بوادر حرب أم مجرد تصعيد.. هل تدخل إسرائيل في معارك ضد حزب الله؟

كتب: محمد علي حسن

بوادر حرب أم مجرد تصعيد.. هل تدخل إسرائيل في معارك ضد حزب الله؟

بوادر حرب أم مجرد تصعيد.. هل تدخل إسرائيل في معارك ضد حزب الله؟

أطلق حزب الله البناني صواريخ مضادة للدبابات على مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، ردا على ما قال إنه استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت بطائرتين دون طيار، الأسبوع الماضي.

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الصواريخ من نوع "كورنيت" المضاد للدروع، وأطلقت صوب قرية أفيفيم الحدودية الإسرائيلية، ما استدعى فتح الملاجئ.

 لاحقا، أعطى الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل، وقال إن الصواريخ التي استهدفت قاعدة عسكرية ومدرعات سجلت وقوع إصابات.

وأصدر الجيش الإسرائيلي، بيانا لخص فيه حصيلة المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والتي لم تتجاوز الساعتين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، "لقد رد جيش الدفاع على العملية التي نفذها حزب الله باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية باتجاه مصادر النيران في جنوب لبنان".

وقال المحلل السياسي اللبناني، علي ملحم، إن رد حزب الله كان متزنا، وأنه استطاع التعامل بمنطقية مع الاستفزازات الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف ملحم، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، "الجيش الإسرائيلي قصف مناطق غير مأهولة في الجنوب وهي عبارة عن مزارع تبغ، والوضع يشهد ترقب بين الجانبين حتى الآن"، مشيرا إلى أن العملية كانت للرد على استهداف إسرائيل لعنصرين تابعين لحزب الله في سوريا.

ووسط حالة توتر بين لبنان وإسرائيل بدأت قبل نحو أسبوع مع اختراق طائرتين مسيرتين الأجواء اللبنانية، فوق ضاحية بيروت الجنوبية، انتهكت طائرة إسرائيلية جديدة، الأحد، المجال الجوي اللبناني.

وتابع، "حزب الله قرر قصف الطائرات المسيرة التي أطلقتها إسرائيل خلال الأيام السابقة، وفي عام 2016 أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله أن أي استهداف لسوريا ولبنان سيتم الرد عليه فورا، وهذا ما برز في خطابه أمس الأول".

وأفادت قناة "كان" الإسرائيلية أنه صدرت تعليمات من الجيش بالعودة للروتين في جميع مناطق الشمال، باستثناء الأنشطة الزراعية بالقرب من السياج الحدودي.

وأشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن الجيش أعاد فتح الطرقات التي أغلقت في الجليل الغربي بعد إطلاق حزب الله صواريخ مضادة صوب شمال إسرائيل.

فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وسائل الإعلام التابعة لحزب الله أكدت أن الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والحزب توقفت وأن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.

فيما قال المحلل السياسي اللبناني، هادي نصر، إن قرار حزب الله كان مدروسا على أكثر من صعيد، إذ أن الحزب ردّ على الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية، وفي الوقت نفسه لم يعط مبررا للاحتلال الإسرائيلي بالرد، إذ حافظ الحزب على رد مدروس متزن.

وأضاف نصر لـ"الوطن"، "عملية حزب الله تعتبر الأبرز خلال السنوات الماضية عدة اعتبارات أهمها النفي الإسرائيلي لعد الضحايا".

وكان حزب الله اللبناني قد أعلنت مقتل وجرح عسكريين إسرائيليين إثر استهداف آليتهم، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

واندلعت المواجهات الساعة من الساعة 16:19 إلى 18:19 تقريبا بالتوقيت المحلي لبيروت، شهدت ردا إسرائيليا بقصف مكثف على قرى حدودية لبنانية.

وفي أول ظهور له بعد توقف المواجهات، قال نتانياهو: "منذ حوالي ساعة، أجريت مشاورات مع رئيس هيئة الأركان وضباط الجيش، تعرضنا للهجوم بعدة صواريخ مضادة للدروع، وقمنا بالرد بإطلاق 100 قذيفة وبنيران من الجو وبوسائل مختلفة، ليس لدينا أي إصابات ولا حتى خدش".

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن حزب الله تمكن من تنفيذ العملية التي خطط لها، لكنه فشل في تحقيق الغاية التي كان يخطط لها.

وأوضح أن العملية التي نفذها حزب الله تمثلت في إطلاق 2-3 صواريخ مضادة للدروع باتجاه جيب عسكري وموقع أفيفيم دون وقوع إصابات.

وأجرى رئيس الأركان جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة جيش الدفاع وأوعز بمواصلة الحفاظ على حالة جاهزية وتحسينها نظرا للأحداث و"نحن مستعدون لكل الاحتمالات".

وكانت وكالة الأنباء اللبنانية، قد أفادت بأن الحريري أجرى اتصالات هاتفية مع كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل احتواء الموقف.

وتساءلت القناة الثانية الإسرائيلية، مساء أمس الأحد، إن كان نتنياهو قد نفى عدم وجود إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين بقولها، "ماذا بالنسبة للمروحية العسكرية التي نقلت جنودا من مكان العملية على الحدود مع لبنان ونقلتهم لمستشفى رمبام بحيفا؟".

وأضافت القناة الإسرائيلية، أن إدارة المستشفى قالت إن الجنود الذين وصلوا على متن المروحية تلقوا علاجا، وتم تسريحهم من المستشفى بعد حصولهم على العلاج.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الأحد، أن باريس "تكثف الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط بهدف تفادي التصعيد" على الحدود في جنوب لبنان.

وقالت باريس إنها تتابع التطورات "بقلق"، وأوردت المتحدثة باسم الخارجية في البيان أن "فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة منذ حوادث 25 أغسطس بهدف تفادي التصعيد".


مواضيع متعلقة