دمياط: مساكن رأس البر "العشوائية المطورة" حلم طال انتظاره

كتب: سهاد الخضرى

دمياط: مساكن رأس البر "العشوائية المطورة" حلم طال انتظاره

دمياط: مساكن رأس البر "العشوائية المطورة" حلم طال انتظاره

حياة قاسية عاشها المئات من قاطنى المساكن العشوائية بمدينة «رأس البر»، بين الثعابين والكلاب والحشرات، يحاصرهم العراء من كل جانب، وسط أجواء بالغة الصعوبة صيفاً وشتاءً، ورغم المعاناة التى عاشوها لسنوات، لم يفقدوا يوماً الأمل فى أن يمتد إليهم طوق نجاة، لينتشلهم من ذلك المستنقع، حتى بدأت الدولة تتحرك جدياً لتطوير المنطقة، قبل نحو عام ونصف، حيث قام محافظ دمياط السابق، الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، بتسليمهم شيكات بقيمة 9600 جنيه لكل أسرة، كقيمة إيجارية لمدة عام، بعد أن قاموا بإخلاء مساكنهم، تمهيداً لهدمها والبدء فعلياً فى أعمال تطوير المنطقة.

السكان: عشنا بأطفالنا بين الثعابين السامة وكلاب الشوارع وننتظر تسلُّم الوحدات بفارغ الصبر

ولكن بعد انتهاء المدة الممنوحة لهم، بدأ الأهالى يطالبون بسرعة الانتهاء من بناء الوحدات الخاصة بهم وتسليمها لهم، للانتقال إليها مع أبنائهم، فى ظل عدم قدرة الكثيرين منهم على تدبير قيمة الإيجار من قوت أبنائهم، الأمر الذى دفع أصحاب الوحدات المقيمين فيها إلى تهديدهم بالطرد وتشريدهم فى الشوارع، كما قام البعض بزيادة القيمة الإيجارية عليهم، ولم يمكنهم البحث عن سكن آخر بعيداً عن مدينة رأس البر، نظراً لارتباط أبنائهم بالمدارس وكذلك لوجود أماكن عملهم بها.

فاطمة عبداللطيف الدسوقى، ربة منزل، أعربت عن سعادتها لصدور قرار بتطوير منطقة العشش، ما فتح أمامها باب الأمل فى أن تقيم بشقة سكنية آدمية مع ابنتها الصغرى وأسرتها، وهو الحلم الذى طالما راودها، وقالت، لـ«الوطن»، إن «قرار التطوير كان حلماً بعيد المنال، وربنا أراد تحقيق أمنية عمرى»، مشيرةً إلى أنها تقيم حالياً بصورة مؤقتة فى إحدى المناطق «المقطوعة»، ضمن «الحى 109»، ولا توجد بها أى خدمات كالأسواق والمواصلات، ما يسبب مشقة كبيرة لها، خاصةً أنها مريضة وتتردد على المستشفيات باستمرار.

وتابعت «الحاجة فاطمة» بقولها إن صاحب البيت المقيمين فيه يهدد بطردهم من الشقة، وقام برفع قيمة الإيجار إلى 1250 جنيهاً شهرياً، وهو ما يعنى أنها مطالبة بسداد مبلغ 15 ألف جنيه فى السنة، فى حين أن الدولة صرفت لهم مبلغ 9600 جنيه لمدة عام، بواقع 800 جنيه شهرياً، وأعربت عن أملها فى أن يتم الانتهاء من إنشاء الوحدات السكنية الخاصة بهم، حتى يمكنهم الانتقال إليها فى أقرب وقت، واختتمت حديثها لـ«الوطن» بقولها: «إحنا تعبنا وزهقنا من طول الانتظار، ومش عارفين نعمل إيه، ولكنى مبسوطة إننا هننتقل ونعيش فى مكان محترم». والتقطت ابنتها هبة محمود طرف الحديث قائلةً: «بعد ما انتقلنا هنا، لحين الانتهاء من هدم العشش وتسليمنا شققنا، تعبت من البهدلة والمسافات الطويلة التى أضطر لقطعها يومياً، أثناء ذهابى إلى مكان عملى، حتى تعبت وأجريت جراحة لاستئصال الغدة الدرقية»، مشيرةً إلى أنها حصلت على إجازة من عملها لمدة عام، كما أن زوجها «صياد بسيط على قد حاله»، ولا توجد وسائل مواصلات، ما يضطرها إلى قطع عدة كيلومترات سيراً على الأقدام، عند توجهها إلى السوق أو المستشفى أو الذهاب بأبنائها إلى المدرسة، وتابعت بقولها: «كلنا أمل فى تسلم شققنا قريباً، خاصةً أن المدة المتفق عليها لتسليمنا الوحدات انتهت قبل 5 أشهر»، ولفتت إلى أن السكرتير العام السابق للمحافظة وعد الأهالى بتسليمهم الشقق فى ديسمبر المقبل.

وقال سمير سلامة، 64 سنة، إنه اضطر للإقامة فى غرفة بأحد الجراجات بإيجار 12 ألف جنيه سنوياً، مشيراً إلى أنه على المعاش، وليس لديه أى مورد رزق آخر غير معاشه الشهرى، كما أنه يعانى من مرض «الربو»، ويحتاج إلى أدوية وجلسات للتنفس بصورة مستمرة، وأن ظروف إقامته فى الجراج تعرضه للخطر، نظراً لأنها لا تتناسب مع حالته الصحية، وتابع بقوله: «باحلم باليوم اللى هاستلم فيه شقتى، وأعيش فيها اللى باقى من عمرى».

محافظ دمياط: تسليمها للمنتفعين فور الانتهاء منها

من جانبها، أكدت محافظ دمياط، الدكتورة منال عوض، أن مشروع تطوير عشش رأس البر يتضمن إقامة 12 عمارة سكنية، بحيث يتم تسليمها للمنتفعين من أهالى المنطقة فور الانتهاء من كافة الأعمال، ووفقاً لبرنامج زمنى محدد مسبقاً، وصولاً إلى إعلان دمياط محافظة خالية من المناطق العشوائية قبل نهاية العام الحالى، مشيرةً إلى أنه تم الانتهاء بالفعل من إنشاء وتشطيب 4 عمارات، بينما ما زالت 7 عمارات قيد الإنشاء، ومن المزمع الانتهاء منها فى أقرب وقت، بحيث يتم البدء فى تسليمها للأهالى، فور الانتهاء من كافة الأعمال بالمنطقة.


مواضيع متعلقة