رحلاته بدأت قبل 165 عاما.. حكاية أول خط سكة حديد في مصر "بالتقسيط"

07:45 م | الأحد 22 سبتمبر 2019

منذ ما يزيد على قرن ونصف القرن، وتحديدا في 23 سبتمبر 1856، بدأ تشغيل أول خط سكة حديد في أفريقيا والوطن العربي، وجرى اختيار مصر لتكون صاحبة ذلك السبق وقتها، بعد إلحاح الحكومة البريطانية بذلك للباب العالي العثماني في تركيا، ليصبح بعدها قبلة تنقلات للقادمين من خارج البلاد، ثم لملايين المواطنين في العصر الحديث الذين يستقلونه يوميا للتنقل بين المحافظات.

وتعتبر مصر ثاني دولة في العالم بعد إنجلترا تشيد فيها السكك الحديدية، والتي بدأ إنشاؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر، وتحديدا في 12 يوليو عام 1851، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات، حيث وقع الخديوي عباس الأول، عام 1851، بطلب من الحكومة اللندنية للدولة العثمانية، مع البريطاني روبرت ستيفن سن، نجل جورج ستيفن سن، مخترع القاطرة الحديدية، عقدا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة والإسكندرية بطول 209 كيلومتر، من أجل تسهيل وتسريع عملية نقل البريد والمسافرين.

وكان المسافرون بين أوروبا والهند، يضطرون إلى المرور بمصر، عن طريق السفن التي تصل إلى ميناء الإسكندرية، ومن ثم بالقاهرة ومنها إلى ميناء قناة السويس، للسفر عن طريق البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.

وتضمن العقد، سداد المبلغ المتفق عليه على أقساط، بقيمة 8 آلاف جنيه إنجليزي للقسط الواحد، على أن يتم تنفيذ أعمال البناء خلال 3 سنوات من توقيعه، بشرط أن تتكفل مصر بتوفير العمال والأطباء والأدوية والخيام.

وفي عام 1854، بدأ تسيير أول قاطرة، على أول خط حديدي في مصر، بين القاهرة ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، ليكتمل الخط الحديدي الأول بين القاهرة والإسكندرية عام 1856، وبعد عامين، جرى افتتاح الخط الثاني بين القاهرة والسويس، ثم بدأ إنشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين آخرين، ليشهد هذا المجال تطورا في عهد الخديوي إسماعيل.