المركزي الكويتي: تقلبات الاقتصاد العالمي أبرز تحديات الصناعة المصرفية

02:31 م | الاثنين 23 سبتمبر 2019

قال محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد الهاشل اليوم، إنّ أوضاع وتقلبات الاقتصاد العالمي، وثورة التقنيات المالية الحديثة، والتغيرات المتسارعة في توقعات العملاء واحتياجاتهم، أبرز التحديات التي تواجه الصناعة المصرفية.

وأضاف في كلمته خلال فعاليات المؤتمر المصرفي العالمي "صياغة المستقبل"، الذي افتتح تحت رعاية أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، أنّ الصناعة المالية تقف على مفترق طرق، تحالفت عنده جملة من التحديات الداخلية والخارجية، تتطلب أن تنصهر الصناعة المصرفية في قالب جديد ينسجم مع المستقبل.

وأوضح الهاشل أنّ الصناعة المصرفية حققت نموا ساهم في دعم الاقتصادات حول العالم، رغم ما مرت به من أزمات، وما نجم عن ذلك من خسائر، مشيرا إلى حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، التي دفعت صندوق النقد الدولي إلى تخفيض توقعاته للنمو العالمي لعام 2019 مرتين، ليبلغ 3.2%، فيما يتوقع للاقتصادات المتقدمة نموا يبلغ 1.9%.

وأضاف محافظ البنك المركزي الكويتي أنّ أبرز معوقات النمو، تكمن في ضبابية آفاق الاقتصاد العالمي، بسبب النزاعات التجارية والسياسات الحمائية، موضحا أنّه إذا استمرت هذه التوترات، فقد يعيد صندوق النقد الدولي خفض توقعات النمو تارة أخرى، موضحا أنّ حكومات الدول المتقدمة، أفرطت في الاقتراض خلال السنوات القليلة الماضية.

وتابع المسؤول الكويتي أنّ امتداد أسعار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة، أتاح للشركات حول العالم أن تقترض بكلفة رخيصة، حتى تضاعفت ديون الشركات حول العالم خلال العقد الماضي، مشيرا إلى ارتفاع ديون الشركات حول العالم خلال العقد الماضي، بما فيها القروض والسندات من 37 تريليون دولار إلى 73 تريليونا متخطية بذلك الديون الحكومية، في حين شهد الدين العالمي بالعقدين الماضيين نموا بنسبة 6%، وإذا استمر نموه بهذه الوتيرة، مع معدل النمو المتوقع للناتج الاجمالي العالمي البالغ 3.5%، فسيبلغ الدين العالمي بعد عقدين 780 تريليون دولار أو 500% من الناتج الاجمالي العالمي.

وفيما يتعلق بأثر التقدم التقني الهائل على الصناعة المصرفية، قال الهاشل إنّ التقنيات المالية الحديثة تتطور بسرعة هائلة بشكل يغير وجه الاقتصاد، ويعيد صياغة العديد من الصناعات التقليدية، موضحا أنّ تغير نظم الدفع الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وتقنيات سلسلة البيانات، أصبحت طرق عمل البنوك وتفاعلها مع عملائها.

وحذر محافظ بنك الكويت المركزي من أنّ ما يقلق البنوك حاليا، ليس شركات التقنيات المالية الحديثة، بل منافسة عمالقة التقنية مثل "فيسبوك" و"أبل" و"أمازون" و"فودافون" و"علي بابا"، إذ شرعت هذه الشركات في منافسة البنوك على تقديم الخدمات المالية، ودعا البنوك إلى الاهتمام بالعالم الرقمي، وأن تعتبر من الدروس التي تلقتها صناعات أخرى مرت بهذه التحولات، مثل صناعة الهواتف المتنقلة، مؤكدا أنّه على البنوك أن تخوض 5 معارك، هي كسب الولاء، وخلق القيمة، ورفع الكفاءة، وتعزيز المتانة، واستقطاب المواهب.

والمؤتمر الذي ينظمه بنك الكويت المركزي، بمشاركة مجموعة من صناع السياسات المالية والمصرفية ونخب اقتصادية عربية ودولية، يهدف لاستشراف مستقبل الصناعة المصرفية والتحديات غير المسبوقة التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمتغيرات الاجتماعية والتقنية.