مشاهدات.. لادج لي يقدم رؤية عصرية للبؤساء في "LA miserable"

كتب: نورهان نصر الله

مشاهدات.. لادج لي يقدم رؤية عصرية للبؤساء في "LA miserable"

مشاهدات.. لادج لي يقدم رؤية عصرية للبؤساء في "LA miserable"

انطلقت أول أيام عروض الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، مساء أمس، حيث شهد المهرجان عرض الفيلم الفرنسي "Le Miserables" للمخرج لادج لي، في قسم الاختيار الرسمي- خارج المسابقة.

نجح "لي" في تجربته الأولى الحصول على جائزة لجنة التحكيم في الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائي، وهو الفيلم الذي رشحته فرنسا للمنافسة على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم عالمي في النسخة الـ92 من حفل توزيع الجوائز الشهير.

وحظي الفيلم في عرضه الأول بمهرجان الجونة حضور مكثف لعدد من السينمائيين والنقاد من بينهم يسري نصرالله، مروان حامد وأحمد داود، فضلا عن إشادات نقدية واهتمام جماهيري حيث حظى بتصفيق حار في القاعة بعد انتهاء عرضه.

"لا توجد نباتات سيئة أو رجال سيئين، يوجد فقط مربيين سيئين"، اختار المخرج الفرنسي تلك الجملة المقتبسة من رواية "البؤساء" للكاتب فيكتور هوجو، لينهي بها أحداث فيلمه الذي بدأه بمشهد يظهر فيه كل الأشخاص في فرنسا إلى الشارع احتفالا ببطولة كأس العالم 2018، ولكن النهاية كانت النقيض تماما عندما تحتدم المواجهة بين الجميع.

تبدأ الأحداث مع ضابط الشرطة "داميان" الذي ينضم إلى قوة مكافحة الشغب في "مونتفرميل" الفرنسية، وتتطرق الأحداث إلى تعامل الشرطة مع المسلمين والأقليات من أصول أفريقية في تلك الأحياء الفقيرة، ويدخلون في مناوشات مستمرة مع الأطفال، ولكن يشتعل الوضع عندما يصيب أحد رجال الشرطة أحد الأطفال في وجهه ولسوء حظه يتم تصوير ذلك عبر طائرة دون طيار فيخوض رحلة للبحث عن صاحب الطائرة ليخفي كل دليل على جريمته، وضرب بكل القوانين عرض الحائط، قائلا "أنا القانون"، وينجح في إخفاء الحادث ولكن تصبح النفوس أكثر احتقاننا عندما يقرر الأطفال الثأر في مشهدعنيف كل من الشرطة في مواجهة جيش من الأطفال المتشحين بالسواد، وهم يستعدون للقضاء عليهم بوحشية شديدة، وفي تلك الحظة يقرر المخرج إنهاء الفيلم ويترك النهاية إلى خيال المشاهد، في واحد من أعمق المشاهد وأكثرها جاذبية على الشاشة الكبيرة.

الفيلم مستوحى بالفعل من أحداث الشغب التى وقعت في باريس عام 2005، وبه العديد من الأحداث الحقيقية مثل الطائرة دون طيار التي التقطت الأحداث، وهو ما وضحه المخرج في أحد لقاءاته الصحفية السابقة.

ما بين "بؤساء" فيكتور هوجو و"بؤساء" لادج لى ما يجاوز قرن من الزمان، ولكن إعادة العمل فى أحداث معاصرة هى ضرورة كما وصفها رب العمل الأول "هوجو" فى مقدمة كتابه، قائلا "تخلق العادات والقوانين فى فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من الجحيم البشرى، فطالما توجد لا مبالة وفقر على الأرض كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما".


مواضيع متعلقة