القصة الكاملة للتصعيد بين حزب الله والاحتلال على حدود لبنان الجنوبية

كتب: ماريان سعيد

القصة الكاملة للتصعيد بين حزب الله والاحتلال على حدود لبنان الجنوبية

القصة الكاملة للتصعيد بين حزب الله والاحتلال على حدود لبنان الجنوبية

تصعيد بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي، شهده جنوب لبنان، أمس الأحد، وبعد مرور نحو 24 ساعة، عاد الهدوء الحذر إلى جانبي الحدود، رغم اختراق جوي إسرائيلي جديد، حيث أطلقت قوات الاحتلال، صباح اليوم، منطادا تجسسياً مقابل منطقة العاصي في بلدة ميس الجبل المحاذية للحدود اللبنانية "الإسرائيلية".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بأن جيش الاحتلال استأنف عمليات حفر ورفع السواتر الترابية قرب طريق عسكرية محاذية لمنطقة حدودية، جنوب لبنان.

وفي وقت سابق، أعلنت وسائل إعلام لبنانية محلية رسمية، أن طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة حلقت فوق جنوب لبنان ليلاً، ولم يتم التصدي لها، حسب "العربية دوت نت".

ويسود هدوء حذر في المنطقة الحدودية بين لبنان ودولة الاحتلال، بعد ساعات شديدة التوتر شهدها جنوب لبنان، إثر قصف إسرائيل بلدات حدودية بعشرات القذائف.

بداية الأحداث 

كان التوتر بين لبنان ودولة الاحتلال بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله والسلطات اللبنانية، إسرائيل، بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية، وقال الحزب إنهما كانتا محملتين بمواد متفجرة، إحداهما سقطت بسبب عطلا فنيا والثانية انفجرت، دون أن يحدد هدف الهجوم.

ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت، ليل السبت الأحد الماضي، منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل اثنين منهما، هما زبيب وضاهر، حسب "فرانس برس".

وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال أمينه العام حسن نصرالله، مساء السبت، إن "الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار إنما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك، وتثبيت منطق الحماية للبلد".

 وأضاف: "يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه"، متوعدا باستهداف المسيّرات الإسرائيلية التي غالباً ما تحلّق في الأجواء اللبنانية.

وصباح أمس، أعلن حزب الله أن "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد بتاريخ 1 سبتمبر 2019، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها".

وأطلق حزب الله اسم عنصريه اللذين قُتِلا في غارة الاحتلال في سوريا، قبل أسبوع، على المجموعة التي نفذت الضربة، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن القوات الإسرائيلية استهدفت أطراف بلدة مارون الراس التي تقع على الجهة المقابلة من منطقة أفيفيم.

وأعلن الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية أطلقت أكثر من "40 قذيفة صاروخية" على جنوب البلاد، رداً على استهداف حزب الله لآلية عسكرية إسرائيلية.

وقال الجيش في بيان "استهدفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، ما أدى إلى اندلاع حرائق".

وطلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، الأحد، من واشنطن وباريس التدخل إزاء التصعيد الأخير.

وتحدث مصدر قريب من "حزب الله"، الأحد، عن فرضية "رد ثان" من جانب التنظيم، مضيفا: "لم يحصل الرد بعد، لكنه سيتم عبر مواجهة الطائرات المسيرة الإسرائيلية".

وكان حزب الله استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.

وإثر هجوم الضاحية، اعتبر حزب الله أن ذلك يُعد "أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006" التي اندلعت إثر إقدام الحزب على أسر جنديين إسرائيليين في 12 يوليو، فردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يوما، ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخليا بموقع المنتصر.

وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل، وعزز من انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "يونيفيل".

ردود فعل عالمية على التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي

أمريكا

أعربت الخارجية الأمريكية، مساء أمس، عن قلقها من تصعيد التوتر على الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، بعد تبادل القصف بين حزب الله وجيش الاحتلال، مؤكدة دعمها الكامل في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بوجه الصواريخ التي أطلقها حزب الله على قاعدة لها في منطقة حدودية، حسب "روسيا اليوم".

وأضافت: "على حزب الله أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته... هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار، عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة".

فرنسا

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان صادر عنها، أن باريس كثفت اتصالاتها في منطقة الشرق الأوسط بهدف تفادي التصعيد على الحدود في جنوب لبنان، حسب "بي بي سي".

الأمم المتحدة

دعت الأمم المتحدة إلى احتواء الموقف، وعدم تأزيم الوضع القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه "قلق للغاية" من هذه الأحداث، ودعا الأطراف المعنيين إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، حاضّاً إيّاهم "على وقف أنشطتهم التي تنتهك القرار 1701 وتُعرّض للخطر وقف الأعمال القتاليّة بين البلدين" حسب "فرانس برس".

وكانت إسرائيل أعلنت، الأحد، أنها قصفت مناطق في جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها، فيما أعلن حزب الله، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، وذلك بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل اثنين من عناصره في غارة على سوريا.


مواضيع متعلقة