الجهة التركية، مضيفة أن سحباً من الدخان تصاعدت من البلدة بينما يمكن سماع أصوات رشقات وقصف مدفعي تزامناً مع تحليق الطيران.

من جانبه، قال رامي عبدالرحمن مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقره العاصمة البريطانية "لندن"، إن اشتباكات عنيفة بين الطرفين تركزت على جبهات عدّة في الشريط الحدودي الممتد من رأس العين "الحسكة" حتى تل أبيض "الرقة"، تزامناً مع قصف مدفعي كثيف وغارات تركية متفرقة، فيما أحصى المرصد مقتل سبعة مدنيين بالنيران التركية، اليوم،  لترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين منذ بدء الهجوم إلى 17 مدنياً، بينما قتل 41 من قوات "سوريا الديموقراطية" في حصيلة جديدة.

وغداة سيطرة الجيش التركي والفصائل على 11 قرية حدودية، تمكنت "قسد"، وفق المرصد، من استعادة السيطرة على قريتين ليلاً، وقال مدير "المرصد السوري"، إن  هذه القوات، تستخدم "أنفاقاً وتحصينات بنتها قرب الحدود لشن هجمات مضادة وإعاقة تقدم" خصومها.

بدورها، أعلنت أنقرة في وقت سابق، اليوم، مقتل أول جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين خلال المواجهات، غداة مقتل سبعة مدنيين بينهم رضيع سوري، وإصابة نحو 70 بجروح في قذائف سقطت على بلدات حدودية في محافظتي شانلي أورفا ومردين، اتهمت السلطات مقاتلين أكراد بإطلاقها، وقالت وزارة الدفاع التركية إن العملية العسكرية "تجري كما هو مخطط لها".

 

 

 


مواضيع متعلقة