الأزهر والكنيسة "إيد واحدة" لتحقيق المواطنة والعيش المشترك

الأزهر والكنيسة "إيد واحدة" لتحقيق المواطنة والعيش المشترك
- أبناء الوطن
- أرض الواقع
- افتتاح مسجد
- الأخلاق والقيم
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأمن والأمان
- الإسلام السياسى
- الانتماء للوطن
- البحوث الإسلامية
- الجامع الأزهر
- أبناء الوطن
- أرض الواقع
- افتتاح مسجد
- الأخلاق والقيم
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأمن والأمان
- الإسلام السياسى
- الانتماء للوطن
- البحوث الإسلامية
- الجامع الأزهر
للمسيحية مكانة خاصة فى الإسلام، وقد دعا القرآن والسنّة لمعاملة خاصة مع المسيحيين، فهم الأقرب مودة للمسلمين بنص القرآن، وتقوم مشيخة الأزهر بترجمة ذلك على أرض الواقع بشكل حثيث، بوضع استراتيجية الوحدة بين المسلمين والمسيحيين، فأطلق بيت العائلة، الذى يقوم بدور كبير فى إنهاء المشكلات بين الطائفتين، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وإعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك، كما أخرج آلاف الفتاوى التى تحث على ضرورة التعايش فى تسامح وسلام. وإلى جوار الأزهر تقف دار الإفتاء، ناشرة الوسطية والتسامح، ووزارة الأوقاف التى تتولى الجانب العملى لهذه الأفكار الرئيسية التى يضعها الأزهر حول ضرورة دعم الوحدة والتعايش، عبر عشرات الآلاف من الأئمة الذين تحثهم الوزارة ليل نهار على نشر الوحدة والتأكيد عليها عبر 200 ألف مسجد تقام فيها الصلوات على مستوى الجمهورية، ولم يتوقف دور الأوقاف على الخطب والدروس المنبرية، وإنما يقوم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتوزيع العديد من الكتيبات على المواطنين، والتى تؤكد ضرورة هذه الوحدة.
"النجار": "الأخوة الإنسانية وإعلان المواطنة وبيت العائلة" مبادرات الأزهر للوحدة
يقول الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن موقف الأزهر من الإخوة المسيحيين شركاء الوطن واضح منذ قرون، فالمنهج الأزهرى أساسه التعايش والتسامح مع الجميع، لذا فهو نقطة الالتقاء بين الجميع، فالكل ينعم فى رحابه بالأمن والأمان الكاملين، وقد تصدى الأزهر لجميع الدعوات التى تقلل من شأن الإخوة المسيحيين وتدّعى أنهم أقلية، وكان خير عون وشريك للكنيسة المصرية فى كافة المواقف، وقد جسّد تحالفهما هذا لبنة قوية لبناء الدولة المصرية، فقاوما الاحتلالات المختلفة معاً، وكان خير تجسيد أن يخطب القس بالجامع الأزهر.
واجه الأزهر دعوات التفريق والتقليل من احترام المسيحيين التى أطلقتها جماعات العنف والفتنة المسماة بجماعات الإسلام السياسى، وأنشئ بيت العائلة للالتقاء الدائم والتواصل المستمر، والتدريب المشترك بين القيادات فى المؤسستين، وتجسدت مبادئ الأزهر فى هذا الصدد فى إعلانه التاريخى عام 2017 والذى سُمى «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك».
وأكد خلال هذا الإعلان أن المسلمين والمسيحيين إخوة فى الإنسانية، وشركاء فى الوطن، وجميعهم مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، وأن «المواطنة» مصطلح أصيل فى الإسلام، وأن مصطلح «الأقليات» يحمل فى طياته معانى التمييز والانفصال وهو أمر مرفوض. وشدد الأزهر، خلال مؤتمر كبير حضره 200 شخصية دولية مرموقة، على حرية الاعتقاد، وضرورة الإيمان بالمواطنة، والعيش المشترك، وأكد الإعلان أن دستور المدينة وما تلاه من كتب وعهود لنبى الله يحدد فيها علاقة المسلمين بغير المسلمين، هى دستور المسلمين فى التعامل، وليست حلاً مستورداً، وإنما الأمر استدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم طبّقه النبى فى أول مجتمع إسلامى أسسه، وهو دولة المدينة.
وعبّر الإعلان عن رفضه التمييز بين المسلم وغير المسلم، وممارسات الازدراء والتهميش والكيل بمكيالين، فضلاً عن الملاحقة والتضييق والتهجير والقتل، وما إلى ذلك من سلوكيات يرفضها الإسلام، وتأباها كل الأديان والأعراف، وتوج الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه الأخوة الأبدية بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة، ليكونا رمزاً خالداً لهذه الوحدة.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة تولى ملف المواطنة اهتماماً خاصاً، لإيمانها التام بأن المواطنة فقه ودين وأنه لا مجتمع سوياً مع الصراعات أو الإقصاء على أساس الدين أو الجنس أو العرق، بل لا بد من أن تكون الفرص متساوية، والواجبات متكافئة.
وأكد أن المواطنة الحقيقية تعنى حسن الولاء والانتماء للوطن، والحرص على الدولة الوطنية، واستقرارها، وتقدمها، ونهضتها، ورقيها، وتعنى الدولة الوطنية احترام عقد المواطنة بين الشخص والدولة، والالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعاً دون أى تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، وأوضح الوزير أن المواطنة ليست منّة ولا فضلاً من أحد على أحد، إنما هى حق، بل التزامات وحقوق متكافئة ومتساوية.
"طايع": "حماية دور العبادة" وتدريب الأئمة أبرز مساعى "الأوقاف" للتعايش
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، إن الوزارة تقوم بدور كبير فى نشر التسامح المجتمعى، وذلك إيماناً بدورها فى نشر صحيح الدين، وخدمة كل ما يصب فى صالح المجتمع، وقد أقامت قرابة 30 دورة تدريبية للأئمة والخطباء حول المواطنة وضرورتها، شارك بها آلاف الأئمة، ووزعت عليهم وعلى جميع مساجد الجمهورية كتبها حول التعامل مع غير المسلمين، وأهمها وآخرها كتاب «حماية دور العبادة» الذى يعمل على ترسيخ المواطنة المتكافئة، وأسس العيش المشترك، وفقه التعايش السلمى بين البشر جميعاً، دون تمييز على أساس الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو العرق، ويوضح أن التنوع والاختلاف سنّة من سنن الله الكونية، إذ يقول الحق سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، وتابع: «ديننا يقوم على الإيمان بالتنوع والاختلاف وتعظيم المشتركات الإنسانية فى جميع كتب السماء المنزَّلة ورسالاتها، فقد أجمعت الشرائع السماوية قاطبة على مبادئ الحق والعدل والتسامح والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، والصدق فى الأقوال والأفعال، وبر الوالدين وحرمة مال اليتيم ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، ومصدر التشريع السماوى واحد، واختلفت فى العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التى تكون أساساً للتعايش لم تختلف فى أى شريعة من الشرائع.
"المفتى": المؤسسات الدينية تشرح الحقائق والمفاهيم الشرعية وتعلمها للعامة وتواجه دعوات الفتن الخبيثة.. والتعامل بإيجابية مع "سنة الاختلاف"
وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أنه لا بد من التعامل مع سنّة الاختلاف بإيجابية لأنها تحمل فى طياتها أبعاداً ومضامين تنظم علاقة المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى، وهى تتجلى إجمالاً فى الإقرار بوجود هذا النوع من الاختلاف، وعلى ذلك سار المسلمون سلفاً وخلفاً عبر تاريخهم المشرّف وحضارتهم منذ عهود الخلفاء الراشدين، فنص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى عهده لأهل القدس على حريتهم الدينية، وأعطاهم الأمان لأنفسهم، والسلامة لكنائسهم، وأوضح أن المؤسسات العلمية تحمل على عاتقها نصيباً أكبر فى شرح الحقائق والمفاهيم الشرعيَّة وتعليمها للعامة والخاصة، حتى تتحطم هذه الأفكار الخبيثة والدعاوى الزائفة التى لا تدّخر جهداً فى إحداث الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وتكريس العنف والصدام بين أهل الدين الواحد فضلاً عن أهل الأديان المختلفة.