إسرائيل تصوّت على مستقبل نتنياهو السياسي

كتب: أ ف ب

إسرائيل تصوّت على مستقبل نتنياهو السياسي

إسرائيل تصوّت على مستقبل نتنياهو السياسي

يصوّت الإسرائيليون، اليوم، في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة بين رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو المستمر في السلطة منذ 13 عامًا، ورئيس هيئة الأركان السابق الوسطي بيني جانتس، بعد 5 أشهر على مواجهة أولى بينهما لم تكن حاسمة.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المرشح لولاية سادسة، إلى التصويت بكثافة في الانتخابات التشريعية، اليوم، متوقعا نتائج متقاربة، وفق ما قال بعد الإدلاء بصوته في القدس.

وأعلن نتنياهو الذي حضر إلى مركز الاقتراع مع زوجته مرتديا بزة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق زرقاء "الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب قال أمس إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة" مضيفا "يمكنني أن أضمن لكم هذا الصباح أنها ستكون متقاربة جدا".

في المقابل، دعا جانتس على رأس تحالفه الوسطي أزرق أبيض، الإسرائيليين إلى رفض "الفساد" و"التطرف"، بعد الإدلاء بصوته مع زوجته في مدينة روش هاعين (رأس العين) بوسط إسرائيل حيث يقيم.

وقال "نريد أملا جديدا، نصوّت اليوم من أجل التغيير"، مضيفا "سننجح كلنا معا في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف".

وفتحت صناديق الاقتراع صباح اليوم في الساعة 7.00 (4.00 ت ج) أمام 6.4 مليون ناخب في ثاني انتخابات تجري خلال خمسة أشهر، على أن تغلق في الساعة 22.00 مساء (19.00 ت ج) في معظم المناطق.

ويمكن لوزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتانياهو قبل أن يتحول الى منافس له، أن يلعب دور صانع الملوك بعد حملة خاضها تحت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".

وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، بعد إغلاق الصناديق مباشرة، على أن تعلن النتائج الرسمية غدا الأربعاء.

ويخوض نتنياهو الانتخابات على الرغم من مزاعم الفساد ضده، فيما جرى 19 ألف عنصر من شرطيين ورجال أمن ومتطوعين.

وتتوقع استطلاعات الرأي حصول كل من الليكود وأزرق وأبيض على 32 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى مسألة البقاء في منصب رئيس الوزراء الذي شغله لأول مرة بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه فيه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاما، أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى للحصول من البرلمان على حصانة من المحاكمة، في وقت يواجه احتمال توجيه اتهامات اليه في الأسابيع المقبلة في قضايا فساد.

وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم توجيه التهم إلى نتانياهو بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة، بناء على جلسة استماع مقررة في أوائل شهر أكتوبر، بعد أيام قليلة على الانتخابات.

ولن يطلب من نتنياهو التنحي في حال اتهامه، بل فقط إذا ما أدين وبعد استنفاذ جميع الطعون.

وإدراكا للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية محاولا اجتذاب القوميين اليمينيين الذين يشكلون مفتاحا لإعادة انتخابه، وتحفيز قاعدته الانتخابية على التصويت.

وفي هذا السياق قطع نتنياهو تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه.

وأطلق تحذيرات لا أساس لها من سرقة الانتخابات عن طريق عمليات تزوير في في القرى والبلدات العربية، فيما ندد منتقدوه بخطاب بلغ حد العنصرية.

وركز نتنياهو في حملته على النمو الاقتصادي في إسرائيل وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحاول وصف خصومه بأنهم "ضعفاء" و"يساريين"، على الرغم من أوراق اعتمادهم الأمنية.

وقال على موقع "فيسبوك" أمس: "هذا هو الخيار الذي أمامك: حكومتهم اليسارية أو حكومة يمينية قوية بقيادتي".

في المقابل، قدم جانتس نفسه على أنه بديل مشرّف لنتانياهو، وتحدث مرارا عن رغبة نتانياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.

ويقول جانتس، إنه يعتزم مع ائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم 3 رؤساء أركان عسكريين سابقين، تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين.

وصرح أمس: "نتنياهو يواصل نشر الاكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته" مضيفا "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".

وتظهر استطلاعات الرأي شعبية كبيرة لليبرمان بسبب حملته ضد الاحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتانياهو المزمع.

ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل وهو يعتزم الدفع لإصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وتمكن ليبرمان من منع نتانياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل، إذ تمسك بمطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين.


مواضيع متعلقة