"من النهاردة مفيش سكر".. عصام يتحدى السم الأبيض بمبادرة صحية بدأت بـ"حموضة"

02:08 م | الأحد 01 سبتمبر 2019

تحدي السكر بمشتقاته، أسلوب اعتاد كثيرون اتباعه فُرادى، إلا أنّ آخرون قرروا اعتماده بشكل جماعي لتكوين رابطة تتحدى "السم الأبيض"، موفرة جميع الاستشارات والاستفسارات الطبية اللازمة، في برنامج تدريجي ينطلق اليوم 1 سبتمبر ولمدة 180 يوما متواصلة.

تحدي السكر برنامج تدريجي.. 6 مراحل في 180 يوما

قبل 15 يومًا، دشّن عصام حماد منسق الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة صفحة على "فيس بوك"، دعا فيها للاستغناء عن السكر في الأطعمة والمشروبات التي تعوّد الإنسان على تناولها، إذ كانت قراءة متعمقة وراء ما اهتدى إليه من خلال بحثه في قضية السرطان نظرًا لمنصبه، ليجد ارتباطا وثيق بين الإصابة بمرض السرطان واستهلاك السكر، وبدأ الأمر بتحدي شخص والحديث عبر صفحته الشخصية حتى تدشين صفحة مستقلة، داعيًا الراغبين لخوض التحدي لمدة 6 أشهر متواصلة.

انتهاء معاناة شخصية بعد الامتناع عن تناول السكر، تجربة حرص عصام على نقلها للجميع، حسب حديثه لـ"الوطن"، إذ كان يعاني من حموضة المعدة منذ 35 عاما مضت، واعتاد تناول أقراص الحموضة وبدأ تحدي السكر قبل شهر ويوم، وقبل أسبوع أعلن التوقف التام عن أقراص الحموضة لعدم حاجته لها: "السكر مشكلته للي بيتحداه أول 7 أيام زي اللي بيدخن وبيعاني من عصبية لكن بعدهم بينهي الموضوع".

بث مباشر للرد على الاستفسارات وفحص شامل قبل التحدي

برنامج تدريجي يتبعه متحدي السكر حسب مدشن الحملة، معتمدًا على أبحاث أطباء، إذ انضم أخصائي تغذية علاجية للرابطة ليكون مشرفًا طبيًا عليها معطيًا الاستشارات الطبية للأعضاء، خاصة مع وجود أعضاء مرضى سكر من النوع الثاني.

البرنامج يتكون من 6 مراحل، كل مرحلة عبارة عن شهر، وكل شهر بأسابيعه الأربعة له توجيهات خاصة بكل أسبوع، الأسبوع الأول الذي بدأ اليوم يستهدف الامتناع عن السكر الأبيض المضاف إلى المشروبات والعصائر المُركزة والمربيات والمياه الغازية بأنواعها، والثاني يستهدف العصائر المصنعة والشوكولاتة والبسكوت، والثالث مختص بالحلويات العربية والكيك، والرابع مدخلًا للمرحلة الثانية وهي الابتعاد عن الكربوهيدرات والزيوت، وبينها مقاطعة الخبز الأبيض، لذا سيحرصون خلال هذا الأسبوع على طرح البدائل.

وتختص المرحلة التانية بالكربوهيدرات والزيوت، إذ إنّ الزيوت المهدرجة لها ذات الضرر مثل السكر على أمراض القلب، والمرحلة الثالثة تختص بإيجاد بدائل بشكل عام، وسنصل لقطع السكر بالكامل، وتطرح اجتهادات دائمة بالنسبة للبدائل، بينما تستهدف المرحلة الرابعة خفض الوزن، والخامسة تثبيت البرنامج بشكل عام في حياة الشخص، والسادسة إعلان نجاح التجربة بعد انقضاء المدة المستهدفة.

لقاء مباشر أسبوعي عبر خاصية البث المباشر على صفحة الحملة، أمر بدأ "عصام" تفعيله برفقة دكتور مازن الحاصل على دكتوراه في العقاقير الطبية واستشاري التغذية العلاجية، وغيره من الأطباء لمتابعة الاستفسارات وطرح رقم "واتس آب" لمنح خصوصية لبعض السائلين.

وتستعد الحملة لطرح استبيان إلكتروني خلال 48 ساعة للحصول على معلومات من الأعضاء الذين قرروا دخول التحدي، ولإجراء فحص طبي شامل لهم من وظائف الكلى والكبد والكوليسترول ومخزون السكر والسكر الصائم، لتتفق الحملة مع مكان يوفر هذا لأعضائه: "وهيتم متابعة كل الحلات عبر لجنة طبية استشارية" قال عصام، موضحا أنّ الحملة انضم إليها طبيب استشاري أمراض مخ وأعصاب، وأطباء آخرين للاستشارات المختلفة: "لما الإنسان يدخل التجربة بنفسه هيكتشف إنّه كان مخدوع بوهم السكر".

دكتور إيناس شلتوت: اتفق مع الحملة في الامتناع عن السكر الأبيض.. والكربوهيدرات يجب تعويضها والامتناع الكامل عنها أزمة

التفرقة في البرنامج بين أشخاص مرضى سكري وآخرين يتبعونه للوقاية، أمر أكدت عليه الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكري في قصر العيني، عضو الجمعية الأوروبية لدراسة مرضى السكري، إذ أكدت لـ"الوطن" أنّ الامتناع عن السكر لأشخاص لا يعانون من مرض السكري لن تفرق، عكس من يعانون، مؤكدة أهمية اتباع نظام السعرات الحرارية المعتدل وعدم الاعتماد على نظام قاس به أقل من 500 سعر حراري فقط أو اقل يوميا، ما يشكل خطر على صحة الشخص سواء يعاني من مرض السكر أو لا.

وأيّدت إيناس المرحلة الأولى من البرنامج، وهي الامتناع عن السكر الأبيض والمياه الغازية والحلويات والدهون والوجبات السريعة، وطالبت ببدائل محددة للنشويات، للحصول على بديل للطاقة لمواكبة الحركة والمجهود المبذول يوميا.

وعن ارتباط السكر بالإصابة بمرض السرطان، لم تستطع "شلتوت" الجزم بذلك، لافتة إلى توصيات منظمة الصحة العالمية بامتناع الجميع عن السكر الأبيض.