في ذكرى ميلاد أحمد عرابي.. 5 سنوات ساخنة قبل مواجهة الخديوي

كتب: كتب: إسراء حامد محمد

في ذكرى ميلاد أحمد عرابي.. 5 سنوات ساخنة قبل مواجهة الخديوي

في ذكرى ميلاد أحمد عرابي.. 5 سنوات ساخنة قبل مواجهة الخديوي

يعرفه الصغير قبل الكبير، بمواقفه المناهضة لسياسات الخديوي توفيق، الذي حكم مصر منذ 1879، ولن تغفل المناهج الدراسية جملته الشهيرة التي صدح بها في وجه الخديوي، محتفظا لبني وطنه بحريتهم رافضا استعبادهم، ليبقى أحمد عرابي شخصية تاريخية مؤثرة تحضر في أذهان المصريين، رغم مرور 101 سنة على وفاته.

مذكرات أحمد عرابي المدونة بخط يده، ترصد كثير من المواقف التي خاضها قبل سنوات من مواجهته الشهيرة مع الخديوي توفيق عام 1881، مسلطة الضوء على بداية التحاقه بالجيش المصري الذي كان وفق قرار من الخديوي سعيد بإلحاق أبناء الأعيان بالجيش المصري، حيث كان والده عمدة لقرية هرية رزنه بالشرقية، ونظرا لجمال خطه، تم تعيينه ظابط بالجيش وليس مجرد عسكري.

كان في تلك الفترة لا يزال الجيش المصري بعيدا عن الهيمنة الأجنبية، في الوقت الذي كان الاحتلال يتحكم في جميع أجهزة الدولة، وكان ذلك بسبب فتح باب الترقي للعنصر المصري، حيث أصبح معظم أفراد الجيش من الضباط والجنود المصريين.

ونتيجة لزيادة الديون يوما بعد يوم، ازداد التدخل الأجنبي في شؤون مصر بشكل كبير، ما أثار الغضب لدى ضباط وجنود الجيش المصري، ليتوجه عرابي على الفور بتكوين جمعية سرية في الجيش عام 1876، وكانت تلك بدايته لممارسة نشاط سياسي واسع داخل الجيش وفق مذكرات عرابي.

كانت أنشطته السياسية داخل الجيش المصري، شرارة لانطلاق الثورة العرابية، حيث كان لتعنت وزير الحربية الشركسي عثمان رفقي دورا في ذلك، فعندما قام بعزل 2 من القادة المصريين وتعيين شراكسة بدلا منهم، توجه عرابي بصحبة علي فهمي، وعبدالعال حلمي لرئيس الوزراء رياض باشا، مطالبين بعزل وزير الحربية، وإسناد منصبه لوزير وطني.

لكن بضغط من السفير الإنجليزي على خديوي مصر، قرر مجلس الوزراء محاكمة الضباط المتقدمين بالمذكرة في سرية تامة، فتظاهر وزير الحربية بدعوتهم لديوان الوزارة لبحث ترتيبات زواج شقيقة الخديوي، وبمجرد دخولهم من بوابة الوزارة، تم إلقاء القبض عليهم للبدء في محاكمتهم حسب مذكراته.

بمجرد أن علم الجنود ما حدث لقادتهم، تقدم البكباشي محمد عبيد نحو قصر النيل وحررهم من قيودهم، ليتوجه بهم إلى قصر عابدين، واضعا الخديوي أمام الأمر الواقع، ليذعن الخديوي لطلباتهم معيدا إياهم لمناصبهم.. كان هذا النصر كافيا، ليجعل عرابي ذات مكانة مرموقة بين العسكريين والمدنيين، وبمجرد تعيين إدوارد يكن باشا، أحس ضباط وجنود الجيش المصري، بأن هناك نية للبطش بهم، ومن هنا كانت بداية انطلاق الثورة وفق مذكرات أحمد عرابي.

جمع عرابي الوحدات العسكرية والجنود المصرية، في 9 سبتمبر 1881، متوجها بهم إلى قصر عابدين، لتبدأ الثورة العرابية مسيرتها محولة أحمد عرابي من ظابط بالجيش إلى بطل قومي وشعبي.  


مواضيع متعلقة