مصر تتبنى إنشاء أكاديمية أفريقية لـ"زراعة القوقعة"

كتب: مريم الخطرى

مصر تتبنى إنشاء أكاديمية أفريقية لـ"زراعة القوقعة"

مصر تتبنى إنشاء أكاديمية أفريقية لـ"زراعة القوقعة"

أعلن الدكتور فتحى عبدالباقى، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، ورئيس الجمعية المصرية لزراعة القوقعة، أن «مصر تتبنى إنشاء أكاديمية الاتحاد الأفريقى لزراعة القوقعة فى الدول النامية، فى إطار دور مصر الريادى بالقارة، بعد توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولى الخامس لجراحات زراعات القوقعة بالدول النامية، الذى تستضيفه مصر هذا العام، بعد أن استضافته جنوب أفريقيا العام الماضى».

وأضاف «عبدالباقى»، خلال مؤتمر الإعلان عن انطلاق المؤتمر الدولى، الذى تنظمه الرابطة الدولية لزراعة القوقعة بالدول النامية والجمعية المصرية بعد غد، بحضور 65 خبيراً ومتحدثاً من 30 دولة، بخلاف الخبراء المصريين، ومن المقرر عرض تجربة مصر، أن القوقعة الطبيعية تكون كاملة النمو عند الولادة، أما بالنسبة للجزء الذى يتم إدخاله فيها، فقد صُمم بطريقة بحيث يتحمّل نمو الجمجمة بعد الولادة، والجزء الخارجى منه قابل للتطوير، موضحاً أن موانع إجراء عملية زراعة القوقعة تتمثل فى عدم وجودها، أو عدم وجود العصب الثامن الخاص بالسمع.

متخصّصون: استكمال لنجاح مبادرة "الإعاقة السمعية"

وأوضح أن إنشاء الأكاديمية الأفريقية لزراعة القوقعة فى الدول النامية يأتى لتعميم تجربة مصر الناجحة بعد إطلاق المبادرة الرئاسية للكشف عن ضعف وفقدان السمع للمواليد الجُدد، التى تشمل المسح السمعى الإجبارى لكل المواليد والعلاج وزراعة القوقعة مجاناً للأطفال حال احتياجهم لها، مؤكداً أهمية المبادرة، للحفاظ على سلامة النشء والأجيال القادمة، فبموجبها سيصبح المسح السمعى لحديثى الولادة من سن يوم إلى 28 يوماً إلزامياً، وسيتم تسجيل هذا الإجراء بشهادة الميلاد الخاصة بالطفل، مثل التطعيمات لدى حديثى الولادة، وسيساعد هذا النظام على تسجيل بيانات كل الأطفال، مما يتيح عمل إحصائية دقيقة لحالات ضعف السمع بمصر، وتتيح متابعة الطفل حتى يتم تأهيله.

وأكد الدكتور عادل خليفة، أستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب بجامعة طنطا، وسكرتير الجمعية، أن نحو 466 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من فقد السمع المُسبّب للعجز، منهم 34 مليون طفل، وثلث المصابين بضعف السمع من سكان الدول النامية، حيث إن نسبة الإعاقة السمعية 3 حالات لكل 1000 من حديثى الولادة عالمياً، وتزيد بمصر.

"خليفة": 4 آلاف طفل يحتاجون لزراعتها فى مصر سنوياً

وأوضح «خليفة» أن 4 آلاف يحتاجون إلى زراعة قوقعة سنوياً فى مصر، مشيراً إلى أن تكلفة جهازها مرتفعة وتصل إلى 200 ألف جنيه، لكن الدولة استطاعت توفيره بـ130 ألف جنيه تتحمّلها كاملة، كما أن عقود الصيانة الجديدة تُلزم الشركات بالصيانة 5 أعوام، لافتاً إلى أن الدول النامية تواجه الكثير من المشكلات والتحديات فى زراعة القوقعة، وهى اقتصادية؛ كما توجد قوائم انتظار طويلة، مما يؤدى إلى الاضطرار إلى زراعتها فى أذن واحدة فقط لكل طفل.

وأوضحت الدكتورة أميرة الشناوى، أستاذ السمعيات، ورئيس وحدة زراعة القوقعة بكلية الطب بجامعة القاهرة، أن «الإعاقة السمعية هى رابع إعاقة على مستوى العالم، وتعد إعاقة مخفية، لا تظهر فى بداية الولادة، لكن الاكتشاف المبكر يسهم بشكل كبير فى الحد منها، لكن هناك مجموعة من الإرشادات للأم لتُحدد مدى إصابة طفلها بضعف السمع من خلال ملاحظتها أنه لا يظهر رد فعل للأصوات حوله قبل ثلاثة أشهر، ولا يستجيب لاسمه، ولا تظهر ردود فعل ثابتة للأصوات حوله، ولا يستطيع تحديد اتجاه الصوت، ولا يدير عينه عند سماع الأصوات عند عمر 4 - 6 أشهر، وفى حال ظهور هذه الشكوك والملاحظات، يجب الإسراع فى الكشف».

"الشناوى": إهمال المتابعة والرعاية الطبية فى فترة الحمل أهم أسباب الإصابة

وأرجعت «أميرة»، أسباب انتشار ضعف السمع فى الدول النامية ومصر إلى عدم لجوء البعض للرعاية الطبية والمتابعة أثناء وبعد الحمل، وتناول العقاقير والأدوية أثناء الحمل دون الرجوع إلى الطبيب والإصابة بالحصبة الألمانى وبعض الأمراض المزمنة أثناء الحمل، وانتشار الزواج بين الأقارب، خاصة فى صعيد مصر والدلتا والالتهابات والعدوى، والحمى الشوكية، والضوضاء.

وأشارت أستاذ السمعيات، ورئيس وحدة زراعة القوقعة بكلية الطب بجامعة القاهرة، إلى «أن قرار زراعة القوقعة الإلكترونية يُعد الحل الأخير بعد التأكد من عدم مناسبة أىٍّ من سماعات الأذن العادية للمرضى المصابين بضعف سمعى حسى شديد إلى كامل (شديد جداً)، والذين لم يستفيدوا من السماعات العادية بأى صورة من صورها، وتبدأ عملية زراعة القوقعة من سن عام أو أكثر، ويُفضّل أن تتم قبل عمر 5 سنوات للطفل».


مواضيع متعلقة