مصر تستقر على "ورد مسموم" لتمثيلها في "أوسكار" والجزائر وتونس تراهنان على الجائزة بقضايا الإرهاب

كتب: الوطن

مصر تستقر على "ورد مسموم" لتمثيلها في "أوسكار" والجزائر وتونس تراهنان على الجائزة بقضايا الإرهاب

مصر تستقر على "ورد مسموم" لتمثيلها في "أوسكار" والجزائر وتونس تراهنان على الجائزة بقضايا الإرهاب

تواصل الدول ترشيح أفلامها لجائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم عالمى طويل، فى النسخة الـ92 من حفل توزيع جوائز أوسكار، وتتلقى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأفلام حتى بداية أكتوبر المقبل.

استقرت لجنة اختيار الفيلم المصرى المرشح للأوسكار، المشكّلة من قبَل نقابة المهن السينمائية، على فيلم «ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزى صالح، لتمثيل مصر فى المسابقة، وجاء ذلك بإجماع أصوات أعضاء اللجنة الذين وصل عددهم إلى 45 عضواً ما بين سينمائيين ونقاد، وتم اختياره من بين الأفلام المصرية التى عُرضت تجارياً لمدة لا تقل عن أسبوع فى دور عرض سينمائية، فى الفترة من 1 أكتوبر 2018 وحتى 30 سبتمبر 2019، وفقاً للوائح أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة المنظمة لجوائز أوسكار، ثم استقرت اللجنة على قائمة مختصرة ضمت 7 أفلام كان من بينها «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبدالله السيد، و«عيار نارى» للمخرج كريم الشناوى، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقى «الحلم البعيد» للمخرج مروان عمارة، الذى أعادت اللجنة إدراجه ضمن قائمتها بعد إغفاله.

ماجدة موريس: اختيار الفيلم جاء بإجماع الأصوات.. والجودة الفنية كانت المعيار الأساسى

وعن كواليس اجتماع اللجنة، قالت الناقدة ماجدة موريس لـ«الوطن»: «قامت النقابة بتوزيع لوائح ترشيح فيلم الأوسكار على اللجنة، بالإضافة إلى القائمة التى تضم 30 فيلماً، وتمت تصفية الأفلام إلى قائمة قصيرة تضم 7 أفلام، وفقاً لاقتراع سرى، ثم التصويت عليها فى الاجتماع الثانى للجنة، وبالفعل تم اختيار الفيلم الذى سيتم إرساله إلى الأكاديمية، والجودة الفنية هى المعيار الأساسى فى الاختيار، خاصة فى الأفلام التى تقدم معالجة درامية وتراعى فنية العمل».

يُعتبر «ورد مسموم» من التجارب السينمائية المختلفة فى السينما المصرية، وشارك الفيلم فى الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائى، وحصد 3 جوائز دفعة واحدة، كما شارك الفيلم فى مجموعة من المهرجانات السينمائية حول العالم، منها الدورة الثامنة من مهرجان مالمو للسينما العربية، روتردام، مهرجان الأفلام الأفريقية والآسيوية واللاتينية بمدينة ميلان الإيطالية، إضافة إلى مهرجان «ساو باولو» السينمائى الدولى، فى دورته الثانية والأربعين، فى البرازيل، وحصد الفيلم عدة جوائز، منها أفضل فيلم من مهرجان السينما الأفريقية «طريفة» فى إسبانيا، مهرجان «Augen Blicke Afrika» بألمانيا، إضافة إلى 6 جوائز فى الدورة الـ45 من مهرجان جمعية الفيلم.

يُعتبر الفيلم التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرج أحمد فوزى صالح، وبدأ التحضير له قبل ما يقرب من 5 سنوات، وتمتد الأحداث على مدار 70 دقيقة، اختار فيها المخرج أحمد صالح فوزى رواية «ورود سامة لصقر» للكاتب أحمد زغلول الشيطى، لتكون خلفية للأحداث، انطلق منها ليقدم نظرة بانورامية على عالم المدابغ والعاملين وسكان تلك المنطقة، والتطرق إلى الثقافة المجتمعية التى تشجع الهيمنة الذكورية، من خلال شخصية «تحية» التى تعمل على إعالة أسرتها بمساعدة شقيقها «صقر» العامل فى المدابغ، لكن تنقلب حياتها رأساً على عقب عندما تعلم رغبته فى الهجرة، وتلجأ إلى كل الطرق الممكنة حتى تمنعه من تنفيذ قراره.

وحتى الآن لم ترشح الدول العربية سوى 4 أفلام، كانت البداية مع الجزائر بفيلم «بابيشا» للمخرجة مونية ميدور، ثم فلسطين بـ«It Must Be Heaven» للمخرج إيليا سليمان، الذى حصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بالدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائى، بينما وقع اختيار تونس على «ولدى» للمخرج محمد بن عطية، ثم المغرب التى رشحت فيلم «آدم» للمخرجة مريم توزانى، وهو الفيلم الذى عُرض فى قسم «نظرة ما» بالدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى.

تتطرق الأفلام العربية المرشحة للأوسكار للإرهاب، ولكن من زاوية ومعالجات مختلفة، تعود المخرجة مونية مندور فى تجربتها الإخراجية الأولى إلى الجزائر فى تسعينات القرن الماضى، وهى فترة مؤلمة فى تاريخ البلاد من خلال فيلمها «بابيشا»، الذى يتناول الوضع من منظور الفتاة المراهقة «نجمة» التى ترغب فى دراسة تصميم الأزياء، فى الوقت الذى تعانى فيه الجزائر من حرب أهلية مسلحة بين النظام وجماعات تتبنى أفكاراً موالية للجبهة الإسلامية، ومع اتساع قائمة الممنوعات التى تفرضها تلك الجماعات ترفض «نجمة» الانصياع للقيود والوصاية الذكورية، وتضرب بالتهديدات عرض الحائط حتى مع ارتفاع حدة العنف وجرائم القتل، ليدفعها شغفها لمواجهة القوى الظلامية وترفض الحظر المفروض عن طريق تنظيم عرض أزياء.

وكان سؤال ما الذى يحدث للعائلات التى ينضم أبناؤها للجماعات الإرهابية، هو السؤال الذى طرحه المخرج التونسى محمد بن عطية فى فيلمه الروائى الطويل الثانى «ولدى»، الذى يُعتبر بشكل كبير مستوحى من قصة واقعية، عندما سمع المخرج تقريراً إذاعياً عن أب غادر تونس إلى سوريا بحثاً عن نجله، وهو ما كان خلفية أحداث الفيلم الذى عُرض للمرة الأولى فى برنامج نصف شهر المخرجين، الموازى للدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى.

وتدور أحداث الفيلم حول عائلة «رياض»، عامل فى ميناء تونس على وشك التقاعد، وتضم زوجته «نازلى» ونجله الوحيد «سامى» الذى يستعد لاختبارات الثانوية العامة، تستيقظ العائلة على اختفاء ابنهم الوحيد الذى لم يترك سوى ورقة صغيرة يخبرهم فيها بانضمامه إلى إحدى الجماعات الإرهابية فى سوريا، ليكون للأمر وقع الصاعقة على الأسرة الصغيرة، لتبدأ رحلة البحث عنه، حيث حاول المخرج إلقاء الضوء على نوعية من الشباب المنضمين لتلك الجماعات، فليس الفقر والحاجة هما الدافع دائماً.


مواضيع متعلقة