أدريان داريا.. ناقلة نفط إيرانية أصبحت بلا قبلة بسبب الأزمات

كتب: عبدالرحمن قناوي

أدريان داريا.. ناقلة نفط إيرانية أصبحت بلا قبلة بسبب الأزمات

أدريان داريا.. ناقلة نفط إيرانية أصبحت بلا قبلة بسبب الأزمات

للمرة الثالثة منذ الإفراج عنها في جبل طارق، غيرت ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا" وجهتها، مبتعدةً عن تركيا، والتي كانت ميناء الإسكندرونة، لتصبح بلا وجهةٍ في عرض البحر، وفقا لما بينه موقع "Vessel Finder" المختص في تتبع بيانات السفن المبحرة.

الناقلة الإيرانية أثارت أزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بدأت في 4 يوليو الماضي، حين كان اسمها "جريس 1"، واحتجزتها السلطات في منطقة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني، للاشتباه في أنها تنقل نفطا إلى سوريا، انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وأثارت الواقعة غضب طهران، التي ردت من خلال الزج بقارب مفخخ ودفعه باتجاه المدمرة البريطانية "إتش إم إس دانكن"، إلا أن البحرية السعودية أنقذت المدمرة، وأحبطت العملية الإيرانية، إلا أن إيران لم تقف مكتوفة الأيدي أمام احتجاز ناقلتها.

في 19 يوليو، أعلن الحرس الثوري الإيراني، احتجاز ناقلة نفط بريطانية اخترقت قوانين الملاحة، وكانت تسعى لتهريب النفط، لكن إيران نفسها اعترفت بكذب تلك الادعاءات، وأعلنت من خلال تصريحات على لسان قادة في الحرس الثوري، أن تلك الخطوة جاءت انتقاما من احتجاز "جريس 1".

دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط أزمة الناقلات، لتقترح إنشاء تحالف دولي لحماية أمن الملاحة في مياه الخليج ومضيق هرمز، ضد التهديدات الإيرانية، لتعلن عدة دول قبول الاقتراح وعلى رأسها بريطانيا، فيما هددت إيران بأن هذا التحالف لن يجلب سوى المزيد من زعزعة الأمن والاستقرار.

إيران حاولت مقايضة بريطانيا، من خلال الإفراج عن الناقلة "جريس 1" في مقابل أن تفرج بدورها عن "ستينا إمبيرو" البريطانية، إلا أن بريطانيا أعلنت رفض تلك المقايضة، ما زاد الأمر تعقيدا، لتعلن إسرائيل بعدها استعدادها للاشتراك في المهمة البحرية الأمريكية، والذي لاقى جملة من التصريحات الإيرانية المهددة والمتوعدة بردود فعل وخيمة في حال تواجد قوات إسرائيلية في مياه الخليج.

وفي منتصف أغسطس المنصرم، أصدرت المحكمة العليا في جبل طارق، قرارا، بالإفراج عن الناقلة، شريطة التعهد بعدم التوجه إلى سوريا، وهو التعهد الذي نفته إيران لاحقا، لتطالب الولايات المتحدة محكمة جبل طارق باحتجاز الناقلة، وأصدرت محكمة أمريكية أمرا باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية، بناء على شكوى من الحكومة الأمريكية.

وفي 18 أغسطس، قررت السلطات الإيرانية تغيير اسم الناقلة من "جريس 1" إلى "أدريان داريا 1"، ووضع العلم الإيراني عليها بدلا من البنمي، وإعلان أن نفطها مملوك رسميا للشركة الوطنية الإيرانية للنفط، وذلك بعد رفض بنما استمرار عمل الناقلة تحت علمها.

وفي 24 أغسطس، غيرت ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1"، وجهتها، إلى ميناء مرسين التركي، بدلا من ميناء كالاماتا اليوناني، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.

وفي 26 أغسطس، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن بلاده باعت النفط الذي تحمله الناقلة "أدريان داريا 1"، حيث نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" عنه، قوله: إن "المُشتري هو من سيحدد وجهة الشحنة، وإن إيران لم تعد تعرف شيئا بشأن وجهتها".

ومنذ يومين، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أن ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1، تتجه نحو لبنان، وذلك بعدما أعلن طاقمها أنهم في اتجاههم نحو تركيا.

وسارع لبنان بنفي توجه الناقلة إليه، حيث قالت وزيرة الطاقة والمياه اللبنانية، ندى البستاني، عبر حسابها على تويتر: "وزارة الطاقة لا تشتري النفط الخام من أي بلد، ولبنان لا يملك مصفاة للنفط الخام، كما لا يوجد أي طلب لدخول ناقلة النفط "أدريان داريا" إلى لبنان".

وبمرور ساعات قليلة، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية الناقلة "أدريان داريا -1" على قائمتها السوداء، وأعلنت فرض عقوبات على قبطانها.

وقالت الوزارة الأمريكية، في بيان، إن فرع مراقبة الأصول الأجنبية اتخذ هذه الإجراءات، لأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي يستفيد منها.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن واشنطن تملك معلومات عن إبحار الناقلة الإيرانية باتجاه ميناء طرطوس السوري.


مواضيع متعلقة