الانتخابات الإسرائيلية.. انكسار "يمين نتنياهو"

كتب: محمد الليثى

الانتخابات الإسرائيلية.. انكسار "يمين نتنياهو"

الانتخابات الإسرائيلية.. انكسار "يمين نتنياهو"

هل انتهى عصر «بيبى»؟.. سؤال ربما أصبح حديث الشارع الإسرائيلى بعد مؤشرات هزيمته فى الانتخابات الإسرائيلية التى أجريت يوم الثلاثاء الماضى، التى ذهبت فى صالح «بينى جانتس»، رئيس الأركان الإسرائيلى السابق، وزعيم حزب «كاحول لافان» أى «أزرق أبيض»، على حساب زعيم حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، المعروف باسم «بيبى» فى الأوساط الإسرائيلية.

صدمة تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى سعى لكسر رقم مؤسس الكيان الصهيونى «ديفيد بن جوريون» فى سنوات حكم ورئاسة إسرائيل، بعد المؤشرات التى ذهبت فى صالح غريمه «جانتس» الذى تفوق عن حزب نتنياهو بمقعدين فى الكنيست، ما دفع «نتنياهو» إلى دعوة خصمه لتشكيل حكومة وحدة، ليرد الأخير بشرط أن يكون هو على رأس الحكومة، وليس نتنياهو.

قضايا فساد ورشاوى متعددة لـ«بيبى» وزوجته سارة ربما تنشط إلى حد كبير الفترة المقبلة بعد السقوط السياسى الذى صاحبه بالتبعية انخفاض فى شعبية زعيم الليكود الذى طالما لعب بكروت رابحة فى الماضى كشن الحروب على قطاع غزة، إلا أنها على ما يبدو لم تعد مفيدة وكان عليه أن يبحث عن تجديد.

"بيبى فى المصيدة": "جانتس" يُحرجه.. والعرب يعاقبونه.. وجولة ثالثة "محتملة"

ذهبت النتائج شبه النهائية للانتخابات الإسرائيلية إلى هزيمة ربما كانت مفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إلا أنها لم تكن مفاجأة لدى الشارع الإسرائيلى الذى اعتاد أساليب متكررة حشد بها «نتنياهو» الأصوات على مدار 13 عاماً تولى فيها زمام الأمور.

فضل «نتنياهو» الذهاب إلى انتخابات مبكرة لتحقيق الأغلبية فى أبريل الماضى، إلا أنه وبعد نجاحه «الضئيل» فى الاستمرار كرئيس للحكومة، لم ينجح فى تشكيل حكومته حتى تحدد إجراء انتخابات ثانية بعد 5 أشهر، إلا أن «مؤشر نتنياهو» آخذ فى الهبوط بعد النتائج شبه النهائية التى أفادت بأن حزب «الليكود» حصل على 31 مقعداً، بينما حصل «كاحول لافان» بقيادة رئيس الأركان الإسرائيلى السابق «بينى جانتس» على 33 مقعداً فى نتيجة لم تشمل 15 صندوقاً فقط لها وضع استثنائى يتعلق بنزاهة الانتخابات، وبعد فرز 99.8 من مجموع الأصوات.

«القائمة المشتركة» أصبحت القوة الثالثة فى الكنيست بعد حصولها على 13 مقعداً، يليها حزب «شاس» بـ9 مقاعد، و8 مقاعد لكل من «يسرائيل بيتينو» و«يهدوت هتوراه»، و7 مقاعد لـ«إلى اليمين»، و6 مقاعد لـ«العمل - جيشر» و5 مقاعد لـ«المعسكر الديمقراطى».

"انتخابات ثالثة"

وعلى الرغم من هزيمة «نتنياهو»، وعدم بدء المفاوضات الائتلافية بعد، فإن خيار الانتخابات الثالثة مازال قائماً، ووفقاً لما ذكره موقع «عرب 48»، فإن فرص النجاح التى قد يحظى بها أول المكلفين «بنيامين نتنياهو عن الليكود أو بينى جانتس عن كاحول لافان» من قبل الرئيس الإسرائيلى، راوبين ريفلين، بتشكيل الحكومة الجديدة، ضئيلة جداً، كما أن المجال أمام نجاح المكلف الثانى، يبدو أكثر ضيقاً.

وأضاف الموقع أن بوادر حلحلة تلوح فى الأفق، مع تسريبات الأحزاب عن استعدادها لتقديم تنازلات، غير أن تصريحات السياسيين الإسرائيليين، قد لا تتعدى كونها محاولة مبكرة منهم لإلقاء مسئولية جر المنظومة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات ثالثة كل على الآخر.

وفى الوقت الذى أعلن فيه ريفلين أنه سيشرع بالمشاورات مع الكتل البرلمانية حول تسمية عضو كنيست، ليتم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، لا يزال معسكر نتنياهو يقتصر على 55 مقعداً، عماده الكتلة اليمينية التى أعلن عن تشكيلها لخوض مفاوضات مشتركة («يهدوت هتوراه»، «شاس» و«يمينا»)، مضيفاً أن فرص جانتس تبقى معدومة إذا لم يتوصل لاتفاق مباشر ومستقل مع الحريديم، أو حتى إذا فشل فى دفع الليكود إلى لفظ نتنياهو خارجاً، فى ظل المعركة القضائية التى يقودها على خلفية ملفات فساد يشتبه بتورطه بها.

"جانتس" يُحرج "نتنياهو"

بعد إدراكه للهزيمة، دعا نتنياهو منافسه الرئيسى «جانتس» إلى أن يشكلا معاً حكومة وحدة، وقال «نتنياهو» إنه يفضل «تشكيل ائتلاف يمينى لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن»، مؤكداً أنه بذلك «لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين». وقال «نتنياهو»: «دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية، لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن»، مضيفاً: «دعوت جانتس اليوم إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة».

كاتب فلسطينى: نسبة مشاركة العرب فى الانتخابات زادت 10% و"نتنياهو" الأكثر تحريضاً ضدهم ونزع شرعية وجودهم

من جانبه، وافق رئيس كتلة «كاحول لافان»، بينى جانتس، على دعوة رئيس الحكومة، لكنه شدد على أن حكومة كهذه ينبغى أن تكون برئاسته وليس لرئاسة نتنياهو، وقال «جانتس»: «أريد تشكيل حكومة وحدة واسعة وليبرالية برئاستى، لتعبر عن رغبة الشعب وتعهداتنا الأساسية للجمهور، وسيتم توجيه المفاوضات من قبلى وستدار بمسئولية وبترجيح للرأى، ولن نستسلم لأى إملاء. ومن أجل تشكيل حكومة وحدة لا يأتون مع كتل سياسية».

وبقوله «حكومة ليبرالية»، يشير «جانتس» إلى عدم إشراك الحريديم فيها، وقصد بـ«الكتل السياسية»، خطوة نتنياهو بتحويل أحزاب اليمين والحريديم إلى جسم واحد يشكل المركب الأساسى فى حكومة برئاسته. وأضاف جانتس أن «الشعب حسم قراراً واضحاً، وكاحول لافان فاز بالانتخابات وهو الحزب الأكبر».

"نتنياهو والعرب"

الكاتب والروائى الفلسطينى «سهيل كيوان» يقول إنه لم يسبق لقائد سياسى صهيونى فى إسرائيل منذ قيامها، أن وصل إلى الحضيض الذى وصل إليه نتنياهو فى تحريضه ضد المواطنين العرب، موضحاً فى مقال له أن نتنياهو حرض على منافسيه من اليسار واليمين، وعلى وسائل الإعلام، ولكنه وجّه سهامه الأشدّ سُميّة إلى المواطنين العرب، من اتهامهم بالوقوف وراء الحرائق التى تشتعل فى الأحراش فى مختلف مناطق البلاد خلال أيام الصيف، الأمر الذى يعنى مزيداً من الكراهية للعرب والاعتداءات عليهم، ومضايقتهم فى الأمكنة العامة، والتمهيد إلى مزيد من القوانين العنصرية ضدهم، التى تهدف فى نهاية المطاف إلى حرمانهم من أدنى حقوق المواطنة، ثم نزع شرعية وجودهم فى وطنهم، لافتاً إلى أن حالة التصويت لـ«القائمة المشتركة» يوم الثلاثاء الماضى، وحصولها فى كثير من البلدات العربية على أكثر من 90% من أصوات العرب الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع، هى نِسبٌ غير مسبوقة أبداً، تخللها كَنْسٌ للأحزاب الصهيونية بشكل شبه تام فى معظم البلدات والقرى العربية الرئيسية.

"عرب 48": فرص "جانتس" تبقى معدومة إذا لم يتوصل لاتفاق مباشر ومستقل مع الحريديم أو إذا بقى "نتنياهو"

وأشار الكاتب فى مقال تحت عنوان: «هل نجح عرب 48 فى معاقبة نتنياهو؟» إلى أن العرب خرجوا إلى الصناديق بنسبة وصلت إلى 60% من أصحاب حق الاقتراع، وهى نسبة تزيد 10% على آخر انتخابات جرت قبل خمسة أشهر، لافتاً إلى أن كثيرين منهم وصلوا للتصويت نكاية بنتنياهو، ورداً على تحريضه، وهم يدركون أنهم لم ولن يكونوا جزءاً من أى حكومة تقوم بزعامة أى حزب من الأحزاب الكبيرة، سواء «الليكود» أو «كاحول لافان»، لأنهم يعرفون أن أى حزب من الأحزاب المتنافسة على السلطة لا يستطيع أن يشكل حكومة تعتمد على النواب العرب، فالهوة واسعة جداً فى الطرح السياسى للقضايا الجوهرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتعلّق أى حكومة بالعرب سيكون عبثياً ومناقضاً لطبيعة الأحزاب الصهيونية المتنافسة فى التنكر لحقوق الفلسطينيين.

أقرا إيضا

 

عضو "الوطني الفلسطيني": "نتنياهو" أصيب بـ"هستيريا" ويريد أن يشكل الحكومة مهما كان شكلها

 

 


مواضيع متعلقة