بريد الوطن| بين الإقناع وإطالة الحديث

بريد الوطن| بين الإقناع وإطالة الحديث
قد يستمر حديث البعض لعدة ساعات متواصلة بهدف إقناع الطرف الآخر بشىء أو فكرة معينة وعند انتهاء الحديث قد يكون رد فعل الطرف المستمع جملة واحدة «أنا غير مقتنع» فيغتاظ جداً المتحدث لأنه يريد أن يستمع إلى جملة واحدة فقط وهى «لقد أقنعتنى بالفعل برأيك» وكأنه كان تحدياً أو معركة وعليه الفوز بها.
هناك فهم مغلوط يربط بين مدة الحديث وبين ضرورة اقتناع الطرف الآخر بالأمر، فإطالة الحديث ربما لا تكون فى صالحك ولكنها قد تعبر عن محاولة إقناعه بالإجبار أو الفوضى وعدم ترتيب الأفكار وطرحها بشكل غير لائق، وربما قد يصاحب الإطالة أيضاً تكرار الجمل والأفكار أكثر من مرة بشكل يثير الشك وينقل للمستمع شعوراً بعدم الراحة تجاهك حتى وإن كنت على حق.
قد نكون أيضاً على صواب ولا نستطيع إقناع الطرف الآخر بالأمر كنتيجة لعدم تقديره للأمور أو لقناعات خاطئة فى طريقة تفكيره، وهنا أيضاً لا داعى لإطالة الحديث بلا جدوى، وعلينا فى جميع الأحوال الالتزام بقواعد الإقناع الصحيحة، التى تتمثل فى توضيح الأفكار بطريقة مبسطة نحترم فيها عقل المستمع مع ترك الحرية له للتعبير عن ما بداخله.
وأخيراً علينا تذكر المعادلة الأقوى للتأثير والإقناع وهى أن نحذر باستمرار من الإطالة المُملة أو الاختصار المُخل.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com