باحث: "نتنياهو" لن يغامر قبل الانتخابات والتصعيد فى غزة "تكتيك منضبط"

كتب: محمد الليثى

باحث: "نتنياهو" لن يغامر قبل الانتخابات  والتصعيد فى غزة "تكتيك منضبط"

باحث: "نتنياهو" لن يغامر قبل الانتخابات والتصعيد فى غزة "تكتيك منضبط"

قال الدكتور محمد جمعة، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لن يغامر بالدخول فى حرب على قطاع غزة، لافتاً إلى أنه يريد حفظ ماء وجهه. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن الطرفين لا يريدان الدخول فى حرب، لأن التصعيد منضبط وتكتيكى.. وإلى نص الحوار:

لماذا رأينا تصعيداً فى غزة هذه الأيام بالتحديد؟

- حركة حماس فى غزة تعانى مأزقاً نتيجة الحصار، مما يدفع الحركة للجوء إلى التصعيد، وهى تعلم أن «نتنياهو» لا يمكن أن يغامر بحرب الآن، بالمقابل «نتنياهو» يريد أن يحفظ ماء وجهه، لأنه يتعرّض لمزايدات ممن يقف على يمينه، ومن خصومه الذين يتهمونه بالضعف فى مواجهة حماس، وبالتالى هو يُصعّد، لكنها تبقى فى إطار استعراضات، بإظهار بعض القوة لأسباب دعائية، لكن كلا الطرفين، حماس ونتنياهو، لا يرغبان فى تحويل هذا التصعيد المنضبط إلى مواجهة مفتوحة، أو يتطور الأمر إلى حرب مفتوحة، وبالتالى هو تصعيد يدخل فى إطار التصعيد التكتيكى.

وكيف ترى «حماس» رئيس الحكومة الإسرائيلى؟

- «حماس» ترى أن «نتنياهو» فى مأزق قبل الانتخابات هو الآخر، وبالتالى تريد خطف مكاسب لتخفيف الحصار، وإلا لو انتظرت لما بعد الانتخابات فلن تحصل عليها، لذا فالحركة ترغب فى التصعيد، لأنها تعلم أن «نتنياهو» لن يغامر بالدخول فى حرب، وإزاء هذا التكتيك المبادر من قبل «حماس»، يرد «نتنياهو»، لكن رده لا يصل به إلى أن ينزلق إلى حرب أو مواجهة مفتوحة.

محمد جمعة: "حماس" تطلق صواريخ صغيرة لا تُحدث خسائر للإسرائيليين

وكيف يحافظ الطرفان على التصعيد دون الدخول فى مواجهة مفتوحة؟

- أحياناً تلجأ «حماس» إلى بعض التصعيد وإطلاق الصواريخ، وتطلقها أحياناً فى أماكن مفتوحة وتتعمّد أن وزن الصواريخ يكون عبوة بسيطة حتى لا تُحدث خسائر فادحة تؤدى إلى الضغط على وتر حساس لدى «نتنياهو».

هل تعتقد أن الاحتلال اتجه بالتصعيد مؤخراً إلى «حزب الله»، لأنه غير قادر على جبهة «حماس»؟

- لا.. فقطاع غزة الحلقة الأضعف، لكن الفكرة منذ أواخر 2017 حصل تغيير فى ما يتعلق بموقف إسرائيل من الجبهة الشمالية، سواء لبنان أو سوريا، فالتغيير على ثلاثة مستويات، على مستوى الخطاب الإسرائيلى أمنياً وعسكرياً فى تقييم وتعريف الخطر القادم من جبهة الشمال، وتغيير آخر على مستوى أولويات الأجندة الدبلوماسية، وتغيير فى طبيعة عملياتهم العسكرية فى الداخل السورى ضد أهداف إيرانية، فإسرائيل ترى أن إيران تحاول تخطى خطوط حمراء فى طبيعة بنيتها وتجهيزاتها العسكرية فى سوريا، أو من ناحية إمدادها لـ«حزب الله» بقدرات نوعية تخل بنوعية التوازن بينه وبين إسرائيل، لذلك حصل تغيير من النصف الثانى من 2017، وكانت دائماً إسرائيل تفرّق فى الجبهة الشمالية بين جبهة لبنان مع حزب الله، ومع جبهة سوريا، وكانت تعتبر كل جبهة لها قواعد اشتباك مختلفة عن الأخرى، منذ النصف الثانى من 2017 بدأت تعرّفهم على أنها جبهة واحدة، بمعنى أن اشتعال النيران فى إحداهما سيؤدى بالتبعية إلى اشتعال الجبهة الأخرى.

وما الخطر فى الشمال بالنسبة لإسرائيل؟

- إسرائيل ترى أن إيران تدعم لبنان بصواريخ فائقة الدقة، وهذا أمر خطير جداً لحسابات إسرائيل، لأنها دولة قزمية من حيث المساحة، البنية التحتية لا تتحمّل ضربات صاروخية، خصوصاً فى المناطق الحيوية، أماكن تكرير الغاز، وأماكن محطات الكهرباء وغيرها، وبالتالى هم يرون أن «حزب الله» تخطى هذه الخطوط الحمراء عندما يتم إمداده بهذه الصواريخ أو أن إيران تمده بقدرات معينة حتى يستطيع أن يكون قادراً على صناعة هذه الأمور فى الداخل اللبنانى.


مواضيع متعلقة