بعد وفاة الطفلة جنة.. لماذا قررت النيابة إيداع شقيقتها أماني دار رعاية؟

02:27 م | الأحد 29 سبتمبر 2019

بعد وفاة الطفلة جنة، 4 أعوام، متأثرة بجروحها نتيجة تعذيبها بمناطق متفرقة في جسدها والأعضاء التناسلية، لتتحول لقضية شعبية ضخمة، بتوجيه الاتهامات لأسرة والدتها، من جدتها وزوجها ووالدتها، فجّر والدها محمد سمير، مفاجأة بأن نجلته الكبرى أماني، 6 أعوام، تعاني من الحروق ذاتها.

وأثبت التقرير الطبي المبدئي بمستشفى شربين المركزي في محافظة الدقهلية، عقب توقيع الكشف على الطفلة أماني محمد سمير، وجود: "آثار حريق في مناطق حساسة (العضو التناسلي)، وتبين أنَّ غشاء البكارة سليم تماما، ويلزم عرضها على الطب الشرعي للبت في الأمر".

وعقب صدور الكشف الطبي، قررت نيابة شربين بمحافظة الدقهلية، إيداع الطفلة أماني، شقيقة الطفلة المتوفاة "جنة" في إحدى دور الرعاية، بعد حبس جدتها لأمها 15 يوما على ذمة التحقيقات.

قانوني: قرار النيابة صدر من أجل توفير حماية آمنة للطفلة

وفسّر الدكتور نبيل سالم أستاذ القانون الجنائي، ذلك القرار، بأنَّ النيابة أصدرته من أجل مصلحة الطفلة، باعتبار أن أهلها غير آمنين عليها ويعرضون حياتها للخطر، لاسيما بعد التعذيب التي تلقته على يد أهل والدتها.

وأضاف "سالم"، لـ"الوطن"، أنَّ القرار يُعني تطبيقًا لقانون الطفل، مبينًا أنَّه يعد نافذًا بقرار النيابة لحين تأكيده بقرار من المحكمة المختصة التي تنظر القضية، والذي يوفر نوع من الرعاية والحماية القانونية الشاملة للأطفال في مصر، في ظل تعذيب أسرة الأم وعدم قدرة أسرة الأب الفاقد لبصره.

ونص قانون الطفل، في الباب الثامن الخاص بالمعاملة الجنائية للأطفال، في مادته 96، على أنَّ "يعد الطفل معرضا للخطر، إذا وجد في حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له، و ذلك في أي من الأحوال الآتية"، ومن بين تلك الحالات: "إذا تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، إذا كانت ظروف تربيته في الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر أو كان معرضاً للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد، وإذا تعرض داخل الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها للتحريض على العنف أو الأعمال المنافية للآداب أو الأعمال الإباحية أو الاستغلال التجاري أو التحرش أو الاستغلال الجنسي أو الاستعمال غير المشروع للكحوليات أو المواد المخدرة المؤثرة على الحالة العقلية، ةإذا لم يكن للطفل وسيلة مشروعة للتعيش و لا عائل مؤتمن" .

فيما تضمنت المادة 107، على أنَّ: "يكون إيداع الطفل في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأحداث التابعة للوزارة المختصة بالشؤون الاجتماعية أو المعترف بها منها، فإذا كان الطفل معاقاً يكون الإيداع في معهد مناسب لتأهيله، ولا تحدد المحكمة في حكمها مدة للإيداع، و يجب على المحكمة متابعة أمر الحدث عن طريق تقرير تقدمه المؤسسة التي أودع بها الطفل كل شهرين على الأكثر لتقرر المحكمة إنهاء التدبير فوراً أو إبداله حسب الاقتضاء على أن تراعى أن يكون الإيداع لأقصر فترة ممكنة، وفي جميع الأحوال يتعين ألا تقضى المحكمة بتدبير الإيداع إلا كملاذ أخير، وفي جميع الأحوال ، يجب ألا تزيد مدة الإيداع على 10 سنوات في الجنايات و5 سنوات في الجنح".

وكانت الطفلة جنة توفيت أمس، بعد اكتشاف آثار التعذيب عليها في مناطق حساسة من جسمها، وبتر الساق اليسرى لها بعد إصابتها بغرغرينا، وشيّعها أهالي القرية في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف، فيما أمرت محكمة شربين بحبس جدة الطفلة 15 يومًا على ذمة التحقيقات لاتهامها بتعذيبها.

وأعلن الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، اليوم، سبب وفاة الطفلة جنة محمد سمير حافظ 5 سنوات، ابنة قرية بساط كريم الدين، أنه نتيجة توقف عضلة القلب متأثرة بإصاباتها داخل العناية المركزة بمستشفى المنصورة الدولي "العام الجديد"، وجرى نقل جثتها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة.

وكان اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطاراً من العميد سامي الحديدي، مأمور مركز شربين ببلاغ مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة ومقيمة طرف جدتها للأم بقرية "بساط كريم الدين"، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلى الأيسر، وآثار حروق بالظهر وبمناطق متفرقة من الجسم وجرى تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد "الدولي" لاستكمال العلاج.

وانتقل الرائد محمد الأرضي، رئيس مباحث المركز، إلى مكان الواقعة، وبسؤال جد الطفلة لوالدها ويدعى "س. ح" ـ 55 سنة، اتهم في محضر الشرطة، جدة الطفلة لوالدتها وتدعى "صفاء ع. ع"، 41 سنة، ربة منزل، بالتعدي عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة، وكي الطفلة بعد تبولها لا إراديا.