بعد "فيديو الكلب".. الأقزام في مصر الفرعونية من الترفيه إلى الألوهية

كتب: عبدالرحمن قناوي

بعد "فيديو الكلب".. الأقزام في مصر الفرعونية من الترفيه إلى الألوهية

بعد "فيديو الكلب".. الأقزام في مصر الفرعونية من الترفيه إلى الألوهية

انتشر خلال الساعات الأخيرة مقطع فيديو مؤسف، على مواقع التواصل الاجتماعي، لاعتداء مجموعة من الشباب على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة "من الأقزام" بواسطة كلب شرس، والذي يظهر فيه شاب من متحدي الإعاقة ويعتدي عليه كلب مدرَّب بعدما يتلقى الأوامر من مالكه الذي وقف هو وأصدقاؤه يشاهدون اعتداء الكلب على الشاب ويضحكون بشدة.

الفيديو، تم تصويره بواسطة هاتف محمول لأحد الحضور في منطقة زراعية، وظهر الشاب وهو يقاوم الكلب الذي اعتدى عليه بضراوة بمساعدة صاحبه وسط صرخات الشاب المعتدى عليه، أثار حالة من الغضب وحصد عددا كبيرا من المشاهدات والمشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب المئات من روادها بضرورة القبض عليهم ومحاكمتهم نظرا لاعتدائهم على شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بدافع الضحك و"الهزار".

وعلى النقيض من التصرفات التي ظهرت خلال مقطع الفيديو، كان المصريون القدماء يعاملون الأقزام باحترام وتقدير كبيرين، حسب الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري، الذي أكد أن المصريين القدماء أول من عرفوا وطبقوا حقوق الإنسان، وكان الجميع سواسية في الحقوق والواجبات ولا يميزهم سوى الكفاءة.

وأضاف الكريتي لـ"الوطن"، أن الأقزام في مصر القديمة كانوا نوعين، أولهما القزم الأفريقي وكان يتم إحضاره لإدخال المرح والسرور لقلب الملك من خلال رقصه وألحانه وغنائه، والنوع الثاني هو القزم المصري والذي ميزوه ووقروه واحترموه لأنه مصري.

ولفت إلى أن الأقزام في مصر القديمة عرفوا في الغالب أنهم صانعو الذهب، وهي واحدة من أهم الصناعات في الدولة، والتي كانوا يعملون بها بكثافة لدقة أناملهم، وتوثق مقبرة القاضي "ميري روكا"، كبير وزراء وكهنة الأسرة السادسة، وزوج ابنة الملك "تي تي" مؤسس الأسرة، دور الأقزام في تلك الصناعة من خلال الرسومات الموجودة على جدرانها.

وأشار الكريتي إلى أن أشهر أقزام مصر القديمة كان "سنب"، الذي كان خادماً للملك في الأسرة الرابعة، إلى أن تدرج بفضل كفاءته في الوظائف وأصبح المشرف على القصر الملكي وكان يتمتع بثروة هائلة، ولم تكن زوجته قزمة، كما يوضح تمثاله الشهير الذي يجلس فيه متربعًا بينما تجاوره زوجته، ممسكةً بذراعه وكتفه كدليل على الحب والشعور بالأمان وأمامه ابناه.

كما أن الإله "بس" دليل على التعامل العظيم للمصري القديم مع الأقزام، الذين جعل منهم إلهًا وليس مجرد وزراء أو رجل دولة، وكان الإله "بس" إلهًا للمرح والسرور عند المصريين القدماء، كما كان له دور في حماية الأطفال والحوامل والنائمين والأموات عن طريق طرد الأرواح الشريرة.

وأردف الباحث الأثري أن احترام وتقدير مصر القديمة للأقزام لم يقف عن حدود الدولة، التي سمحت لهم بتولي أكفأ المناصب واقتناء التماثيل والمقابر، حيث كان المجتمع المصري القديم كذلك يقدرهم ويحترمهم، ولم يتم تسجيل أي حالة إساءة لهم في تاريخ مصر القديمة، كما أنه يوجد العديد من الرسائل والمقالات الأجنبية تتحدث عن احترام المصري القديم لحقوق الإنسان على كل المستويات.


مواضيع متعلقة