"نيويورك تايمز": مغادرة ناقلة "جريس 1" مؤشر على تخفيف التوترات

كتب: عواصم -(أ.ش.أ)

"نيويورك تايمز": مغادرة ناقلة "جريس 1" مؤشر على تخفيف التوترات

"نيويورك تايمز": مغادرة ناقلة "جريس 1" مؤشر على تخفيف التوترات

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، الضوء على قرار سلطات جبل طارق "منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني" بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1" التي غيرت اسمها إلى "أدريان داريا 1"، باعتباره مؤشرا على تخفيف حدة التوترات بين إقليم جبل طارق، ولندن وطهران، وذلك في وقت تشتعل فيه المواجهة بين إيران والغرب، لا سيما مع الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير، أن ناقلة النفط الإيرانية غادرت أمس الأحد، جبل طارق بعد احتجازها لأكثر من 6 أسابيع، وذلك بعد رفض سلطات الإقليم طلبا أمريكيا بمصادرتها، وأعادت "نيويورك تايمز"، إلى الأذهان أن مسؤولي جبل طارق ومشاة البحرية الملكية البريطانية احتجزوا الناقلة "جريس 1" في 4 يوليو الماضي لنقلها النفط إلى سوريا، في انتهاك لحظر الاتحاد الأوروبي، وسرعان ما احتجزت إيران، ناقلة "ستينا إمبيرو" التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، المدخل الضيق إلى الخليج الذي يمثل قناة لنحو 20% من النفط الخام في العالم.

وتابعت "نيويورك تايمز قائلة، إن إبحار الناقلة الإيرانية ومغادرتها جبل طارق أثار توقعات بأن تفرج إيران بدورها عن ناقلة "ستينا إمبيرو" البريطانية،  موضحة أن ثمة تكهنات بأن إطلاق سراح الناقلة الإيرانية يمكن أن يكون جزءا من مبادلة السفينتين، غير أنه ما من دولة من الأطراف المعنية أكدت ذلك، وقالت السلطات الإيرانية يوم الجمعة الماضية إنها لم تقدم أي ضمانات للإفراج عن الناقلة.

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم احتجاز الناقلة الإيرانية الآن بعد مغادرتها جبل طارق، غير أن أي محاولة لاعتراضها في المياه الدولية من المرجح أن ينظر إليها باعتبارها غير قانونية،  مشيرة إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار تنص على أنه لا يحق للسفن العسكرية احتجاز سفن ترفع أعلامًا أجنبية في المياه الدولية ما لم يُشتبه في ارتكابها لجرائم خطيرة مثل القرصنة أو المشاركة في تجارة الرقيق.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن اتخاذ تدابير عقابية إضافية لأفراد طاقم أي سفينة تنقل النفط من إيران إلى سوريا. وكانت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، ذكرت اليوم، أن ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1" التي كانت مشاة البحرية الملكية البريطانية تحتجزها، غادرت جبل طارق في وقت متأخر من ليل أمس الأحد بعد احتجاز دام أكثر من شهر، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتجه الناقلة إلى مدينة كالاماتا في اليونان.

وأوضحت "الاندبندنت": كانت سلطات جبل طارق أفرجت عن ناقلة النفط الإيرانية الأسبوع الماضي غير أن محكمة فيدرالية في واشنطن أصدرت أمرًا الجمعة الماضية يطالب باحتجاز السفينة وشحنتها التي تتكون من حوالي 2 مليون برميل من النفط الخام الخفيف والذي تصل قيمته إلى مليون دولار، ورغم ذلك، رفضت حكومة جبل طارق، أمس الأحد، طلب أمريكا بمواصلة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية لأنها تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، أكد السفير الإيراني في لندن، حميد بعيدي نجاد، أن ناقلة النفط الايرانية "جريس 1" التي تم تغيير اسمها إلى "آدريان دريا" بدأت مغادرة مياه جبل طارق نحو المياه الدولية، وقال نجاد في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أؤكد في هذه اللحظة أن ناقلة النفط الإيرانية بدأت بعد توقف دام 45 يوما في مياه جبل طارق بالتحرك نحو المياه الدولية"،  مشيراغ إلى أن الاهتمام الكبير من قبل السياسيين والرأي العام العالمي والإقليمي يعد مؤشرا إلى النتائج السياسية والدولية والقانونية المهمة للإجراءات التي اتخذت خلال الأيام الأخيرة.

وكان السفير الإيراني لدى لندن أعلن في وقت سابق أنه مع وصول فريقين هندسيين مختصين عبر رحلات جوية مختلفة إلى جبل طارق فمن المتوقع أن تغادر ناقلة النفط الإيرانية ميناء جبل طارق مساء الأحد.

جدير بالذكر، أن إيران من جانبها احتجزت ناقلة نفط بريطانية عند مضيق هرمز بعد فترة قصيرة من احتجاز لندن لناقلة النفط الإيرانية في يوليو الماضي، ويأتي الإفراج عن الناقلة وسط تصاعد حدة الخلاف بين طهران وواشنطن بعدما قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.


مواضيع متعلقة