سوهاج: عشش "السماكين" النيلية أصبحت مساكن فاخرة بعد زيارة "محلب"

كتب: خالد الغويط

سوهاج: عشش "السماكين" النيلية أصبحت مساكن فاخرة بعد زيارة "محلب"

سوهاج: عشش "السماكين" النيلية أصبحت مساكن فاخرة بعد زيارة "محلب"

45 سنة قضاها أهالى قرية السماكين داخل عشش غير آدمية على ضفة النيل فى المنشاة بسوهاج، كانت حياتهم خلالها مهددة بسبب إقامة مبانيهم على أراضٍ مملوكة للدولة، ما حرمهم من الحصول على المرافق والخدمات الأساسية بطريقة قانونية، فيما ظلوا يحلمون بأن تمتد لهم يد «التطوير» يوماً، حتى فوجئوا بعششهم تدخل ضمن البرنامج الرئاسى لتطوير العشوائيات.

فى ديسمبر 2014، استيقظ أهالى «السماكين» على هدير معدات الوحدة المحلية لمدينة المنشاة، تمهد الطريق أمام منازلهم، فاعتقدوا وقتها أنها زيارة مفاجئة للمحافظ، لكنهم فوجئوا بوصول رئيس الوزراء الأسبق، المهندس إبراهيم محلب، يصل المنطقة لمعاينتها قبل البدء فى أعمال التطوير، ما اعتبروه «طوق النجاة» بالنسبة لهم من الحياة فى البؤرة غير الآدمية.

وبعد أيام من زيارة «محلب» لـ«السماكين»، وقّعت محافظة سوهاج بروتوكولاً لتطوير القرية، وبدأ العمل على الفور بإجراء أعمال الرفع المساحى للأرض، وعمل جسّات فى الموقع، ثم تسلم ديوان عام المحافظة مبلغ 6 ملايين جنيه من صندوق تطوير العشوائيات، تمهيداً لبدء العمل فى هدم العشش ونقل الأهالى إلى مساكن بديلة.

وفور حصر عدد الأسر المقيمة فى المنطقة، والبالغة 207 أسر بإجمالى 805 أشخاص، تم توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتطوير القرية، فأصدر رئيس الوزراء قراراً برقم 143 لسنة 2015، بتخصيص مساحة 15 ألفاً و133 متراً مربعاً للمشروع، ونقل تبعيتها من الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لصالح المحافظة، بهدف بناء مساكن بديلة للمقيمين بالمنطقة العشوائية.

شربات رضوان، 65 سنة، واحدة من سكان قرية السماكين، تقول إنها تقيم حالياً فى شقة مكونة من غرفة وصالة ومطبخ وحمام فى العمارات السكنية الجديدة، بينما كان منزلها القديم عبارة عن بناء بالطوب الأحمر واللبن، مع سقف من الجريد وأعواد الذرة، موضحة: «كنت أسكن فى العشة مع أبنائى الخمسة، وجميعهم متزوجون، وحصل كل منهم على شقة بعد انتهاء أعمال التطوير».

وأضافت: «كانت حياتى فى عشش السماكين جحيماً طوال 45 سنة قضيتها فيها، خاصة فى فصل الشتاء، فالأمطار كانت العذاب الأكبر بالنسبة لنا، فكنا نضطر لمغادرة المنزل هرباً منها»، موضحة: «لم أصدق نفسى عندما فوجئت برئيس الوزراء يقف أمام منزلى، فنحن ناس بسطاء، ولم نعتد على زيارات المسئولين الكبار لنا».

وأوضحت: «زيارة رئيس الوزراء أعادت الروح لنا من جديد، وكانت بشرة الخير لنا، فنحن الآن نعيش فى شقة لها باب نغلقه خلفنا، ليحمينا من الحيوانات الخطيرة، وسقف يحمينا من الأمطار، كما أشعر بالاطمئنان على أولادى، بعد أن استقر كل منهم فى شقة سكنية خاصة به، بدلاً من الحياة داخل منزل متهالك»، فيما طالبت المحافظة بإعفائها من الإيجار الشهرى، لأنها لا تملك أى مصدر دخل خلاف معاش «تكافل وكرامة».

أما ربة المنزل «أم على»، 45 سنة، فقالت: «ولدت وتربيت وعشت وتزوجت فى منطقة السماكين، وعانيت كثيراً من الحياة فى هذه العشش، لكن عندما انتقلت إلى العمارات الجديدة شعرت بأن حياتى تبدأ من جديد، فلأول مرة يكون لدينا حمام آدمى، وشقة مشطبة على أعلى مستوى، ولأول مرة أنام فى مكان آدمى، لكن ما ينغص حياتى هو الإيجار الشهرى المطلوب منى أن أدفعه، وأطالب المحافظة بإعفائنا منه».

سميرة حسين، 50 سنة، قالت: «أسكن حالياً فى شقة مكونة من غرفتين وصالة، ولدى سخان مياه، بعدما كنا نستخدم أدوات بدائية للاستحمام فى العشة القديمة»، مضيفة أن «المنزل القديم كان مشيداً بالطين، ومسقوفاً بأعواد الذرة، وكنت أقيم فيه مع أبنائى الثلاثة المتزوجين، الذين منحت الدولة شقة لكل منهم فى العمارات الجديدة».

نقل 207 أسر إلى العمارات الجديدة.. و"دياب": تكلفة المشروع تجاوزت 32 مليون جنيه

من جهته، قال هانى دياب، نائب رئيس مدينة المنشاة، لـ«الوطن»، إن الدولة شيدت 9 عمارات سكنية بديلة لعشش السماكين، بإجمالى 207 وحدات سكنية، بالتنسيق بين المحافظة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وبلغت التكلفة 32 مليوناً و127 ألفاً، لافتاً إلى تسلم المحافظة للموقع المخصص لبناء العمارات فى 11 يناير 2016، بينما تم توقيع ملحق تعاقد لإنشاء 9 خزانات مياه بتكلفة مليون و412 ألفاً جنيه، بجانب تحرير محضر تسليم ابتدائى للعمارات فى أول نوفمبر 2016.

وأضاف «دياب»: «تم التسليم الابتدائى للعمارات فى 22 نوفمبر 2016، وتسلم الأهالى وحداتهم السكنية بعد إجراء قرعة علنية»، موضحاً أن «العمارات السكنية تبعد عن منطقة العشش القديمة مسافة 500 متر، وراعينا فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة، العاملين فى صيد السمك، وجارٍ استكمال عملية التطوير».


مواضيع متعلقة