حكايات من دفتر "العسكرية المصرية": "على" أُصيب بـ60 طلقة لحماية زملائه.. و"أيمن" احتضن "إرهابى مُفخخ"

كتب: محمد مجدى

حكايات من دفتر "العسكرية المصرية": "على" أُصيب بـ60 طلقة لحماية زملائه.. و"أيمن" احتضن "إرهابى مُفخخ"

حكايات من دفتر "العسكرية المصرية": "على" أُصيب بـ60 طلقة لحماية زملائه.. و"أيمن" احتضن "إرهابى مُفخخ"

يذخر تاريخ العسكرية المصرية ببطولات أبهرت أقوى جيوش العالم، لما يتميز به رجال القوات المسلحة من شجاعة وجرأة فى الدفاع عن أرض مصر، رافعين شعار «النصر أو الشهادة»، ليؤكدوا حقيقة أنهم لا يهابون فى حماية الوطن إلا الله.

بطل الصاعقة الشهيد محمد أيمن شويقة، المعروف باسم «مارد سيناء»، الذى استشهد خلال المراحل الأولى من العملية العسكرية الشاملة «حق الشهيد»، بعدما احتضن الإرهابى الذى كان متوجهاً إلى الكمين بحزام ناسف، ليفتدى بروحه قرابة 15 من رجال القوات المسلحة.

                               أيمن شويقة

يروى قائد مأمورية الاقتحام، «قناص الرشاش نصف البوصة»، فى فيلم تسجيلى أنتجته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة عن «الشهيد»، منذ 3 أعوام، أنهم كانوا فى مأمورية ضد عمليات التفتيش التى أجرتها المؤسسة العسكرية لكل شبر من أراضى شبه جزيرة سيناء، ولم ينتظر الشهيد أن تتوقف «العربة» فى محيط إحدى «العشش» التى كانت تضم «عدائيات» تنتظر رجال القوات المسلحة، لكنه قفز منها ليركض بسرعة تجاه الإرهابى.

وقال زملاء الشهيد فى «الفيلم» إنه كان يبتسم طيلة الطريق المؤدى لـ«العشش»، ودائماً يتمنى «الشهادة فى سبيل الله»، وهو ما ناله حين افتدى زملاءه من «حزام ناسف»، حاول أحد العناصر الإرهابية تفجيره، حيث شاهد الإرهابى يركض نحو «عشة» تبعد عنهم قرابة 30 متراً، فاتجه نحوه دون انتظار الدعم، فوجده مقبلاً على القوات بـ«حزام ناسف»، فاعترض البطل طريقه، وافتدى زملاءه بروحه، وانفجر الحزام الناسف فى الإرهابى والبطل معاً.

ويؤكد زملاء «مارد سيناء» أنهم جميعهم كانوا فيما يُعرف بـ«دائرة الخطر»، فلم يكونوا يبعدون عنه بأكثر من 50 متراً، لكن رد فعله السريع أنقذهم جميعاً من الموت.

"الأسطورة" رفض ترك "كمين رفح" للإرهابيين حتى "آخر نفس"

الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة، أو كما يُعرف بـ«الأسطورة» أو «إبراهيم رفاعى 2017»، الذى استشهد هو ورجاله بعدما رفضوا ترك إحدى النقاط الأمنية التى سعى العناصر الإرهابية لاحتلالها فى شبه جزيرة سيناء، وتحديداً منطقة «البرث»، وهى إحدى مناطق رفح، ومثلت سيطرة قواتنا المسلحة عليها ضربة رئيسية للعناصر الإرهابية بقطع الإمداد والتموين عن باقى العناصر المختبئة فى «أرض الفيروز».

                           أحمد المنسى

وتعود واقعة استشهاد «الأسطورة»، حين اقتحمت سيارة مُفخخة مدرعة بشكل احترافى أحد الحواجز الأمنية، لتستهدف «كمين البرث»، الذى كان يتولى قيادته «الشهيد»، لتنفجر «العربة» قرب الكمين، ليفاجأ رجاله باندفاع عدد من سيارات الدفع الرباعى على متنها عشرات العناصر الإرهابية، مدججين بأسلحة مختلفة، حيث طوقوا «التمركز الأمنى»، واشتبكوا مع «منسى ورجاله»، لكن أبطال الجيش أسقطوا منهم الكثيرين، ودافعوا عن «التمركز» حتى آخر رجل، دون أن يتركوا العناصر التكفيرية يحصلون على مرادهم باحتلال «الكمين»، واستشهد «منسى» دفاعاً عن التمركز، لحين وصول قوات الدعم، ووقف «منسى» أعلى التمركز الأمنى، يطلق النيران على العناصر الإرهابية، حتى أصيب برصاصة أودت بحياته بطلاً وشهيداً.

والشهيد الجندى مقاتل «على على»، أحد رجال وحدات «الصاعقة»، الذى استشهد فى شمال سيناء، حيث يروى الملازم أول مقاتل أحمد فايد، أحد مقاتلى القوات الخاصة، قصة بطولاته فى مؤتمر «حكاية وطن»، الذى عقدته رئاسة الجمهورية قبيل انتهاء الفترة الأولى من رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحاً أنهم كانوا فى إحدى العمليات التى وصفها بـ«الشرسة جداً»، وكان هناك «رشاش متعدد» يستهدف «المجموعة».

وأوضح «المُقاتل فايد»، خلال «المؤتمر»، أن الجندى «على» شاهد الرشاش يستعد للضرب على القوات وهو بالقرب منه، ليذهب أمامه، ويعطى ظهره لـ«فتحة الرشاش»، لتستقر من 50 إلى 60 طلقة فى ظهره «خرمت جسمه بالرصاص»، على حد قول «فايد»، لكى يحمى زملاءه الأبطال، الذين نجحوا فى الأخذ بثأره.

                  الملازم أول مقاتل أحمد فايد

وشدد «فايد» على أن «الشهيد» لم يكن ضابطاً، ولكنه «مصرى»، أحب وطنه بصدق، وطلب أن يذهب لشمال سيناء للدفاع عن أرضه، وتمنى الشهادة ونالها بالفعل.

"مقاتل صاعقة": لسنا أقل من "جيل أكتوبر"

وأكد مقاتل «القوات الخاصة» أن الجيل الحالى سيواصل الدفاع عن أرض مصر بعزم وقوة، ولن يكونوا أقل من «جيل أكتوبر»، مشيراً إلى وجود بطولات تُحققها قواتنا المسلحة كل يوم فى الدفاع عن أرض مصر.

وروى المقدم أركان حرب مقاتل محمد هلال، قائد كتيبة مقاتلة فى شمال سيناء، فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة رقم 27، بطولة استشهاد المقدم شريف محمد عمر، موضحاً أنه جاء ليستأذن الخروج لمنطقة مشتبه بها، وخرج بدوريته مترجلة حتى لا يكتشفها أى مراقب، ووصل بالفعل دون شعور أحد، وأمر رجاله بأن يؤمّنوا المنزل المشتبه فيه من بُعد حتى لا يصابوا بأذى، ليذهب ليواجه الخطر وحده، ويكتشف فيه مخزناً كبيراً للعبوات الناسفة.

"شريف" دافع عن سيدتين ففجروه بـ"عبوة ناسفة"

وأوضح «هلال» أن أوامره كانت بإخلاء مكان المخزن حالاً، والعودة للكمين واستهدافه بنيران شديدة الانفجار، وفى أثناء العودة وجد سيدتين تحومان حول المنزل، وبمجرد خروجه شاهد أحد رجاله يستعد لإطلاق «نيران تحذيرية»، فناداه لينزل سلاحه، ليدخلا منزلاً مجاوراً على مسافة 50 متراً، وانفجرت بعدها إحدى العبوات الناسفة فى مكان وجود الشهيد بـ«ريموت كنترول»، دون أن يُصاب أى من رجاله بـ«خدش واحد».

وخرج من المنزل الذى دخلت له السيدتان 25 تكفيرياً، مطالبين باقى القوات بالاستسلام والمغادرة وترك جثمان الشهيد، ليرد عليهم «هلال» مطالباً بالثبات، وقبل وصول «القائد» بصحبة رجاله من منطقة الاستشهاد بكيلو ونصف، أعطى أوامره بالإخلاء مترجلين بسبب صعوبات تحول دون الوصول للمنطقة بسرعة، وقبل الوصول بـ400 متر، وجد طلقة تأتى فى خوذة أحد الجنود، فناداه «خد بالك»، ليرد: «إحنا جايين يا أفندم عشان نستشهد».

ويروى «هلال» أنه بمجرد وصوله لمنطقة جثمان الشهيد، مكان وجود التكفيريين، غطاه زملاؤه بالنيران حتى ذهب لهناك زاحفاً، وأثناء عودته بجثمان الشهيد، أصيب بطلقة نارية اخترقت يده، لكنه واصل سحب جثمان الشهيد حتى عاد للقوات.

وأوضح «القائد» أن كل طلقة من رجال القوات المسلحة كانت تُسقط إرهابياً، وأنهم اقتربوا من أحد رجال الجيش، وقالوا له: «استسلم يا مرتد أو هتموت كافر»، ليرد: «جيش مصر ميستسلمش أبداً».

وواصل: «لما النزيف اشتد عليا، قطع جندى سترته الواقية وربطها لوقف النزيف، واختار أن يكمل المعركة بصدر عارٍ ليحمى قائده، وأصيب أحد الرجال، وأثناء إخلائه أخذ يهتف: «والله العظيم لارجع تانى يا سيادة الرائد شريف وأجيب حقك»، وفى تلك الأثناء هاتفت «الاحتياطى القريب»، ووجدته يقول لى: «والله العظيم يا سيادة المقدم لو فى النار لادخلك».

قائد المجموعة: "أخدنا تاره"

ويكمل أنه وجد دبابة من طراز «إم 60»، تدخل عليهم وبرجها عليه دم، وتم إخبارى بأن هناك جندياً أصيب بطلقة فى رجله، وأفاجأ بهذا البطل يشتبك ويقاتل و«كأن مفيش إصابة»، وعقب انتهاء المعركة عاتبت قائد «الاحتياطى»، لتركه القوات خارج «الدبابة»، فقال إنهم كانوا فى «الراحة»، وحين علموا بوجود اشتباك، اعتلوا الدبابة، وقال لهم: «مفيش مكان»، ردوا: «إحنا مش أحسن من اللى راحوا»، ليعقب: «هتموتوا يا أبطال»، ليقولوا: «معاك يا أفندم.. إحنا مش أحسن من اللى راحوا»، فنجحوا فى أخذ ثأر الشهيد «شريف» قبل دفنه.


مواضيع متعلقة