بعد غد.. انتخابات بلدية وإقليمية في أنحاء روسيا

بعد غد.. انتخابات بلدية وإقليمية في أنحاء روسيا
ينتخب الروس، بعد غد الأحد، ممثليهم المحليين بعد حملة شديدة التوتر أدت "إلى إحدى أهم عمليات القمع في موسكو بحق متظاهرين خلال عشر سنوات".
وستنظم انتخابات بلدية واقليمية في أنحاء البلاد لكن الأنظار ستكون متجهة إلى العاصمة بعدما شهدت حملة اعتقالات وإدانات.
وسيدعى نحو 7.2 ملايين ناخب لاختيار 45 نائبا في برلمان موسكو الذي يهيمن عليه حزب "روسيا الموحدة" الحاكم الذي لا يعارض أبدا سياسات رئيس البلدية الموالي للكرملين سيرجي سوبيانين، لكن أي مرشح لن يتقدم رسميا تحت راية الحزب الذي تراجعت شعبيته إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
وستنظم أكثر من خمسة آلاف عملية اقتراع في روسيا، بعد غد الأحد.
وسينتخب الروس 16 حاكما إقليميا وبرلمانيين إقليميين لـ13 منطقة منها شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
وباستثناء موسكو، كانت الحملة لانتخاب حاكم سان بطرسبرج الأكثر اثارة للجدل بعدما دعم الكرملين الحاكم المنتهية ولايته ألكسندر بيجلوف الذي لا يحظى بشعبية.
وقال خبراء إن الاستياء لا يترجم بتصويت احتجاجي على نطاق واسع ولكن ثمة احتمال لقيام مظاهرات جديدة، وعلقت رئيسة مكتب "ار بوليتيك" للتحليل تاتيانا ستانوفايا: "بات الوضع قابلا للاشتعال. شرارة صغيرة قد تشعل الأمور".
وقال محللون إن نتائج التصويت ستكون موضع ترقب مع اقتراب استحقاق الانتخابات البرلمانية في 2021 وستساهم في رسم المشهد السياسي لروسيا في وقت يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين عقده الثالث في السلطة.
وفي العاصمة نظمت مظاهرات خلال كل عطلة نهاية الاسبوع منذ منتصف يوليو الماضي، احتجاجا على استبعاد مرشحين من المعارضة لانتخابات البرلمان المحلي.
والمظاهرات التي لم يرخص لمعظمها أدت إلى توقيف 2700 شخص، في سابقة منذ موجة الاحتجاجات في 2011-2012 والتي سبقت عودة بوتين إلى الكرملين بعد توليه رئاسة الوزراء، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
من جانبها، أشارت ستانوفايا، إلى أن الحملة الانتخابية ركزت الضوء على الفارق المتنامي بين السلطات الحريصة على ابقاء الوضع على ما هو والروس الذين يطالبون بتغيير سياسي، مضيفة للوكالة الفرنسية: "الانتخابات البرلمانية في موسكو تطرح تساؤلات حول قدرة السلطات على قبول هذا الواقع الجديد".
وأوضحت ستانوفايا: "حاولت السلطات العمل والتفكير بأسلوب قديم. ويظن بوتين أن الامور تسير على ما يرام".
ولجأت السلطات لفترة قصيرة الى سجن كل مرشحي المعارضة تقريبا الذين أرادوا خوض الانتخابات في موسكو، وتعرض متظاهرون لعقوبات قاسية بالسجن تصل أحيانا إلى أربع سنوات، على حد تعبير الوكالة الفرنسية.