النفاق وأصحاب نظرية «الباذنجان»

النفاق وأصحاب نظرية «الباذنجان»
أعرف أناساً نبغوا فى ركوب الموجة، كل موجة، يفطرون مع الشيوعيين ويتغدون مع الإسلاميين ويتعشون مع الرأسماليين، يغيرون جلودهم فى كل فصل سياسى ويتلونون بلون كل حاكم ويتحولون فى اتجاه الريح، وهم يعتبرون هذا التذبذب خفة دم وهذا النفاق شطارة ويسمون المتمسكين بمبادئهم مجانين مكانهم مستشفى الأمراض العقلية، من أجل هذا تروج بضاعة المنحرفين والمذبذبين والمنافقين فى المجتمعات المنحرفة ويصبح لا مكان للرجل الشريف المتمسك بمبادئه والمؤمن بالمثل العليا، فهو خارج عن قانون الغابة.
أما سبب عنونتى المقال بالباذنجانيين فهو ما يروى أن الأمير بشير الشهابى قال لخادمه يوماً: نفسى تشتهى أكلة الباذنجان، فقال الخادم: الباذنجان، بارك الله فى الباذنجان، هو سيد المأكولات، لحم بلا شحم، سمك بلا حسك، يؤكل مقلياً، يؤكل مشوياً، يؤكل محشياً، يؤكل مخللاً، ويؤكل مكدوساً، فقال الأمير: ولكن أكلت منه قبل أيام فنالنى ألم فى معدتى، فقال الخادم: لعنة الله على الباذنجان فإنه ثقيل، نفاخ، أسود الوجه، فقال له الأمير: ويحك تمدح الشىء وتذمه فى نفس الوقت؟! فقال الخادم: يا مولاى أنا خادم للأمير ولست خادماً للباذنجان، إذا قال الأمير نعم قلت له نعم، وإذا قال لا قلت لا، ألا ما أكثر الباذنجانيين فى أيامنا هذه.
سامح لطفى هابيل - محام بالنقض، أبوتيج
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com