بريد الوطن.. رسائل السكينة وراحة البال

بريد الوطن.. رسائل السكينة وراحة البال
عندما تمرق عبر الطرق الزراعية وسط الحقول سريعاً ستعانق عيناك الأراضى الخضراء الممتدة على مدى الأفق الرحب، وتصلك نسائم البسمات والراحة النفسية وتكتمل هذه الراحة بمشهد محبب إلى النفس، فلاح يصلى بجوار شجرة أو عشة من البوص اليابس القديم، وإلى جواره قلة «قناوى»، وهذا الرجل يعطى انطباعاً بالسكينة وراحة البال التى يبحث عنها الناس ويتمنونها، ورغم أن هذا الرجل قد تعترى حياته مشكلات كثيرة، وأنه ككل الناس يعيشون الحياة بحلوها ومرها، ولكننا دائماً نتصور أن مشكلاتنا لا تمنحنا حياة وثيرة، وأن مشكلات المدينة تفوق كل مشكلات الآخرين، وقد نعتقد أن هذا الفلاح لا توجد عنده مشكلات، فهو يزرع جميع الخضراوات والأرز والقمح والفاكهة ويربى الطيور والماشية فهو لا يحتاج أن يشترى أى شىء، وهذا اعتقاد غير واقعى بالطبع فمشكلات الفلاح الآن أكثر عمقاً: أهمها بعد المسافات بين أبنائه والمدارس والجامعات، وبعد المستوصفات والمستشفيات، والطرق ذات الحفر، والمطبات الضيقة ومقاومة الآفات الزراعية وأمراض النبات ومشاكل المبيدات والنقل ومياه الرى وغيرها من المشكلات، وكل عمل له مشاكله بالطبع، ونحن بصدد السكينة وراحة البال التى يتمناها الناس أجمعون، ولكن يصعب الوصول إليها، فكل منا يعبد الله فى المحراب أو فى عمله وإيمانه فى قلبه، وهذا الإيمان هو وقوده لحرصه وإصراره على نجاحه فى رسالته فى الحياة، وأن نصيبه من السعادة وراحة البال لا تكتمل إلا من عند الله.
أحمد حمزة نمير
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com