على ضفاف "الجونة السينمائى".. سكوت هنتفرج

كتب: نورهان نصرالله وخالد فرج

على ضفاف "الجونة السينمائى".. سكوت هنتفرج

على ضفاف "الجونة السينمائى".. سكوت هنتفرج

على مدار تسعة أيام متواصلة تتجه الأنظار إلى مدينة الجونة المطلة على شاطئ البحر الأحمر، حيث تتحول مع إقامة مهرجانها السينمائى الذى يبلغ عامه الثالث إلى بقعة مضيئة بسحر السينما والثقافة والفنون، بحضور مجموعة كبيرة من صناع السينما من مختلف دول العالم للاحتفاء بالسينما، وسط مجموعة كبيرة من النشاطات ليقدم وجبة سينمائية دسمة إلى جمهور شغوف لمعرفة الأحداث على الساحة العالمية.

تكريم "هنيدى ومى" وغياب الفيلم المصرى عن المسابقة الرسمية

فى كل عام يرتفع سقف التحديات التى يواجهها المهرجان الوليد فى الحفاظ على المكانة التى اكتسبها منذ يومه الأول، فتشهد الدورة الثالثة من «الجونة السينمائى» مشاركة مجموعة كبيرة من الأفلام التى حازت أرفع الجوائز فى مهرجانات السينما العالمية، بالإضافة إلى منح صناع السينما الشباب فرصة لعرض إبداعاتهم، ودعمها فى مرحلتى التطوير وما بعد الإنتاج من خلال جوائز مالية، وذلك بجانب الضيوف من النجوم الأبرز فى العالم، كما يشهد المهرجان هذا العام تكريم الفنان الكوميدى محمد هنيدى، بالإضافة إلى المخرجة الفلسطينية مى المصرى.

حضور عربى بـ12 فيلماً روائياً عن تهريب الأطفال وجحيم الحرب الأهلية فى الجزائر ولبنان

توليفة سينمائية مميزة تشهدها الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى، شكلت ملامح المسابقة الروائية الطويلة 12 فيلماً غلبت عليها الصبغة العربية مع غياب للفيلم المصرى، خاصة أن التجارب الإخراجية هى الأولى لصناعها العرب، وشاركت فى أبرز المهرجانات السينمائية فى العالم، وتشهد عرضها العربى الأول فى «الجونة السينمائى».

بعد ترشيحه لـ"أوسكار": "بابيشا" فى المسابقة الطويلة.. و9 أفلام تتنافس فى المسابقة الوثائقية

بعد ترشيحه لتمثيل الجزائر لـ«أوسكار» عن فئة أفضل فيلم عالمى طويل فى النسخة الـ92 من حفل توزيع الجوائز الشهير، يشارك فى المسابقة فيلم «بابيشا» للمخرجة مونية مدور، الذى شهد عرضه العالمى الأول فى مسابقة «نظرة ما» بالدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، تدور أحداث الفيلم فى التسعينات من القرن الماضى، حول فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، ومتحمسة لدراسة تصميم الأزياء، حيث ترفض الأحداث المأساوية فى الحرب الأهلية الجزائرية بمنعها من العيش حياة طبيعية، نظراً لأن المناخ الاجتماعى يصبح أكثر محافظة، فإنها ترفض الحظر الجديد الذى حدده المتطرفون، وتقرر الكفاح من أجل حريتها واستقلالها.

ومن المغرب تشارك المخرجة مريم توزانى بفيلمها «آدم»، الذى عرض فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، فى قسم «نظرة ما»، تدور أحداث الفيلم حول قصة لقاء صدفة بين سيدتين فى مدينة الدار البيضاء، «سامية» امرأة شابة حامل، و«عبلة» أرملة تكافح من أجل تلبية احتياجاتها ورعاية ابنتها البالغة من العمر ثمانى سنوات، يغير اللقاء مجرى حياتهما ويأخذ كل منهما فى رحلة داخلية.

وبعد أيام من ختام مهرجان تورونتو السينمائى، يطير 3 من صناع السينما العرب للمشاركة بأعمالهم التى تعتبر تجاربهم الإخراجية الطويلة الأولى، إلى «الجونة السينمائى»، من بينها «1982» للمخرج اللبنانى وليد مؤنس، الذى حصل على جائزة دعم من الدورة الماضية من مهرجان الجونة فى مرحلة ما بعد الإنتاج، تدور أحداث الفيلم أثناء حرب لبنان، فى إحدى المدارس الخاصة على مشارف بيروت.

وقال المخرج وليد مؤنس، فى حواره مع موقع «ذا ناشونال»، إن أحداث الفيلم كلها تدور فى يوم واحد ومكان واحد فى إحدى المدارس بجبال لبنان، مشيراً إلى أن الفيلم يعتبر سيرة ذاتية بالكامل، موضحاً: «أحداث الفيلم مأخوذة من الواقع، وتحديداً آخر يوم لى فى المدرسة فى لبنان عام 1982، قبل أن نغادر».

ومن تونس تشارك المخرجة هند بوجمعة بتجربتها الروائية الطويلة الأولى «حلم نورا»، الذى تقوم ببطولته الفنانة هند صبرى، الفيلم مأخوذ من أحداث حقيقية، تدور أحداث الفيلم حول سيدة وأم لـ3 أطفال تقع فى حب رجل آخر فى الوقت الذى يقضى زوجها فترة عقوبته فى السجن.

يعرض فيلم «ستموت فى العشرين» للمخرج السودانى أمجد أبوالعلا، فى الدورة المقبلة من الجونة، بعد عرضه العالمى الأول ضمن قسم «أيام فينيسيا» بالدورة الـ76 من المهرجان، ثم مهرجان تورونتو السينمائى، وهو مستوحى عن القصة القصيرة «النوم عند قدمى الجبل» للكاتب الروائى حمور زيادة.

تدور الأحداث بولاية الجزيرة، حيث يُولد «مُزمل» فى قرية سودانية تسيطر عليها الأفكار الصوفية.

ومن أبرز الأفلام التى تتنافس على جائزة نجمة الجونة الذهبية، فيلم «Our Lady of the Nile» للمخرج عتيق رحمى، الذى يفتتح فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان تورونتو السينمائى، والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتبة الرواندية سكولاستيك موكاسونجا، وتدور أحداث الفيلم داخل مدرسة كاثوليكية داخلية عام 1937، حول الاختلافات العنصرية الكامنة داخل المدرسة التى تضم فتيات من أعراق مختلفة.

ويشارك من بلغاريا فيلم «The Father» إخراج كريستينا جروزيفاو بيتر فالجانوف، وهو الفيلم الحاصل على جائزة الكرة الكريستالية فى الدورة الـ54 من مهرجان كارلوفى فارى السينمائى، كما يعرض فيلم «Lara» إخراج جان أولى جيرستير، الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من «كارلوفى فارى»، بالإضافة إلى جائزة موهبة السينما الألمانية الجديدة، وأفضل مخرج، وجائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما «فيبريسى»، فى الدورة الـ37 من مهرجان ميونيخ السينمائى.

تشكل الحكايات الحقيقة جزءاً كبيراً من إلهام صناع الأفلام المشاركين فى المسابقة، حيث يتناول فيلم «Song Without a Name» للمخرجة ميلينا ليون، الذى تم عرضه فى قسم نصف شهر المخرجين ضمن الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائى، أحداثاً حقيقية، عن عمليات تهريب الأطفال فى بيرو، حيث تدور أحداث الفيلم حول الموسيقية الشابة «جورجيا» التى تخوض رحلة للبحث عن طفلتها حديثة الولادة، التى تم اختطافها من عيادة إنجاب وهمية فى العاصمة ليما، ويقودها بحثها البائس عن طفلها إلى مقر إحدى الصحف الكبرى، حيث تلتقى بصحفى وحيدى ويشاركها فى رحلة البحث.

أما فيلم «The Weeping Woman» للمخرج خايرو بوستامانتى، فيعتمد على أسطورة لاتينية كلاسيكية، يعرض عالمياً لأول مرة فى الدورة الـ16 من قسم «أيام فينيسيا»، ضمن فعاليات الدورة الـ76 من مهرجان فينيسا السينمائى، حيث تدور أحداث الفيلم حول جنرال متقاعد، أشرف على المذبحة الجماعية التى وقعت فى جواتيمالا منذ 30 عاماً، ويسمع صوت سيدة تنتحب ليلاً يعتقد أنها روح «المرأة الباكية».

لم يقتصر غياب الفيلم المصرى على مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فقط، بل على مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة التى وصلت إلى الأعمال المشاركة بها إلى 9 أفلام، خلت من فيلم مصرى، واقتصرت المشاركة العربية على فيلم «143» للمخرج حسن فرحانى، بالإضافة إلى «حديث الأشجار» للمخرج صهيب قسم البارى.

23 فيلماً روائياً قصيراً تشكل ملامح مسابقة الأفلام القصيرة التى يرأس لجنة تحكيمها المخرج مروان حامد، ويشارك فى المسابقة فيلمان مصريان، الأول للمخرجة منة إكرام بعنوان «عمى ألوان»، وتدور أحداث الفيلم فى 11 دقيقة حول مصريين يلتقيان بالصدفة فى الخارج، يكتشف كلاهما أنهما لا يمتلكان أي اهتمام مشترك، رغم أنهما يأتيان من نفس البلد، يفحص الفيلم مفاهيم الطبقية والاجتماعية من خلال وجهتى نظر البطلين المختلفتين، بالإضافة إلى فيلم «هذه ليلتى» للمخرج يوسف نعمان، تشارك فى بطولته ناهد السباعى، وتدور أحداثه حول سيدة فقيرة تصطحب طفلها من ذوى القدرات الخاصة لشراء آيس كريم، والاستمتاع به فى أحد أحياء القاهرة الراقية، إلا أنَّها تواجه ما لم تكن تتوقعه.

واقرأ أيضاً: 

21 فيلماً فى "خارج المسابقة".. وعرض "Parasite" الحاصل على ذهبية "كان"

بروفايل.. مي المصري "زهرة القندول"

 

 


مواضيع متعلقة