نص كلمة قاضي "التخابر مع حماس": لا عذر للإخوان.. وخيانتكم ستبقى

كتب: شريف سليمان

نص كلمة قاضي "التخابر مع حماس": لا عذر للإخوان.. وخيانتكم ستبقى

نص كلمة قاضي "التخابر مع حماس": لا عذر للإخوان.. وخيانتكم ستبقى

في جلسة تاريخية للنطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "التخابر مع حماس"، قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بطرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بمعاقبة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، ونائبه خيرت الشاطر، وسعد الكتاتني وعصام العريان ومحمد البلتاجي وأحمد عبدالعاطي مدير مكتب محمد مرسي، و5 آخرين بالسجن المؤبد.

وقال المستشار محمد شيرين فهمي رئيس محكمة قضية التخابر مع حماس، إن خيانة الوطن أمر ثقيل الوقع على السمع، وجريمة بشعة في أسفل درجات الانحطاط، ووجه قبيح لا يجمله شيء، وإثم تنوء من حمله الجبال، وعار يلاحق صاحبه أينما حل. 

وأضاف رئيس محكمة، أن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر أبدًا، لا مبرر لها ولا شفيع لمن يقوم بها، لافتًا إلى أن الوطن هو العرض والشرف، العزة والكرامة، ومحفظة الروح.

وتابع: "إن الانتماء الحقيقي للوطن يعني الارتباط بأرض وشعب وهو شعور يفرض عددًا من القيم التي تدفع للحفاظ عليه، وعندما يغيب الشعور يبدأ الإحساس بعدم الارتبط بالدولة وتظهر لصاحبها انتماءات فردية يفضلها على الصالح العام، وضعف المواطنة وإنكار الوطن". 

وواصل: "تزداد خطورة الأمر عندما يتجاوز حدود التنكر له إلى العمل ضد الوطن في صورة من أبشع صور العقوق ونكران الجميل". 

وأضاف رئيس محكمة قضية التخابر مع حماس، أثناء النطق بالحكم في القضية، اليوم، "ماذا يمكن أن نسمي من يعين الأعداء ويتفق معهم على النيل في وطنهم، وكأن الأمر لا يمس بلاده ولا يمثل عدوانا على مجتمع؟".

وتابع القاضي، خلال جلسة النطق بالحكم "ماذا يمكن أن نسمي من يتفق مع العمالة ويساعده على التسلل إلى البلاد عبر الحدود والاعتداء على المواطنين وحراس الوطن ومنشآته وهو يرحب ويصفق؟ ماذا يمكن أن يسمى من يحاول أن يوظف وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة وطنه والمسؤولين فيه دون مبرر؟ أليست كلها خيانة للوطن؟".

وواصل: "التآمر شعارهم والخيانة دينهم، بضاعتهم رخيصة، مستعدون لبيع كل شيء، ويستقوون بالغرباء على بلادهم ومجتمعهم ويستعينون عليه بالمنظمات الأجنبية والجهات الدولية، وظنوا أنهم سيحققون مطامعهم، ليس لهم ولاء لبلادهم وباعوا أوطانهم ومجتمعهم، ليس لهم ثوابت ولا قيم، يتأرجحون مع أهواءهم ويميلون حيث تميل لمصلحتهم، والمصلحة هي الحاكم لسلوكهم، يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح المجتمع".

وقال المستشار فهمي إن جماعة الإخوان الإرهابية تصدر المؤامرات والدسائس ويسعون في ضرب الأمة بعضها ببعض ويعملون على نشر الفوضى بين فئات المجتمع.

وأضاف رئيس المحكمة خلال جلسة النطق بالحكم في القضية اليوم: "هذه قيمهم، تصاب بالغثيان من كتاباتهم وأطروحاتهم ويتشدقون بالإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية، أي حقوق وإصلاح وحرية ترتجى من وراء الخونة؟!، من أي عجينة أنتم ومن أي صلب أتيتم".

وتابع بأن الحلم خدعهم في طيشهم فتمادوا في غيهم: "كفانا الله شرهم وحرص الله بلادنا من كيدهم".

وقال رئيس محكمة قضية التخابر مع حماس، إن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها وكانت تستر بستار الدين، هو الاستيلاء على حكم بلادنا.

وأضاف خلال جلسة النطق بالحكم في القضية اليوم، أن الجماعة تحالفت مع من يمكنها من مبتغاها ولو اختلفت العقائد والمعتقدات لإسقاط الدولة المصرية، تمهيدًا لدولتهم، غير مكترثين بما يمكن أن يلحقه هذا الاتفاق الغادر بالوطن.

وتابع أن إقامة الدولة الإسلامية من أهم أهداف الجماعة التي تنفذ أحكام "إسلام الجماعة"، حسب فهمها للدين، لافتًا إلى أن حسن البنا مؤسسها أوجب على جميع الأفراد المنضمين للتنظيم الالتزام بها، وجعل نفسهم حراسًا على الإسلام ومفهومهم للإسلام، الذي لا يقبل من أحد مناقشته أو الجدال فيه ليكون بحسب أهواءهم ورغباتهم.

وقال إن جماعة الإخوان الإرهابية تخابرت مع جناحها العسكري "حماس"، لشن أعمال إرهابية في مصر لاستهداف ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها وأرسلوا عناصرهم لتلقي دورات تدريبية إعلامية لتنفيذ الخطة المتفق عليها، بإطلاق الشائعات والحرب النفسية وتوجيه الرأي العام الداخلي والخارجي لخدمة مخططاتهم.

 وأضاف رئيس المحكمة أن عددًا من شباب الجماعة تواجد في العاصمة اللبنانية بيروت وحضروا دورة تدريبية في مخيم شبابي لرابطة المسلمين في لبنان وشباب الجماعة الإسلامية بحضور عدد من شباب الإخوان في الدول العربية تحت رعاية وتدريب حركة حماس بغرض تأهيل بعض عناصر الجماعة للمشاركة في تنفيذ الخطة الإعلامية المتفق عليها للاستيلاء عليها. 

وتابع أن الجماعة نسقت مع عدد من المنظمات الجهادية بالداخل والخارج وتسللوا بطرق غير مشروعة عبر الانفاق إلى قطاع غزة لتلقي تدريبات عسكرية إلى معسكرات أعدت لذلك وبأسلحة مهربة عبر الحدود الشرقية والغربية للبلاد، وكان يطلق عليها "المجموعات الساخنة"، إذ كانت تضطلع بالمهام التنظيمية السرية مثل التنسيق مع قيادة حماس وكتائب القسام لتسهيل عمليات تسلل العناصر الإخوانية عبر الأنفاق الحدودية عبر قطاع غزة، ووضع البرامج اللازمة لتدريبهم عسكريًا داخل القطاع وجمع التبرعات المالية من المواطنين المصريين بداعي مساعدة الشعب الفلسطيني، بيد أن جزءً من هذه التبرعات كان يخصص لصالح أنشطة هذه العناصر وتدريباتهم مع حماس وتوفير الأسلحة لحماس وتهريبها إليهم عبر الأنفاق وجمع السلع التموينية والمواد البترولية وتخزينها بمحافظة شمال سيناء، لنقلها عبر قطاع شمال الغزة من خلال الأنفاق وإعداد البيانات والمطبوعات وتوزيعها على الجماهير لإثارتهم. 

وواصل رئيس المحكمة: "تبادلوا عبر شبكة المعلومات الدولية نقل تلك التكليفات فيما بينهم وبين قيادات التنظيم الدولي والمعلومات والبيانات المتعلقة بالمشهد السياسي والاقتصادي بالبلاد والسخط الشعبي على النظام القائم آنذاك وكيفية استغلال الاوضاع القائمة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية". 

وأردف: "وقعت جرائم أدت إلى المساس باستقلال البلاد تنفيذًا لهذا الاتفاق، حيث جرى الدفع بمجموعة من عناصر التنظيمات المسلحة تسللت بطريقة غير مشروعة عبر الأنفاق الحدودية الشرقية للبلاد مستقلين سيارات دفع رباعي مدججة بأسلحة نارية ثقيلة وأطلقوا قاذئف (الأر بي جي) والأعيرة النارية الكثيفة وتبادلوا السيطرة على الشريط الحدودي بطول 60 كم ودمروا المنشآت الحكومية والأمنية وواصلوا زحفهم صوب سجون المرج وأبو زعبل ووادي النطرون لتهريب العناصر الموالية لهم ومكنوا مسؤولين ينتمون إلى حماس وحزب الله والجهاديين والإخوان من الهرب بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف سجين، لخلق حالة من الفراغ الأمني لإسقاط الدولة المصرية وخلق ذريعة للتدخل الأجنبي". 

وتابع: "يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السماوات والأرض، ومهما كانت أعذاركم للخيانة، فلا عذر لكم يا من هان عليكم الأهل والوطن، الوطن لا ينسى من غدر به وخان ترابه، فالخيانة تبقى خيانة والوطن والتاريخ لا يصفحا أبدًا ويذكرا الخائن حتى بعد موته". 


مواضيع متعلقة