ماذا تعني إحالة قضية الطفلة جنة وأماني إلى المحاكمة العاجلة؟

كتب: دينا عبدالخالق

ماذا تعني إحالة قضية الطفلة جنة وأماني إلى المحاكمة العاجلة؟

ماذا تعني إحالة قضية الطفلة جنة وأماني إلى المحاكمة العاجلة؟

بعد أنَّ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب تجاه واقعة تعذيب الشقيقتين جنة وأماني، بالحرق في مناطق متفرقة بالجسم والأعضاء التناسلية، ووفاة الأولى متأثرة بجراحها على يد جدتها، أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، بإحالة المتهمة صفاء عبدالفتاح عبداللطيف، إلى محاكمة عاجلة بمحكمة الجنايات لضربها وتعذيبها أحفادها.

جاء ذلك، بعد أنَّ أمرت النيابة العامة بشربين بمحافظة الدقهلية، بإخلاء سبيل 5 من المتهمين بتعذيب الطفلة جنة محمد سمير، 5 سنوات، ابنة قرية "بساط كريم الدين" في شربين، التي توفيت متأثرها بجراحها.

قرار النائب العام بإحالة القضية للمحاكمة العاجلة، يأتي لتسريع الإجراءات بدلًا من سيرها بطريقة روتينية داخل النيابة والمحكمة، وفقًا للدكتور نبيل سالم، موضحًا أنَّها لا تنص على أي إجراءات محددة أو تختلف العقوبات الصادرة بها.

وأوضح "سالم"، لـ"الوطن"، ذلك القرار متاحًا للنائب العامة من أجل حماية المجني عليهم، واستجابة للرأي العام المثار بشدة حول تلك القضية، لسرعة رد حقوق الأطفال.

 

بعد اعتراف الجدة بتعذيب الشقيقتين.. هل يتم تخفيف عقوبتها الجنائية؟

وفي السياق نفسه، أكّدت تقارير الطب الشرعي إصابة الطفلة جنة بحروق نارية من الدرجات الثلاث بالظهر ومناطق عفتها وكدمات حول كاحلها الأيمن، وثغريمها نتيجة تقييدها بقوة وأن الإصابات جرت خلال فترات زمنية متتابعة؛ تؤكّد الاعتياد والتكرار بقصد التعذيب، وأن الوفاة وقعت بسبب تلك الإصابات ومضاعفتها التي أدت إلى فشل في وظائف جسمها وانتهى بهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية.

كما ثبت لأطباء الطب الشرعي إصابة الطفلة الثانية بحروق نارية من الدرجتين الأولى والثانية بمواضع عفتها وكدمات بأنحاء مختلفة من جسدها نتيجة التعدي بأدوات صلبة، واعترفت الجدة المتهمة بضربها وحرقها لحفيدتيها باستخدام أدوات صلبة وادعت أنَّ ذلك الإيذاء البدني كان لتربيتهما.

وقال نبيل سالم أستاذ بالقانون الجنائي في كلية الحقوق جامعة عين شمس، إنَّ اعتراف الجدة لن يخفف من عقوبتها القانونية، وإنما يدعم مسؤوليتها الجنائية تجاه التهم الموجهة إليها، في التحقيقات وبيانات النيابة، وهو ما يعني استمرار العقوبات المتوقعة تجاه تلك القضية.

القتل العمد وضرب أدى إلى عاهة مستديمة وموت.. تهم تواجهها الجدة

وتواجه الجدة تهمة ضرب أدى إلى موت في حالة الطفلة "جنة"، الذي يعتبر جناية وتكون عقوبته السجن المشدد من 3 إلى 15 عامًا، بالإضافة لإمكانية توجيه تهمة القتل العمد، كونها أٌقدمت على تعذيب الطفلة بالكي في مناطق حساسة مع سبق الإصرار والترصد، لمعرفتها أن الحرق وسيلة من وسائل القتل لا سيما في الأعضاء التناسلية كونه يسبب صدمة عصبية تؤدي للوفاة، وفي هذه الحالة تكون عقوبتها الإعدام، وفقا للأستاذ بالقانون الجنائي في كلية الحقوق جامعة عين شمس.

وفي المادة رقم 267، نص قانون العقوبات على عقوبة هتك العرض، وتضمنت: "من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد ويعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجني عليها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادمًا بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة".

كما نصت المادة 230 على أنَّ "كل من قتل نفسا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام"، بينما تضمنت المادة 241 أن "كل من أحدث بغيره جرحا أو ضربا نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية مدة تزيد على 20 يوما يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين أو بغرامة، أما إذا صدر الضرب أو الجرح عن سبق إصرار أو ترصد أو حصل باستعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى فتكون العقوبة الحبس".

وأضاف أستاذ القانون الجنائي، أنَّ تلك الجرائم ترتبط معًا، لذلك يتم توقيع العقوبة الأشد، وفقا للمادة 32 من قانون العقوبات التي تنص على أنَّه: "إذا كان للفعل الواحد جرائم متعددة وجب اعتماد العقوبة الأشد دون غيرها، وإذا وقعت عدة جرائم لغرض واحد وكانت مرتبطة ببعضها بحيث لا تقبل التجزئة، وجب اعتبارها كلها جريمة واحدة والحكم بالعقوبة المقررة لأشد تلك الجرائم".

أما في حالة الشقيقة الكبرى أماني، التي تعرضت أيضًا بدورها للتعذيب بالكي، فينطبق عليها عقوبة ضرب أدى إلى عاهة مستديمة، التي تكون عقوبتها السجن المشدد لـ15 عاما كحد أقصى، على أن تكون العبرة بالعقوبة الأشد، وفقًا للمواد السابقة حسب الخبير القانوني، مشيرًا إلى أنَّ القاضي يرتكز على قانوني الطفل والعقوبات في حكمه.

 

 

ولفظت الطفلة جنة أنفاسها، اليوم، بعد أن تعرضت للتعذيب على يد جدتها، ما أدى لإصابتها بكدمات وحروق متفرقة في مختلف الأماكن بالجسم، وتوفيت بعد فترة من عدم الاستقرار في حالتها الصحية وإجراء بتر لساقها اليسرى منذ يومين، ونقلها إلى العناية المركزة.

وأودعت النيابة الطفلة أماني محمد سمير بدار رعاية اجتماعية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير بيئة ملائمة لها صحيا ونفسيا، وأفاد بيان النائب العام بأن النيابة العامة حققت فيما أثير بشأن وقوع اعتداء جنسي على الطفلتين ونفت التحقيقات صحة ذلك حيث أكدت تقارير الطب الشرعي خلو جسد الطفلتين مما يشير إلى تعرضهما لأي اعتداءات جنسية، وناشدت النيابة العامة المواطنين بالتدقيق في كل ما ينشر وعدم تداول أخبار دون التأكد من صحتها لما لذلك من ضرر على السلم العام.


مواضيع متعلقة