غضب في القرى المتضررة من "السيول" بأسيوط بسبب عدم وصول تعويضات حكومية
حالة من الغضب انتابت سكان أهالي القرى المنكوبة بمركز البداري في أسيوط، والتي دخلتها السيول، اعتراضًا على عدم وصول تعويضات سريعة، بالإضافة إلى عدم تقديم مساعدات حكومية للأهالي الذين دخلت المياه منازلهم وارتفعت إلى أكثر من متر تقريبًا، منتقدين عدم تقديم ما يليق بالموقف وعدم استعداد الأجهزة التنفيذية لمواجهة ما حل بمنازلهم والتي تضررت بشكل كبير.
وقال الأهالي إن "المحافظ جاء ليشرّفنا بوجوده ولكن دون جدوى لعدم تقديم ما يناسب الوضع الحالي بعد أن استمر انقطاع الكهرباء عنهم لمدة 48 ساعة في قرية العتمانية بسبب تعرّض المحوّلات الكهربائية للتلف وتوقّف جميع الخدمات وقيام الأهالي بمغادرة بيوتهم التي ما زالت المياه بداخلها".
وقال عبدالناصر حسين إن "المياه اقتلعت الأشجار من مكانها والمياه دخلت المنازل وجرّفت معها كثيرًا من الأمتعة، والمياه والكهرباء ما زالت مقطوعة، وحتى الآن لا توجد خطوة حقيقية ولا سيارة كسح لنزح المياه التي احتلت البيوت".
وأضاف حسين أن "الاجهزة التنفيذية لم تكن لديها المعدات الكافية لمواجهة هذا السيل، لدرجة أن مياه السيول ارتفاعها حاليًا أكثر من متر بمدرسة عزبة سالم الإعدادية، بقرية العتمانية بنين، والموقف تأخّر فيه المسؤولون لعدم وجود القدرة والإمكانيات على مواجهته".
وقال حسن محمد، مهندس زراعي، إن "الجيش أبلغنا بانهيار سدود مخر السيول قبل ساعتين من انهياره ولكن تأخّر الأجهزة التنفيذية بالتحرك وعدم وجود إمكانيات لدى مجلس المدينة، هو ما زاد من سوء الموقف تمامًا، وكنا نتمنى أن تتحرّك الأجهزة سريعًا، لإنقاذ الأهالي.
ووجّه عقيل إسماعيل انتقادًا لجولة المحافظ التي لم تشمل قرية العتمانية، أكثر القرى تضرراً وانقطاعاً لمياه الشرب والكهرباء والتي تضررت محولاتها، وذهابه لقرى أقل ضرراً مثل قرية النواورة، كما انتقد عدم صرف أي تعويضات للأهالي الذين غرقت امتعتهم، مشيراً إلى أن تشكيل لجنة يعني أنه يكون كل شيء قد انتهى، وأن المحافظة سترى ما يمكن تقديمه من خلال اللجنة.
وحذّر عقيل من أزمة تصحّر الأرض بسبب المياه التي هبطت على الأراضي الزراعية من مخرات السيول، قائلاً: "20 ألف فدان سيأكلهم التصحر ما لم يتم غمرهم بمياه عزبة نظيفة من مياه النيل، فعادة بناء الطمية الزراعية، لأن المياه الهابطة من الجبال ستصيب الأرض بالتصحر ولا نستطيع زراعتها خلال سنوات، والحل أن يتم لها عمل ما تم في سيناء عقب إصابتها بالسيول وغمرها كلها بمياه عذبة".