عضو "الوطني الفلسطيني": "نتنياهو" أصيب بـ"هستيريا" ويريد أن يشكل الحكومة مهما كان شكلها

كتب: محمد الليثى

عضو "الوطني الفلسطيني": "نتنياهو" أصيب بـ"هستيريا" ويريد أن يشكل الحكومة مهما كان شكلها

عضو "الوطني الفلسطيني": "نتنياهو" أصيب بـ"هستيريا" ويريد أن يشكل الحكومة مهما كان شكلها

قال الدكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، عضو المجلس الوطنى الفلسطينى، إن هزيمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فى انتخابات الكنيست الأخيرة تعد أكبر الهزائم فى حياته، مشيراً إلى أن عهد ومرحلة نتنياهو انتهت، وأضاف «أبوسمرة» فى حوار لـ«الوطن»، أن نتنياهو حاول توريط الكيان الصهيونى فى حرب جديدة ضد غزة كمحاولة منه لتأخير استحقاق الانتخابات، وقام بعملية خداع للقيادات الأمنية والعسكرية الصهيونية بعقد اجتماع للكابينت، إلا أنه فشل فى النهاية.. وإلى نص الحوار:

بعد مؤشرات نتيجة الانتخابات الإسرائيلية.. هل ترى أن عهد «نتنياهو» انتهى بعد 13 عاماً فى منصبه؟

- صحيح، باعتقادى أن عهد الإرهابى بنيامين نتنياهو قد انتهى بالفعل، والكيان الصهيونى سيدخل عهداً جديداً بفوز حزب الجنرالات «أبيض أزرق»، هذا الحزب الذى لا يتعدى عمره الستة أشهر، والذى تمكن من هزيمة الحزب التاريخى فى الكيان الصهيونى، «الليكود».

مصير "مناحم بيجن" بعد اجتياح لبنان ينتظر "نتنياهو" بعد سيناريو الانتخابات الأخير وحالة تفسخ يعيشها معسكر اليمين الصهيونى

وما تعليقك على دعوة «نتنياهو» لـ«جانتس» إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.. لماذا اضطر نتنياهو إلى ذلك؟

- «نتنياهو» دخل مرحلة الهستيريا، وهو كل ساعة أو عدة ساعات يدلى بتصريح مختلف عن سابقه، فقد هدد بانتخابات جديدة للمرة الثالثة، ثم دعا جانتس بعدها للقاء عاجل وتشكيل حكومة وحدة، ولكنه فى الواقع يسابق الزمن لكى يبقى رئيساً للوزراء، ولا يهمه شكل ونوع الحكومة حتى لو حكومة حمقى أو مجانين أو عسكر أو أى شىء آخر، فهو شخص أنانى متعجرف، ومن الواضح أن نتائج الانتخابات سببت له القلق والهوس والاضطراب، وعندما يفقد منصبه كرئيس للوزراء عدا عن دخوله السجن بتهمة الرشوة والفساد، سيصاب بالاكتئاب، وقد يصاب بالجنون، والانطواء، مثلما حدث مع معلمه من قبل «مناحيم بيجن»، عقب اجتياح لبنان عام 1982.

هل أدرك الناخب الإسرائيلى أخيراً ألعاب نتنياهو قبيل كل انتخابات؟

- من الواضح أن الناخب الصهيونى عاقب نتنياهو، وأعطى كافة خصومه السياسيين والقوميين العدد الكبير من الأصوات، حيث صوَّت لحزب الجنرالات بـ33 مقعداً وللقائمة العربية المشتركة بـ13 مقعداً، ولخصمه اللدود إيهود باراك وحزبه الجديد المعسكر الديمقراطى بستة مقاعد، وأسهم فى إحياء حزب العمل وإنعاشه ومنحه ستة أو سبعة مقاعد، وكذلك منح حزب شاس المعارض لنتنياهو نحو تسعة مقاعد، وكذلك الحال مع حزب إسرائيل بيتنا الذى يتزعمه الخصم اللدود لنتنياهو، ليبرمان، بثمانية أو تسعة مقاعد.

د. محمد أبوسمرة: رئيس وزراء إسرائيل المهزوم حاول دفع الأمور نحو عملية عسكرية ضد غزة وفشل

ولماذا لم ينجح كارت «الحرب مع غزة» فى هذه الانتخابات الذى طالما لعب به نتنياهو؟

- حاول نتنياهو أن يورط الكيان الصهيونى فى حرب جديدة ضد غزة لتأخير استحقاق الانتخابات، وقام بعملية خداع للقيادات الأمنية والعسكرية الصهيونية بعقد اجتماع للكابينت، دون مشاركة أى من القيادات الأمنية والعسكرية، واتخذ قراراً من الكابينت بشن حرب ضد القطاع قبيل الانتخابات بهدف تأخير الانتخابات، وحاول الالتفاف على القيادات العسكرية والأمنية، ولكن القيادات العسكرية والأمنية عارضوا شن الحرب وتوجهوا إلى مراقب الدولة، والمستشار القضائى للحكومة، الذى قام بدوره بمنع نتنياهو من شن هذه الحرب، وما حدث فى هذا الشأن أن نتنياهو حاول منتصف الأسبوع قبل الماضى، دفع الأمور نحو عملية عسكرية ضد قطاع غزة، وأجرى مشاورات هاتفية بين أعضاء المجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية (الكابينت)، دون مشاركة قادة الأجهزة الأمنية، مثل الجيش والشاباك، وتقرر خلال المشاورات شن العملية العسكرية، لكن المستشار القضائى للحكومة، أفيحاى مندلبليت، نجح فى منع هذه العملية التى كان متوقعاً أن تتطور إلى حرب واسعة، وتأجيل انتخابات الكنيست.

وفى محاولة منه لكسب أصوات أكبر عدد ممكن من ناخبى اليمين الصهيونى المتطرف، أعلن نتنياهو ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت إلى الكيان الصهيونى، فى حال تشكيله للحكومة الصهيونية المقبلة، لكن قادة الأجهزة الأمنية عارضوا ذلك.

الساحة السياسية الإسرائيلية تعيش "زلزال"

وكيف ترى المشهد السياسى فى إسرائيل الأيام المقبلة؟

- الساحة السياسية فى الكيان الصهيونى تعيش ما يشبه آثار الزلزال عقب النتائج الأولية للانتخابات، وقد تم فرز قرابة 99% من بطاقات الناخبين، وبات من المؤكد فوز «أبيض أزرق» (كاحول لافان) بـ33 مقعداً، والقائمة العربية المشتركة بـ13 مقعداً، وهذا يعنى أنها ستتزعم كتلة المعارضة فى الكنيست، بينما «الليكود» فاز بـ31 مقعداً، ومن المتوقع أن يكلف رئيس الكيان الصهيونى، بناءً على توصيات الكتل النيابية لتشكيل الحكومة، وغالبية الكتل البرلمانية المعارضة لنتنياهو والليكود ضد إعطاء أى فرصة لنتنياهو أو الليكود ولكن ليس مستبعداً تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة جانتس، وعلينا أن ننتظر الإعلان النهائى للنتائج، ثم بعد ذلك نتحدث، ولكن من المهم الإشارة إلى حالة التفسخ فى معسكر اليمين الصهيونى.

إن الانقسام فى معسكر اليمين الصهيونى تم بسبب غطرسة نتنياهو، التى هزت صورة الكيان الصهيونى فى العالم، وبسبب هذه الغطرسة والأنانية، فقد عاقب الناخبون الصهاينة نتنياهو بالتصويت غير المسبوق لحزب الجنرالات، ما أدى إلى تفوقه على حزب الليكود التاريخى، بينما حزب الجنرالات أزرق أبيض الذى لا يتجاوز عمره ستة أشهر فهذا مؤشر واضح على حجم الانقسام فى معسكر اليمين الصهيونى، حيث خسرت المغالاة وتضخم الأنا عند نتنياهو، وظهرت القوة الأكثر عقلانية فى الكيان الصهيونى، ألا وهو الجيش القائد الحقيقى لدولة الكيان، ولكن التساؤل المهم الذى يبرز بانتظار النتائج النهائية للانتخابات: «هل ستكون لدى الجيش والجنرالات حلول عادلة أو مقبولة ومعقولة للقضية الفلسطينية؟

ما دور وتأثير القائمة العربية المشتركة عقب فوزها الكبير؟

- من المحتمل أن تشكل المعارضة العربية قوة مؤثرة فى الكنيست المقبل، حيث بلغت نسبة التصويت فى المجتمع العربى 60%، أى بارتفاع يصل 10% عن نسبة المشاركة فى انتخابات أبريل الماضى، حيث وصلت النسبة حينها إلى 49.2%، هناك رأى وموقف ما زال فى إطار التبلور لدى القائمة العربية المشتركة، وهو أن تكوِّن القائمة المشتركة شبكة أمان لحكومة برئاسة جانتس دون المشاركة فيها، بهدف إزاحة نتنياهو عن المشهد السياسى الإسرائيلى، رغم مرارة وصعوبة هذا الخيار.

وهناك رأى آخر يقول إن تشكيل حكومة وحدة بين جانتس ونتنياهو لا يضر «المشتركة» لكون النتيجة تذهب بالقائمة المشتركة لتزعم المعارضة فى الكنيست، خصوصاً أن حقبة حكم نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف كانت الأسوأ على الفلسطينيين فى الداخل الفلسطينى المحتل والقدس المحتلة وفى غزة والضفة على الإطلاق.

وتشير نتائج انتخابات الكنيست الصهيونى إلى احتمالات صعوبة تمكن أحد الحزبين الكبيرين من تشكيل حكومة مع حلفائه من نفس معسكره، حيث من المتوقع عدم حصول أى من المعسكرين على تصويت 61 عضو كنيست، ولذلك فإن أحد السيناريوهات المحتملة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التى تعصف بالكيان الصهيونى، وقد يرى الحزبان أن الفرصة مواتية للانقضاض على حقوق الشعب الفلسطينى وشطبها، مستغلين الفرصة التاريخية التى يوفرها الانقسام الفلسطينى، لتصفية حقوقنا وشطبها، وهذا يستدعى الاستجابة الفورية للجهود المصرية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وأن نتحد كفلسطينيين أحزاباً، وحركات وقوى لطى صفحة الانقسام السوداء، وإعادة الوحدة للنظام السياسى الفلسطينى وحماية حقوق شعبنا.


مواضيع متعلقة